التصنيفات: متفرقات

المشي حافياً يساعد على تجنب الإصابات ويحسّن من توازن الجسم واستقراره

قم بخلع حذائك وتجول حافي القدمين لتختبر بعض الفوائد التي لا تعرفها حول هذه العملية، فكجزء من البحث المتواصل، سلّط خبراء من كلية جامعة إيثاكا للعلوم الصحية والأداء الإنساني الضوء مؤخراً على أهمية الدور الذي تلعبه عضلات القدمين في تحسين الاستقرار والتوازن والتموضع ومنع حدوث الإصابات الشائعة.

تبعاً لـ(باتريك مكيون)، وهو أستاذ في قسم التمارين الرياضية وعلوم الرياضة في كلية إيثاكا، عندما نفكر في تقوية مركز الاستقرار الأساسية في الجسم، فإن أول ما يخطر ببالنا جميعاً هو التركيز على البطن، ولكن بدلاً من ذلك، يريد (مكيون) من الأشخاص أن يحولوا انتباههم إلى مركز أقدامهم، وذلك من خلال قضاء الوقت في تدريب أقدامهم بالقدر الذي يدربون فيه العضلات الأساسية في البطن.

بحسب (مكيون) فإن أقدامنا تعمل على تقديم المعلومات بشكل دوري، حيث أن جميع العضلات من أكبرها في القدمين والساقين إلى أصغرها، تقوم بإرسال الرسائل إلى الدماغ حول البيئة المحيطة بالجسم، ولكن عند حصول عطل في هذه الرسائل، فإن المنطقة المصابة تحاول التعويض عن هذا الخطأ بالاتصال من خلال جعل مجموعة أخرى من العضلات تقوم بالمهمة، وعادة، تكون الأحذية هي المسبب الأساسي لهذه المشاكل.

على اعتبار أن كل من المشي، الجري، الرقص، ركوب الدراجات، أو القفز يجبر هذه العضلات التي توجد في القدمين على امتصاص تأثير الجسم، فإذا لم تكن هذه العضلات الصغيرة قادرة على تشكيل الاتصال الصحيح مع الدماغ أو فشلت في إرسال المعلومات إليه، فإن الأمر سينتهي بالعضلات الكبيرة للتعويض عن ذلك، وهذا سيؤدي إلى إتعابها، مما سيؤول في النهاية إلى حدوث الإصابات.

يشير (مكيون) بأنه عندما تضع نعلاً كبيراً تحت أقدامك، فإنك تضع تأثيراً مثبطاً كبيراً لتلك المعلومات، لذلك يصبح هناك حلقة مفقودة ما بين جسمك والبيئة، وعلى الرغم من أن بعض الأحذية تعتبر جيدة جداً من حيث توفير الدعم للقدمين، إلّا أن هذا الدعم يمكن أن يؤدي لفقدان المعلومات التي تأتي من القدم، وهذا ما نرى تأثيره بشكل واضح من خلال إصابات فرط الاستعمال.

تعتبر إصابات فرط الاستعمال مشكلة يعاني منها الرياضيون على وجه الخصوص، ولكن دراسة حديثة تم نشرها في الدورية البريطانية للطب الرياضي، أثبتت أهمية استخدام عضلات الاستقرار الصغيرة في القدم، والمعروفة باسم “المثبتات المحلية”، لتفادي هذه المشكلة، فعلى الرغم من أنه هذه العضلات تتحرك بشكل صغير داخل القدمين، إلّا أنها دائماً ما تكون نشطة لكونها العضلات المسؤولة عن الحفاظ على استقرار كامل الجسم، فإذا فشلت إحدى الطبقات الأربعة المستقلة من العضلات، والتي توجد على طول الجزء السفلي من القدم، في دعم قوس القدم، فإن لاعبي رياضات التحمل، مثل العدائين، سيصابون بإلتهاب اللفافة الأخمصية، وهي إصابة مؤلمة ومحبطة تصيب كعب القدم.

إن ممارسة التمارين الرياضية مثل “تمرين حني مشط القدم” أو “تحركات القدم الصغيرة” يمكن أن تزيد من قوة عضلات القدم الصغيرة وتقلل من خطر إصابة عضلات القدم الكبيرة، ويتضمن التمرين البدأ بالوقوف مع أقدام عارية على الأرض، ثم تقليص العضلات الصغيرة في قوس القدم، مع الحفاظ على أصابع القدم ممدودة بشكل مسطح على الأرض.

ويمكنك ممارسة هذا التمرين تدريجياً، من خلال البدأ بالتدرب وأنت جالس على كرسي، ومن ثم الوقوف على كلتا القدمين، ومن ثم على قدم واحدة.

أخيراً يشير (مكيون) إلى أن القيام بأي شيء مثل تغيير الوضعيات واستخدام القوى التي تنبع من تفاعل الجسم والأرض، تعتبر تقنية رائعة لتدعيم القوة في مركز القدم، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه من المهم للغاية أن ننتهز الفرصة للمشي حفاة، سواء أكان ذلك في المنزل أو بالمكتب.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير