يسعى العديد من الأشخاص للاستفادة من الأحماض الأمينية التي توجد في الأسماك إلا أنهم يخشون بشدة من كميات الزئبق التي قد يحتويها، لذلك أصبح الكثير منهم يتجهون لتناول حبوب زيت السمك أملاً منهم بتفادي هذه المشكلة، ولكن هل تحتوي هذه الحبوب أيضاً على الزئبق مثلما هو الحال في السمك؟
يعتبر الزئبق واحداً من الملوثات الرئيسية التي توجد باستمرار في المأكولات البحرية، والتعرض له لا يقل خطورة عن التعرض لمركبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور (PCB) والديوكسين والمبيد الحشري الشهير الـ (DDT) والمبيدات الكلورية العضوية الأخرى، ولكن هل تجد سموم الزئبق طريقها إلى مكملات زيت السمك؟
هناك أمر مهم لا بد من أخذه بعين الاعتبار، وهو أنه يمكن تنظيف المكملات، لذلك إذا ما تم تنقية المكملات بشكل صحيح فإنها ستحتوي على مستويات أقل من الزئبق، ولكن على ما يبدو أن تنقية زيت السمك عن طريق التقطير الجزيئي يعتبر طريقة اختيارية، لذلك لا بد من الانتباه أيضاً إلى مصدر الزيت، فإذا كان هذا الزيت آتياً من أنواع الأسماك التي تعرف بكونها منخفضة في الملوثات والنظيفة نسبياً (مثل السردين والأنشوجة والبلطي)، فهناك احتمال أكبر بأن تكون آمنة.
تبعاً لإدارة الأغذية والعقاقير فإنه مكملات أوميغا 3 عادةً ما تكون آمنة، ولكن المكملات بشكل عام لا تخضع للمراجعة والموافقة مثلما هو الحال مع أدوية الوصفات الطبية، فعلى الرغم من أن بعض الشركات المصنعة لزيت السمك تمتثل لدستور الأدوية الأمريكي، مما يعني أنها تصنع الأدوية وفقاً للمعايير التي وضعها دستور الأدوية الأمريكي، إلّا أن العديد من الشركات المصنعة الأخرى تتبع شهادة المعايير الدولية لزيت السمك (IFOS)، وهي شهادة يشاع عنها بأنها مجرد أداة للتسويق للشركات المصنعة، وأن معاييرها منخفضة جداً، ولكن في النهاية لا بد من ملاحظة أنه بشكل عام لا يوجد معيار محدد لتصنيع مكملات زيت السمك.
هذا ما دفع صندوق الدفاع عن البيئة للقيام بمسح شمل 75 شركة منتجة للمكملات الغذائية، بهدف تحديد ما إذا كانت تلك الشركات تنقي زيت السمك قبل تصنيعه أم لا، وما هي الأساليب التي يستخدمونها إذا كانوا يفعلون ذلك، وذلك للوصول إلى معايير تتوافق مع هذا النوع من الصناعات.
فيما يلي بعض من النصائح الأخرى التي يمكنك الاستفادة منها عند شراء مكملات زيت السمك والأوميغا 3: