التصنيفات: غير مصنف

سرطان القولون يغير استراتيجياته ويهاجم الشباب

سرطان القولون يغير استراتيجيته المعروفة، لذلك سيكون علينا نحن أيضاً أن نغير استراتيجياتنا، فاختبار سرطان القولون عن طريق منظار يدخل في القولون ويلتقط صورة أي خلل ولو بسيط في بطانته أو الزوائد وما إن كانت قليلة أم كثيرة، تخضع له مجموعات معينة من الناس تسمى بـ”المجموعات المهدّدة بسرطان القولون”، حيث يجب على أي رجل تخطى الخمسين ولديه تاريخ مرضي في الأسرة بالإصابة بهذا السرطان أن يقوم بهذا الاختبار تحسباً لسرطان لم يُظهر أعراضه بعد، للحاق به في مراحله المبكرة.

لكن المشكلة أن هذا الأمر تغير، فالمشكلة التي لوحظت  هذه الأيام أن سرطان القولون يزيد في الشباب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 34 سنة، ويقل في شريحة الرجال كبار السن، لذا فكونك الآن بسن الجامعة أو الزواج، فهذا لم يعد يعني أنك بمأمن من هذا السرطان.

صحيح أن النسبة تبدو صغيرة 2% من الزيادة في الشباب، لكنها مشكلة كبيرة، فبحساب هذه الزيادة يتوقع الباحثون أن تزيد نسبة سرطان القولون في الشباب الصغار بنسبة 90% بحلول عام 2030،  أي أنه إزاء كل مريض شاب الآن في المستشفى سوف يكون بعد ستة عشر سنة تسعة مرضى مكانه في الغرفة، بينما قد تقفز نسبة سرطان المستقيم إلى 124%.

لماذا يحدث هذا؟

لطالما درسنا أن الهنود مثلاً أقل في سرطانات القولون والمستقيم بينما تزيد في البلدان الغربية، وذلك بسبب نمط الحياة الغربية، فالهنود يتناولون الكثير من الألياف والفاكهة والخضار لذلك تتحرك أمعاؤهم بشكل أكبر ويدخلون الحمّام عدة مرات مفرغين أي مواد ضارة دون أن تبقى مختزنة كثيراً داخل أمعائهم ومسببة المشاكل الممهدة للسرطان، بينما يعتمد نمط الحياة الغربي على الوجبات السريعة عالية الدهون واللحوم المصنّعة كما تبقى طول اليوم داخل الأمعاء والمستقيم بسبب غياب الألياف قبل أن يتم إفراغها، مسببة ضرراً مستمراً.

أما في الشباب على وجه الخصوص، فإن ذلك لأن المجموعات المهدّدة لا تتضمن الشباب فيها، لذلك يُكتشف كبار السن ويعالجون، أما الشباب فلا يعرفون بما يحدث داخل أمعائهم حتى يأتوا في مراحل متأخرة حينما تظهر الأعراض بعد فوات الأوان، كما إن الأطباء نفسهم يستبعدون سرطان القولون من الاحتمالات عند التعامل مع الشباب، فمثلاً عندما يأتي شاب يشتكي من البواسير أو تغير عادات دخول الحمّام أو دم في البراز فإنهم يضعون في حسبانهم اضطراب القولون العصبي مثلاً أو البواسير المسببة بضعف في الأوعية، دون أن يفتشوا عن سرطان، أو يفكروا بالقيام باختباراته الكاشفة.

لذلك إذا ظهرت عليك هذه الأعراض، لا تتجاهلها، ولا تدع أطباءك يتجاهلونها، فمادام السرطان يتعامل بجدية فعلينا أن نفعل الشيء ذاته، اطلب من طبيبك أن يقوم بعمل منظار لقولونك، أو حتى يمكنك أن تقوم باختبار منزليّ يسمى Cologuard أو حامي القولون للبراز.

لا زال تعريف المجموعات المهدّدة بسرطان القولون هو ذاته ولا يشمل الشباب في مجموعات الخطر، لكن بتغيير السرطان لاستراتيجياته علينا أن نفعل الشئ ذاته كما يقول الدكتور شانج العامل على الدراسة، إذ أن علينا توسيع تعريف القاعدة المهددة من الناس لتشمل الاختبارات الكاشفة مجموعة أوسع، وتضمن لنا معالجتهم بشكل أبكر.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير