التصنيفات: الصحة الجيدة

أساطير حول الأيض لا ينبغي عليك تصديقها

الجميع يحب إلقاء اللوم في النواحي الغير جيدة في حياته على الآخرين، فإذا كان العمل غير جيداً، نقوم بإلقاء اللوم على رب العمل، وإذا كان البيت غير نظيفاً، نقوم بإلقاء اللوم على الكلب، وإذا لم نتمكن من إنقاص وزننا؟ نقوم طبعاً بإلقاء اللوم على عملية التمثيل الغذائي لدينا.

عندما يتعلق الأمر بعدم تمكننا من الوصول إلى أهدافنا الصحية، عادة ما يكون التمثيل الغذائي هو المذنب الأسهل الذي يمكن إلقاء اللوم عليه دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه، ولكن حان الوقت لوضع حد لهذه الاتهامات غير العادلة من خلال فضح هذه الأساطير حول التمثيل الغذائي.

الأمر يتعلق بالوراثة

من بين أكثر المعتقدات الخاطئة انتشاراً حول عملية التمثيل الغذائية، تأتي الأسطورة التي تقول بأن الموضوع يتعلق بالجينات التي يمتلكها كل شخص منا، ولذلك ليس هنالك ما يمكن القيام به حيال الأمر، ولهذا نستسلم لوضعنا الراهن وندفن أحزاننا بالتهام شطيرة تشيز برغر أخرى، ولكن بعض الدراسات التي استخدمت التوائم المتماثلة لتجاربها أشارت إلى أن الوراثة تلعب دوراً صغيراً في معدل الأيض، والنتائج التي توصلت إليها لم تشر بأي حال من الأحوال إلى أن عملية الأيض هي عملية ثابتة، بل على العكس من ذلك، فتبعاً لأخصائي الغدد الصماء الدكتور (مايكل جنسن)، فإنه وخلال الـ30 عاماً التي قضاها في ممارسة الطب، لم ير أي شخص يعاني من معدل أيض منخفض بشكل واضح أبداً.

بشكل عام، وجدت الدراسات أن الأشخاص البدينين يميلون إلى التقليل من قدر عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها، والمبالغة في تقدير مستوى نشاطهم البدني، وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك بعض القابلية الوراثية لزيادة الوزن أو عوامل توتر تؤدي إلى استهلاك السعرات الحرارية الزائدة، ولكن هذا لا يتعلق بعملية التمثيل الغذائي، بل في واقع الأمر، فإن الأفراد الذين يعانون من البدانة يمتلكون معدلات أعلى من التمثيل الغذائي من نظرائهم النحيلين، هل لاحظت يوماً كيف يتمكن المشاركون في برنامج الخاسر الأكبر من خسارة 10 أرطال في أسبوع واحد بينما تكافح أنت من أجل خسارة رطل واحد؟  الإجابة ببساطة هي أن الأجسام الكبيرة الحجم تتطلب قدراً أكبر من الطاقة (السعرات الحرارية)، ومحرك أقوى (معدلات أيض عالية) لمعالجتها، وعندما يتم تخفيض هذه الطاقة، فإن مخازن الجسم من الطاقة (الدهون) ستنخفض أيضاً، في حين أن معدلات الأيض المرتفعة ستبقى ذاتها لبعض الوقت.

عملية التمثيل الغذائي تصبح أبطأ مع تقدم العمر

من المرجح بأنك تتذكر أيام أمجادك، عندما كان بمقدورك تناول كل ما تريده دون الحصول على زيادة حتى ولو قليلة جداً على وزنك، ولكن الآن، يبدو بأنك لم تعد قادراً حتى على لمس رقاقة بطاطا صغيرة دون اكتساب المزيد من الأرطال، لذلك قد يكون من الطبيعي (أو من السهل) أن تلقي اللوم على عمرك.

كما هو الحال بالنسبة للجينات، قد يكون هذا الأمر صحيحاً جزئياً، فحتى تصل إلى مرحلة البلوغ، يكون جسمك ما يزال في مرحلة النمو، وعادة ما يتم استثمار الطاقة الزائدة في أماكن مفيدة، لذلك قد لا تعاني من أي نوع من العواقب، ولكن بمجرد بلوغك الـ20 من العمر، فإن عملية البناء تتوقف، وتنخفض احتياجات جسمك إلى الطاقة.

المشكلة هي أنك قد تستمر في الحصول على نفس كمية الطاقة دون أن يكون هناك أي مكان لصرفها فيها (سوى محيط خصرك)، وكلما تقدمت في العمر، تتحول نوعية نشاطك من ممارسة الرياضة والرقص إلى الجلوس في غرفة المعيشة ومشاهدة التلفاز، وهذا النمط الخاطئ من التغذية والتخلي عن الحركة يؤدي إلى تدهور العضلات وزيادة الدهون، وهو أمر لا يتعلق بالأيض.

في حين أن معدل الأيض قد لا يعود أبداً إلى ما كان عليه في فترة الشباب، إلّا أن هناك بعض التعديلات التي يمكن إدخالها على نمط الحياة للاقتراب قدر الإمكان من ذلك المعدل، أحد التعديلات الممكنة هي أن تتقبل أنه لم يعد باستطاعتك تناول ما كنت تأكله عندما كنت في الـ15 من العمر، التعديل الثاني هو أن تتحرك أكثر، فالعضلات تحرق طاقة أكثر من الدهون، حتى أثناء الراحة، وهذا يعني أن الشخص الذي يمتلك كمية أكبر من العضلات مقابل الدهون تكون عملية التمثيل الغذائي لديه أكبر من الشخص الذي يمتلك الوزن ذاته ولكن مع كمية أكبر من الدهون مقابل العضلات، وذلك بغض النظر عن العمر.

تناول أطعمة معينة يزيد من معدلات التمثيل الغذائي لديك

لقد أدى الغموض الذي يدور حول عملية التمثيل الغذائي لظهور بعض المقترحات الجديدة، كان أكثرها انتشاراً هو أن الطعام الحار والشاي الأخضر يصنعان المعجزات في تسريع عملية التمثيل الغذائي، ومثل معظم الأشياء التي تتعلق بالتمثيل الغذائي، فإن هناك نوعاً من الحقيقة التي تكمن خلف هذا الاعتقاد، حيث بينت الكشوفات حول الطعام الحار والكافيين الذي يوجد في الشاي الأخضر بالتأكيد بأن تناول هذه الأشياء يمكن أن يساهم في ارتفاع معدل التمثيل الغذائي لدى الأشخاص، ولكن الآثار قد تكون قصيرة الأجل، ولا تساعد سوى الأشخاص الذين يتمتعون بالفعل بحالة جيدة.

وأخيراً، إذا كنت تتعرق أثناء ممارسة تمارين اليوغا والرياضة لتزيد معدل التمثيل الغذائي لديك، فالأجدر بك تشغيل مكيف الهواء عوضاً عن ذلك، حيث أن التعرض لدرجات حرارة باردة يطلق الآلية التي تحرق الدهون السيئة من أجل حماية الدهون الجيدة (النوع الذي يبقيك دافئاً)، وهذه الدهون الجيدة تحرق المزيد من السعرات الحرارية من الدهون السيئة، وتساهم في تعزيز عملية الأيض بطريقة لا يمكن حتى لليوغا القيام بها.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير