التصنيفات: فضاء

اكتشاف أدلة أقوى للحياة على المريخ

اتفق العلماء أن المواد الكيميائية تحتاج ثلاث شروط كي تستطيع تكوين حياة، بتنظيم نفسها في تكوين شيء حيّ، الشروط الثلاثة هي:

  • وجود مياه ومصدر للطاقة
  • خمس عناصر أساسية هي: الكربون، الأكسجين، الهيدروجين، الفوسفور، النيتروجين
  • والوقت، الكثير من الوقت

وبقيت المركبة “كيوريسيتي روفر” وهي عربة متجولة على المريخ تتحرك بالطاقة النووية تبحث عن شروط الحياة هذه على سطح الكوكب، ولقد وجدتها بالفعل، إذ وجدت المياه، والطاقة، والعناصر الرئيسية بشحناتها الذرية الصحيحة، لذلك استنتج العلماء أنه ربما كان هناك سكان على سطح هذا الكوكب يوماً ما.

لكن الشرط الذي لم يتوفر كان الوقت، فالمدة التي حدث فيها تحقق لكل الشروط معاً لم تكن كافية لتكون الحياة، إذ تراوحت بين مجرد بضع مئات إلى آلاف من السنين.

لكن الأمر تغير الآن، فقد أفاد جون بي جروتزينجر العالم المسئول عن المهمة، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في مؤتمر صحفي أن هناك رحلة للعربة “روفر” استغرقت عاماً كاملاً إلى جبل يدعى شارب، أثبت أن منطقة “فوهة غيل” كان لديها بحيرات كبيرة وعظيمة وأنهار، ولمدة ملايين إلى عشرة ملايين من السنين، كما بينت جيولوجيا المنطقة أنه حتى في الوقت الذي جفت فيه المياه، فقد بقيت هناك مياه تحت الأرض، وبذلك تم إثبات شرط الوقت الذي كان عائقاً أمام إثبات وجود الحياة.

وقال جون إم جرونسفيلد رائد الفضاء الأسبق أن العربة “كيوريسيتي روفر” بعد قضائها لـ28 شهراً على سطح المريخ، أعطتنا معلومات تتيح لنا معرفة من أين وكيف نبدأ في البحث عن أماكن الحياة المحتملة مما يتيح لنا فرصاً أفضل للاستكشاف في البعثات المقبلة.

لكن كان هناك شيء آخر مفقود غير عامل الوقت، وهي عدم قدرتنا على إيجاد مركبات عضوية على المريخ، وهي تمثل طوب بناء لأي الحياة

لكن هذا أيضاً قد يتغير، ففي الربيع الماضي قال فريق “كيوريسيتي” أنهم عثروا على مركبات عضوية، مريخية المنشأ، ورغم أن النتائج كانت غير أكيدة إلا أن ناسا قررت عقد مؤتمر صحفي بخصوص ذلك في يوم 14 ديسمبر في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.

وقال عضو آخر من الفريق أنهم وجدوا أن كوكب المريخ في بداياته كان يشبه كوكب الأرض في بداياته، فقد اشترك كلاهما في نفس الكيمياء والصخور المتغيرة، وهناك إجماع علمي أن الحياة على الأرض قد بدأت قبل نحو 3.8 مليار سنة، وكان من المفترض أن يحدث الأمر نفسه على كوكب المريخ، لو كان قد حدث ذلك لكانت هناك السماء الزرقاء والسحب والجبال والبحيرات والأنهار.

لكن لماذا لم يحدث ذلك؟

يعتقد العلماء أنه كان بسبب خسارة المريخ الكوكب الأصغر بكثير من الأرض، الكثير من الطبقة الحامية له بنهاية أول مليار سنة، لذلك فلكي نبحث عن حياة ممكنة على المريخ فإن ذلك يستوجب الحفر عميقاً تحت السطح أو إيجاد بقايا ميكروبات لها من العمر مليار سنة، لكن إيجاد حياة ميكروبية قديمة كان صعباً جداً على الأرض، وهذا يعني أنه سيكون أصعب على المريخ.

ولذلك السبب نادى العلماء كثيراً بمهمة تتوجه للمريخ وتجلب عينات من الصخور والتربة إلى الأرض لتحليلها بدقة، ولهذا تم تحديد توقيت لبعثة إلى المريخ في 2020 لها القدرة على تحديد العينات المطلوبة ورفعها وتخزينها وجلبها للعلماء في الأرض.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير