معلومة طبية

ماذا يحدث لنا أثناء النوم ؟

اعتقد العلماء فيما مضى بانعدام النشاط البدني و العقلي لدى الإنسان  أثناء النوم. لكنهم الآن يعرفون أن الأمر ليس كذلك. طوال الليل، يقوم جسمك ودماغك بجزء كبير من العمل والذي يعد مفتاحًا سريًا لصحتك. يحدث الكثير في جسدك عندما تنام، إذا أنك تتنقل بين مرحلة نوم الريم و اللاريم. قسم العلماء النوم إلى مرحلتين: الأول هو مرحلة النوم الخفيف والذي يحدث فيه حركة العين السريعة أو مرحلة الريم REM :  Rapid Eye Movement و خلال هذه المرحلة تتحرك العينان جيئةً وذهابًا تحت الجفنين، وهذا لا يحدث في مرحلة اللاريم. يُقصد بـ ” نوم الريم ” هو الذي يحدث عند مرور 90 دقيقة بعد الخلود إلى النوم ، و تصل فترة نوم الريم إلى حوالي ساعة و تتميز بوجود نشاط مرتفع في الدماغ و كثرة الأحلام و تسارع نبضات القلب و التنفس إذ أن النائم يكاد لايتحرك.

أما المرحلة الأُخرى هي التي لا يحدث فيها حركة العين السريعة أو مرحلة (اللا ريم)، تبدأ ليلتك بالنوم الذي لا يحدث فيه حركة العين السريعة وتقضي معظم وقت الراحة في هذه المرحلة.  تبدأ مرحلة اللاريم بنوم خفيف وينتقل تدريجيًا ليصب النوم أكثر عمقًا. خلال هذا التقدم يصبح دماغك أقل استجابة للعالم الخارجي، ويصبح من الصعوبة الإستيقاظ، وأفكارك ومعظم وظائف الجسم تصبح أبطئ. في أثناء النوم العميق من مرحلة اللاريم فإن الجسم يعيد إصلاح أنسجته ويبني العظام و العضلات و يقوي جهاز المناعة.

هل تعلم أن درجة حرارة الجسم تنخفض بضعة درجات عندما تشعر بالنعاس وقبل حوالي ساعتين من الإستيقاظ أيضًا. وفي مرحلة “الريم” يقوم  دماغك بتنظيم درجة حرارة جسمك، يحدث هذا عندما تؤثر الحرارة أو البرودة في غرفة نومك عليك أكثر. من المعروف أيضًا أن درجة حرارة الغرفة الباردة تساعدك على النوم بشكل أفضل وأن القيام ببعض التمارين عند الإستيقاظ من النوم  تجعلك أكثر نشاطا وحيوية. تختلف كثيرًا طريقة التنفس عندما تكون مستيقظًا أو نائمًا، فعندما تنام بعمق فإنك تتنفس بشكل أبطئ وبطريقة أكثر إنتظامًا، ولكن عندما تدخل مرحلة الريم فإن تنفسك يصبح أسرع، بالإضافة إلى أن معدل ضربات القلب يختلف، ففي مرحلة النوم العميق (اللاريم) ينخفض معدل النبض وضغط الدم، مما يمنح القلب والأوعية الدموية الراحة، ولكن في مرحلة (الريم) ، تعود هذه المعدلات للأعلى أو تتغير.

نشاط الدماغ يتغير أيضًا… فعندما تغلق عينيك وتخلد إلى النوم في مرحلة (اللاريم) فإن خلايا دماغك تستقر مثل مستويات النهار، ولكن عندما تبدأ الأحلام فإن الخلايا تتنشط بشكل عشوائي، في الواقع في مرحلة الريم يكون نشاط الدماغ كما لو كنت مستيقظًا. على الرغم من الحديث الطويل عن الأحلام منذ ألاف السنين إلا انها ما تزال غامضة بالنسبة لنا من نواحٍ عديدة، فما زال من غير الواضح ما الذي يسببها أو ما هو المغزى منها،  فالأحلام في مرحلة الريم تحدث أكثر ولكن من الممكن أن تحدث في المراحل الأخرى أيضًا. أمّا الأحلام المرعبة والتي يستيقظ الناس منها وهم يصرخون برعب وخوف تحدث في مراحل النوم العميقة.

في مرحلة “اللاريم” يقوم الجسم بترميم العضلات والأعضاء والخلايا الأخرى وتبدأ المواد الكيميائية التي تقوي الجهاز المناعي في الإنتشار في الدم. فهل تعلم أن الجسم يفرز المزيد من الهرمونات عندما تكون نائمًا!! على سبيل المثال يرتفع مستوى  هرمونات النمو  أثناء النوم وينخفض مستوى هرمون الكورتيزول (وهو هرمون ستيرويدي يفرز من قشرة الغدة الكظرية. يفرز استجابةً للإجهاد أو لانخفاض مستوى هرمونات القشريات السكرية في الدم)، ويعتقد بعض العلماء أن الأرق قد يكون مرتبطًا بمشكلةٍ في نظام افراز الهرمونات في الجسم.

يستطيع الأشخاص حل الألغاز بسهولة أكبر بعد أستيقاظهم من النوم، ويتذكرون الحقائق والمهام بشكل أفضل أيضًا، ولكن الأشخاص الذين يحرمون من مرحلة نوم الريم يفتقدون هذه الميزة مقارنة بمراحل النوم الأخرى.

 

اقرأ أيضًا:  لغز شلل النوم…أو الجاثوم