كيف تخدع عقلك لتجعله يعمل بشكل أفضل ويركز أكثر

أثبتت دراسة حديثة أن العقل البشري قادر على التركيز لمدة تصل حتى 52 دقيقة قبل أن يبدأ بفقد التركيز بشكل كامل، وذلك حين يعمل على مهمة محددة تستدعي الكثير من التركيز، لذلك ينصح الخبراء بأخذ إستراحة بسيطة بعد الدقيقة 52 وذلك ليستمر العقل بمنحنا المزيد من التركيز اللازم لنا دائما. 

ينصح الخبراء بأخذ إستراحة بعيدا عن اللابتوب على سبيل المثال، تمشى قليلا داخل المكتب، تحدث لصديقك لبضع دقائق في أمور جانبية بعيدة عن العمل، أو قم بممارسة بعض التمارين البسيطة. ولكن لا تهرب إلى مواقع التواصل الإجتماعي، عقلك لن يتفهم هذا الأمر على انه إبتعاد عن العمل، قد يفهمها نوعا اخر من أنواع التركيز. 

يرى البعض منا أن العمل لساعات طويلة سيعزز الإنجاز الذي يطمحون له، قد يحصلون على ترقية من مديرهم لأنهم يظهرون وكأنهم يعملون بلا توقف، لكن عملهم بهذا الشكل لن يجعلهم أكثر إنتاجية، حيث يقل التركيز بعد فترة طويلة من العمل دون أخذ أي نوع من الفواصل. في حين أن لاعبي الشطرنج والموسيقيين والحرفيين والرياضيين، كل أولائك يعرفون معنى أخذ إستراحات بسيطة وسط العمل. 

عقلك لا يعتبر مواقع التواصل الإجتماعي إستراحة

لأنك تقرأ وتحلل المعلومات.

وطبعاً فأنت لا تزال ملتصقا بالشاشة

الكثير من الدراسات يمكنها أن تثبت هذا الأمر، في دراسة سابقة في عام 1999 قامت بها جامعة Cornell وجدت أن الموظفين الذين يجبرون على أخذ إستراحات متقطعة خلال العمل يكونون أدق في أداء أعمالهم بنسبة تصل إلى 13 بالمئة من الأشخاص الذين يواصلون العمل بشكل مستمر. ليس هذا وحسب، بل إن بعض الدول مثل كوريا ( التي يوجد بها أطول نسبة ساعات عمل في العالم ) أصدرت قوانين تجبر فيها الشركات على إعطاء الموظفين ساعات إستراحة وسط الدوام. 

ولكن من أين أتت نظرية الـ 52 دقيقة؟ لاحظ الباحثون في شركة Draugiem Group من خلال برنامج DeskTime حملوه على أجهزة الموظفين يحصي عدد الساعات التي يعمل بها الموظف، وجدوا ان أكثر 10٪ من الموظفين الأكثر عطاءاً يعملون بشكل متقطع، وأن لهم نظام يسيرون عليه، حيث أنهم يعملون لمدة 52 دقيقة، ثم يتركون حواسيبهم لمدة 17 دقيقة، ويعودون بعدها لأداء مهامهم. مما يجعل تركيزهم في العمل مستمر وفعال. 

نظام عمل اخر يعرف بـ the Pomodoro method، يقوم الملتزم به بالعمل على مهمة واحدة ( وليس عدة مهام ) ويضبط المنبه لمدة 25 دقيقة، وعندنا تنتهي الدقائق الـ 25، يقوم بالقفز بعيدا عن كرسيه لمدة 5 دقائق كإستراحة مباشرة، وعند نهاية 4 دورات متكاملة، يقوم بأخذ إستراحة طويلة لمدة 15 دقيقة. هذه الطريقة أثبتت فاعليتها أيضاً. 

ضع في اعتبارك أنه عندما تكون أمام حاسبوك لا تفعل شيئًا ، حتى عندما تحدق في السقف على سبيل المثال، فإن عقلك حتى في هذا ذلك الوقت يستمر في العمل، أعمالا ربما لا تفكر بها، إلا انه يحاول أن يحل بعض المشاكل للمستقبل. ويرى الأطباء أنه عندما لا نركز على قضية معينة في عقلنا نفكر بها فإن العقل ومن تلقاء نفسه يقوم بتشغيل دائرة عصبية تسمى شبكة الوضع الافتراضي (DMN). تعتقد أنت في حينها  أنك لا تفعل شيئًا  إلا أن هذه الدائرة العصبية تستهلك 20٪ من الطاقة الجسم الكلية. 

خاصية DMN تعمل على وصل الماضي بالحاضر بالمستقبل بشكل فريد من نوعه، تستحضر معلومات قديمة، وتحلل معلومات حديثة وتقدم خدمات جميلة لنا، ترتب بعض الأفكار في الدماغ.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير