العديد من الدراسات الرصدية السابقة خلصت إلى أن انخفاض مستويات فيتامين D ترتبط بزيادة مخاطر الاصابة بالأمراض، ولكن ظل من غير الواضح ما إذا كان انخفاض الفيتامين سبب أم نتيجة للحالة الصحية السيئة.
قدمت دراسة جديدة أدلة مقنعة باستخدام تقنية تسمى التوزيع المندلين العشوائي على أن انخفاض مصل فيتامين D في الجسم يتسبب في حد ذاته في زيادة خطر الوفاة.
الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، استخدم الباحثون القائمون عليها بيانات من السجلات الصحية للحكومة الدنماركية ل 95,766 شخص، تم اختبارهم كلهم للبحث عن متغير جيني يتسبب في تقليل مستويات فيتامين D في الجسم، كما تم قياس مستويات مصل فيتامين D ل 35,334 شخص من المجموعة.
الدراسة سجلت 10,349 حالة وفاة في الفترة الزمنية لها، بين عام 1981 وعام 2013.
من خلال الدراسة التي قسمت الأشخاص إلى مجموعة ضخمة من المصابين بالمتغير الجيني المسبب في انخفاض الفيتامين ومجموعة أخرى ضخمة من الأشخاص الغير مصابين، أصبح الباحثون قادرون تقريبا على استبعاد تأثير العوامل الخارجية الأخرى التي من الممكن أن تفسد النتائج، مثل الأمراض الأخرى الغير مرتبطة بالبحث أو العادات والسلوكيات المختلفة لكل شخص والتي قد تكون تسببت في المساهمة في الحالة الصحية السيئة.
وبالتالي استطاع الباحثون في النهاية أن يخلقوا مجموعات متساوية لا يفصل بينهم إلا الاختلاف الجيني فقط لكل مجموعة.
اكتشف العلماء أن وجود الجينات التي تتسبب في انخفاض مستويات فيتامين D مدى الحياة، تزيد من خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تجاوزت ال 40%، كما أنها تزيد من فرص الوفاة بأي سبب آخر بنسبة 30%.
ولم يجد الباحثون أي دليل على زيادة نسبة الوفاة بسبب أمرض القلب أو الشرايين.
“هذه الدراسة الجديدة تظهر احتمالا بأن هناك علاقة سببية بين انخفاض مستويات فيتامين D والموت ” يقول مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور شعيب أفضال من مستشفى جامعة كوبنهاغن، ولكنه يضيف: “ولكننا لا نستطيع الجزم بذلك الآن تماما والتوصية بالذهاب الآن وشراء المكملات لغذائية، إذ مازلنا بحاجة إلى المزيد من التجارب العشوائية حول ذلك الموضوع “.