التصنيفات: الصناعة والإبتكار

الهند تبني ناطحة سحاب من حاويات الشحن المستعملة

فكرة بناء مبنى كبير  من حاويات الشحن القديمة مثيرة للإعجاب، لكن تلك الصناديق المعدنية المنتشرة في كل مكان، لا تبدو أساساً جيداً لبناء ناطحة سحاب، ومع ذلك، فإن الحلم ما يزال يراود المعماريين، خاصة هذا الفريق من شركة “جانتي” الدولية للتصميم، والذي قام بخطوة نوعية في تصميم ناطحة سحاب قائمة على حاويات الشحن المستعملة من قبل في المدن والأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان، والاستفادة من خواصها القادرة على تحمل الزمن، وقابليتها للسكن.

مومباي هي العاصمة التجارية للهند، وينتشر الحي “دارافي” على مدى أكثر من 500 فدان، وإضافة لكونه مكتظاً بالسكان، فهو مركز للعمل، كما أنه مركز لإعادة التدوير والصناعات الصغيرة، حيث يسكن الناس ويعملون، جاعلين إياه مجتمعاً أخضر بحق، فالبيوت تتكون من سلسلة متصلة معقدة ومتكدسة، الشوارع تجري كالشرايين بين سلاسل البيوت بعرض 4  أقدام، موفرة الضوء والتهوية لكل المنازل المصنوعة من القصدير المعاد تدويره أو ألواح الخشب الرقائقي المضمومة معاً بالمسامير.

ناطحة سحاب شركة “جانتي”، لم تحصل على اسم بعد، وسوف يبلغ ارتفاعها ما يقرب من 32 طابقاً، أي 100 متر (32 قدماً)، وبما أن الحاويات لن تستطيع تحمل وزن هيكل البناء لوحدها، فقد تم تدعيمها بعوارض خارجية من الصلب.

شركة “جانتي” فازت بجدارة في مسابقة دولية للأفكار، عن ناطحة السحاب التي قدمت فكرة غير مسبوقة في استخدام حاويات الشحن القديمة، وتوفير مساكن مؤقتة في الحي الفقير دارافي في مدينة مومباي المكتظة بالسكان، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الحاويات المصنوعة من الصلب يمكن تكديسها إلى ما يصل العشرة طوابق دون أي دعم إضافي، وهذا التصميم ينادي بناطحات سحاب تصل إلى الـ100 متر، مكونة من وحدات بنائية صلبة داعمة لنفسها، مع إضافة عوارض من الصلب كل 8 طوابق، وهذه المسابقة هي نفس المسابقة المعمارية العالمية التي فاز بها من قبل البرجان التوأم CGRG’s.

تصميم البرج الخارجي يلعب دوراً في تقوية حاويات الشحن، كما يقدم لنا الصناديق بشكل فني مدهش متزين بالألوان المختلفة، أما التصميم الداخلي فهو متسع، وكل شقة تتكون من ثلاث حاويات تنضم معاً، والتصميم المقترح للشقة يضم حمّامين ومطبخ، أما الغرف فهي تتكون من غرفة الدراسة وغرفة الأطفال وغرفة النوم الرئيسية، والصالة، ومكان تناول الطعام، وسوف يتم ترتيب الشقق حول منطقة مركزية تحتوي على السلالم والمصاعد.

بالإضافة إلى استخدام حاويات الشحن المعاد تدويرها، فإن التصميم ذي قابلية الاحتمال والتكنولوجيا التي تم اختيارها لهذا المشروع، تتضمن مجموعة من الألواح الشمسية المثبتة على واجهة المبني المتوجهة للجنوب، كما انها تحتوي على مصابيح الـLED الموفرة للطاقة في كل منطقتها الداخلية.

الفريق لم ينس وضع توربينات الرياح في تصور ناطحة السحاب، كما أنه أضاف “الجلي”، وهي عبارة عن شبكة مثقبة تنتمي للعمارة التقليدية الهندية والعمارة الإسلامية، تنتظم الثقوب على شكل انماط باستخدام الخط والهندسة، وهي تعطي الظل والتهوية، مانحة المبنى الداخلى شمس النهار مع الهواء.

كل هذا يبدو جميلاً، لكن التصميم لم يذكر أي تصور مسبق للتعامل مع الاكتساب الحراري للمبنى، ما يعني أن الحرارة سوف تكون مرتفعة جداً وأنها سوف تمنع الراحة بهذا الشكل.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة