في دراسة تهم آباء وأطباء الأطفال المصابين بمرض السكري، وجدت الدراسة نشرت في مجلة مرض السكري أن مستويات السكر المرتفعة في دم هؤلاء الأطفال يبطئ نمو المخ فيهم عن أقرانهم من الأطفال الآخرين.
وكفكرة مبسطة عن مرض السكري النوع الأول، فهو يحدث بالأساس بسبب نقص هرمون الأنسولين من البنكرياس، وهذا الهرمون يعمل كسائق سيارة يدخل السكر في الدم إلى الخلايا المختلفة، لذلك يعاني هؤلاء الأطفال من مستويات السكر المرتفعة بعد تناول الوجبات والتي تتلف الأعصاب والأوعية الدموية الصغيرة على المدى الطويل، لأنه لا شيء يقود السكر من الدم إلى الخلايا، أو يعانون من مستويات السكر المنخفضة إذا أخذوا حقنة الأنسولين ونسوا تناول وجبة مثلاً أو بذلوا جهداً أكبر من المعتاد، أو يعانون التذبذب بين الاثنين.
وقد كان معروفاً من قبل أن مستويات السكر المنخفضة تسبب الرعشة والتشنجات وحتى الإغماء، لكن الجديد الذي وجدته هذه الدراسة أن مستويات السكر المرتفعة تؤدي لإبطاء نمو بعض مناطق المخ في هؤلاء الأطفال عن زملائهم.
فقد تابع الباحثون تركيب مخ 144 طفلاً مصاباً بالسكري النوع الأول ووظائفهم الإدراكية، وقارنوهم بمجموعة أخرى من الأطفال الطبيعيين لمدة 18 شهراً، فوجدوا أن فحوصات الرنين المغناطيسي أظهرت أن أدمغة المجموعتين كانت تنمو، لكن نمو المخ في المجموعة الأولى المصابة بالسكري كان أبطأ في مناطق معينة.
وبمقارنة درجات البطء، فقد كان أبطأ نمو موجوداً في أعلى الأطفال في مستويات السكر في الدم، وكذلك أكثر الأطفال تذبذباً في مستوى السكر ف الدم.
أما عندما قارن الباحثون قدرة المخ الوظيفية واختبارات مستوى الذكاء IQ وقدرات التعلم والذاكرة والسلوك، وجدوا أنه لا توجد اختلافات فارقة بين المجموعتين، لذلك قرروا متابعة الأطفال لخمس سنين أخرى كي يروا ما إن كانت فروقات في تركيب المخ ووظيفته سوف تحدث.
“المفتاح في التعامل مع مرض السكري هو التوازن، بين المستوى العالي والمستوى المنخفض” كما تقول إيفا تساليكيان طبيبة الغدد الصماء للأطفال في مستشفى أطفال جامعة أيوا، وأضافت “كلما تحكمنا بمستوى السكر أكثر، كلما استطعنا حماية نمو المخ فيهم بشكل أفضل”
وقال مايكل تينيسي والذي يعمل أيضاً كطبيب غدد صماء للأطفال أن أفضل وسيلة لتفادي التقلبات الكثيرة في سكر الدم هي التكنولوجيا الحديثة مثل مراقب السكر المستمر في الدم.