تغذية

صنفت على أنها من أصح الأنظمة الغذائية، ما هي وكيف يمكن أن تحسن حياتك؟

سجلت حمية البحر المتوسط​ المعروفة بكونها واحدة من أصح الأنظمة الغذائية في العالم، نقاطا إضافية بعد أن وجدت دراسة حديثة أنها تساعد أيضا في وظائف المخ وطول العمر من خلال تحسين الميكروبيوم في القناة الهضمية، وفقا لما أوردته “سي إن إن”.

الميكروبيوم الهضمي مهم للعديد من العمليات الرئيسية في الجسم، بما في ذلك تحديد مدى امتصاص العناصر الغذائية، ووظائف الجهاز المناعي، ومستويات الطاقة والتمثيل الغذائي.

وحلّلت الدراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية “BMJ”، الميكروبيوم الهضمي لـ 612 شخصاً من كبار السن من فرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وبولندا، والمملكة المتحدة قبل وضع 323 منهم على نظام غذائي خاص لمدة عام.

وصُمم النظام الغذائي للمسنين، والذي يعتمد على مبادئ نظام البحر الأبيض المتوسط المتمثل في تناول الكثير من الفاكهة، والخضار، والمكسرات، والبقوليات، وزيت الزيتون، والسمك، والقليل من اللحوم الحمراء، والسكر، والدهون المشبعة.

أما بقية المشاركين في الدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، فقد طلب منهم الاستمرار في تناول الطعام كما يفعلون دائماً لمدة 12 شهراً.

مقالات شبيهة:

تبين أن النظام الغذائي الغني بالخضار والفواكه وزيت الزيتون والأسماك والمكسرات والبقوليات، مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر والدهون المشبعة، كان له آثار مفيدة على الأحياء المجهرية التي تمت دراستها.

وقد أظهر أولئك الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط ​​تغييرات مفيدة للميكروبيوم في جهازهم الهضمي، وتباطأ فقدان التنوع البكتيري، وانخفض وجود علامات حول الالتهابات الضارة المحتملة مثل البروتين C التفاعلي.

وفي الوقت نفسه، حدث نمو في البكتيريا المفيدة المرتبطة بتحسين الذاكرة ووظيفة الدماغ، بحسب ما ذكرت الدراسة.

زادت البكتيريا المفيدة المرتبطة بالذاكرة ووظيفة الدماغ، في حين تم تقليل علامات الشيخوخة الجسدية، مثل انخفاض سرعة المشي وضعف قوة المقبض.

اكتشفت الدراسة أن الجنسية والعمر والوزن والعرق لا تسهم في في النتائج، على الرغم من التأثير عادة على تركيب ميكروبيوم الأمعاء.

ونظر الباحثون على وجه الخصوص إلى المشاركين المسنين لأن الدراسات السابقة أظهرت أن أنواع وكمية الميكروبات الموجودة في القناة الهضمية تقل مع تقدم العمر.

بالاقتران مع الطعام المعتاد الذي يوجد عادة في دور التقاعد للمسنين، غالبا ما يكون من الصعب عليهم اتباع نظام غذائي متوازن، يمكن للافتقار إلى تنوع الميكروبيوم في الأمعاء، أن يسهم في العمليات الالتهابية المرتبطة بالعمر، والتي غالبا ما تكون مقدمة للإصابة بمختلف أنواع السرطان والاضطرابات العصبية.

وقد ثبت أن حمية البحر المتوسط تقلل من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري والخرف وسرطان الثدي والاكتئاب وارتفاع الكوليسترول في الدم، وقد حصلت على المركز الأول في تصنيفات “أفضل نظام غذائي” في الولايات المتحدة لمدة ثلاث سنوات على التوالي.

وقال اختصاصي التغذية “رهف البوشي”:  “إنه أكثر من مجرد نظام غذائي، إنه أسلوب حياة، كما يشجع تناول الطعام مع الأصدقاء والعائلة، والتواصل الاجتماعي على الوجبات، وتناول الأطعمة المفضلة بعناية، وكذلك الحركة والتمارين الرياضية. ”