إذا كنت لا تريد أن تفقد قدراتك العقلية مع التقدم في العمر، فربما تكون وجبة تحوي فيتامين D هي سبيلك لذلك. فوفقا لدراسة معملية على الفئران نشرت الاثنين الماضي على الانترنت في دورية وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم، فإن الفئران في التجربة والذين قام العلماء بإعطائهم جرعات تحتوي على كميات أكبر من فيتامين D أظهروا قدرة أعلى في اجتياز متاهة المياه الصعبة والتي أعدها الباحثون لتحديد مدى قدرتهم على التملص منها، بينما لم يستطع أقرانهم والذين تناولوا جرعات أقل اجتياز ذلك الاختبار.
المكمل الغذائي اتضح أنه يقوم بتعزيز الآليات التي تساعد على اعادة تدوير وتجميع المواد الكيميائية والتي تساعد بدورها الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض في جزء من الدماغ يكون مسئولا عن التذكر والتعلم.
“فتلك العملية تبدو وكأننا نعيد تخزين وترتيب الرفوف في محل للبقالة” تقول الباحثة المشاركة في الدراسة ندى بورتر، خبيرة الطب الحيوي في جامعة كنتاكي للطب.
كما وجدت الدراسة أيضا أن الخلايا العصبية تكون أكثر قدرة على استقبال ومعالجة الاشارات عندما يرتبط الأمر بتشكيل الذاكرة أو محاولات استرجاعها.
في الآونة الأخيرة بدأت العلوم الطبية توسع نظرتها لأهمية فيتامين دي إلى ما يتجاوز مجرد دوره في العظام، وبدأت تربط بين نقصه وبين زيادة مخاطر السرطان أو الأمراض الأخرى كما يزيد التدهور الفكري لدى المسنين، ولكن الباحثين الطبيين شككوا في هذه الدراسات وفي قيمة إمدادات فيتامين دي، ولهذا تم إطلاق تجارب عشوائية يسيطر العلماء على شروطها لمحاولة حل هذه الأسئلة والشكوك.
معظم فيتامين دي في أجسامنا يتم تصنيعه في الجلد من الجزيء المكون له بمساعدة الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، أويتم أخذه عن طريق المواد الغذائية المعدلة بإضافة الفيتامين إليها مثل الحليب.
في الدراسة الحالية وضع الباحثون الفئران على وجبات منخفضة ومتوسطة وعالية التركيز من فيتامين دي، ثم تم اختبار قدرة الفئران على تذكر مكان المخرج في متاهة الماء أو تذكر مكان جديد فيها، وهو ما يشبه قيامك أنت بمحاولة تذكر مكان سيارتك في مكان ركن سيارات جديد عليك، وكانت هذه المهمة أكثر صعوبة وبالتالي أكثر حساسية للتغييرات الصامتة في الذاكرة والتي تحدث بالتقدم في السن، فالفئران التي كانت تأخذ جرعة عالية من الفيتامين استطاعت الوصول إلى المنصة بطرق أقصر مقارنة بفئران المجموعات الأخرى، فالأخرى كانت طرقها أشبه بشخبطات أطفال الروضة العشوائية، بينما كانت في الفئران الأخرى أبسط وكان تغير اتجاه حركتها أقل.
وداخل أدمغة الفئران وجد العلماء أن تغيرات مهمة تحدث في أنشطة الجينات في “الحُصَين” في الدماغ لا سيما تلك التي تحتوي على الحويصلات المخزنة للنواقل العصبية المسئولة عن التيار العصبي في الخلايا الأخرى.
و “الحُصَين” هو جزء بالغ الأهمية لتكوين الذاكرة وتجميدها، وقد أثبتت الدراسات التي تتناول وظيفة هذا الجزء أن أهميته قد ثبتت لفهم المخ البشري، لكن الاعتماد على استنتاجات بناء على نتائج الفئران قد يكون خدّاعاً.
لا تقدم الدراسة أي توصيات بشأن الجرعات من فيتامين دي التي يفترض بالبشر أخذها، لكنها تسجل أن هناك بعضاً من الآثار الجانبية لزيادة فيتامين دي في الدم في بعض الحالات القليلة أن تزيد مستوى الكالسيوم أيضاً، لكن هذا لا يحدث في الفئران، وهناك عوامل كثيرة تؤثر على مستوى فيتامين دي لذا فتحديد الجرعة التي عليك أخذها هو أمر يحدده الطبيب.