التصنيفات: الصحة الجيدة

المركبات الموجودة في بذور الكتان والسمسم قد تمنع زيادة الوزن

من المعروف بأن تناول الغذاء النباتي هو أمر جيد للمحافظة على الوزن المثالي، ولكن بدأت دراسة جديدة اليوم تركز اهتمامها على مركبات نباتية معينة توجد في الأطعمة مثل بذور الكتان والسمسم، قد تساعد في منع زيادة الوزن أو إبطاء هذه العملية.

ووجدت الدراسة بأن النساء اللواتي تناولن مستويات عالية من هذه المركبات، التي تدعى بمركبات الليغنان، يميلون لأن يكن أقل وزناً، كما يكتسبن وزناً أقل مع مرور الزمن، مقارنة بالنساء اللواتي لا يستهلكن هذه المركبات بكميات عالية.

وفقاً للباحثين فإن هذه النتائج ما تزال أولية، وبحاجة لمزيد من الدراسات على عينات سكانية أكبر لتأكيدها، ولكن مع ذلك، ووفقاً لما نشره الباحثون من كلية هارفارد للصحة العامة في عدد 18 آب من المجلة الأميركية لعلم الأوبئة، فإن هذه النتائج تدعم فكرة أن زيادة استهلاك مركبات الليغنان من المحتمل أن تؤدي إلى تخفيض كمية الوزن المكتسبة لدى الأشخاص.

كانت الدراسات السابقة الجارية على الحيوانات قد أشارت إلى أن مركبات الليغنان قد تلعب دوراً في عملية تنظيم الوزن، ووفقاً للباحثين، فإن بذور الكتان والسمسم هي غنية بشكل طبيعي بهذه المركبات، ولكن يمكن العثور عليها أيضاً بكميات أقل في غيرها من الأطعمة ذات الأصل النباتي، بما في ذلك الحبوب الكاملة، المكسرات، الفواكه، الخضروات، البن، والشاي.

في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل المعلومات المستخلصة من حوالي 1000 امرأة، تقدمن بعينات عن البول في بداية الدراسة، ومن ثم تمت متابعتهن لمدة حوالي 10 أعوام، حيث تم تحليل عينات البول بحثاً عن وجود مركبات تدعى باسم الإنتروديول (Enterodiol) والإنترولاكتون (Enterolactone)، وهي المركبات التي تتشكل عندما تقوم بكتيريا الأمعاء لدى الإنسان بتحليل الليغنان الموجود في الأطعمة.

تبين أنه وفي بداية الدراسة، كانت النساء اللواتي يمتلكن مستويات أعلى مستويات من هذه المركبات في البول يتمتعن بمؤشر كتلة جسم (BMI) أقل، فعلى سبيل المثال، النساء اللواتي كن يمتلكن مستويات أعلى من مركب الإنترولاكتون، كان متوسط مؤشر كتلة الجسم لديهن يبلغ 24.6، مقارنة بمتوسط بمؤشر كتلة جسم يبلغ 27.5 بين النساء اللواتي يمتلكن مستويات أدنى من الإنترولاكتون.

وبالإضافة إلى ذلك، استطاعت الدراسة إيجاد رابط ما بين وجود مستويات أعلى من مركبات الليغنان وانخفاض كمية الوزن المكتسبة مع مرور الوقت، حيث تبين بأن النساء اللواتي يمتلكن مستويات أعلى من مركب الإنتروديول في البول اكتسبن وزناً أقل بحوالي 0.27 كجم سنوياً من النساء اللواتي يمتلكن مستويات أدنى من هذا المركب.

يقول الباحثون بأن البيانات المتوفرة لديهم تشير إلى أن ارتفاع نسبة مركبات الليغنان الناتجة عن عملية الأيض ضمن إفرازات البول، وخصوصاً مركب الإنتروديول، يرتبط مع تباطؤ طفيف في زيادة الوزن لدى الأشخاص.

وفقاً لمعدي الدراسة، فإنه ليس من الواضح بعد الكيفية التي تعمل بها مركبات الليغنان على منع زيادة الوزن، ولكن هذه المركبات متشابهة في بنيتها مع هرمون الإستروجين، ويمكن أن تكون قادرة على التأثير على وزن الجسم من خلال ارتباطها بمستقبلات هرمون الإستروجين.

أخيراً، أوضح الباحثون بأن هذه الدراسة عمدت إلى تقييم مستويات مركبات الليغنان الموجودة في البول في نقطة محددة بزمن معين، لذا وللتأكد من النتائج، ينبغي على الدراسات المستقبلية فحص مستويات هذه المركبات في البول لأكثر من مرة، وبالإضافة إلى ذلك، أومأ الباحثون إلى أن الدراسة شملت نساء ينحدرن من أصول أوروبية، لذا فإن الدراسات المستقبلية الساعية لفحص صحة هذه النتائج ينبغي أن تفحص مدى إنطباق النتائج التي قدمتها هذه الدراسة على الرجال والأشخاص المنحدرين من أعراق مختلفة.