التصنيفات: الصحة الجيدة

التعامل مع المصابين بنوبات الهلع

تخيل بينما أنت في روتين يومك العادي، سواء أثناء تنظيف المنزل أو تجهيز العشاء أو حتى أثناء اعداد نفسك للذهاب إلى العمل أو إلى رحلة ما، إذ تتعرض إلى شعور مفاجئ تماما وغير مبرر بالرهبة وربما الخوف.

ربما هذا لم يحدث لك سابقا ولكن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع المتكررة، يتعرضون لهذا الاحساس بشكل مستمر ومزعج، وأحيانا بل ربما كثيرا ما تكون ردود أفعال من حولهم مؤذية أكثر منها مفيدة.

فعندما يختبر أحد ما من حولنا نوبة من نوبات الهلع، فإننا نحاول على قدر المستطاع التخفيف عنه وتهدئته، إلا أننا ربما كنا نقوم بذلك بطريقة خاطئة تماماً.

فإليك ما لا يجب وما يجب أن تفعله إذا تعرض شخص ما من حولك إلى نوبة هلع مفاجئة:

لا تقل له “اهدأ”

عندما يأتى الأمر إلى العبارات التي يجب عليك أن تتجنب قولها تماما، فإن هذه العبارة تأتي في المقدمة. بل فى الواقع أن تقول لشخص ما يختبر نوبة هلع “اهدأ”، فإن ذلك قد يتسبب بحدوث العكس تماما، وفقا لسكوت بيا، الطبيب النفسي والأستاذ المساعد في مستشفى كليفلاند، فوفقا لبيا فإن الهلع مثل الرمال المتحركة، كلما حاولت التصرف بشكل أسرع كلما زاد مقدار غرقك فى تلك الرمال، وكذلك إخبار شخص ما يتعرض لنوبة هلع أن يهدأ من شأنه أن يزيد من هذا الشخص هلعا وذعرا.

قل له كلاما داعما كوجودك دائما بجواره للمساعدة متى احتاجها:

فالقليل من التشجيع والدعم يمكن أن يأتي بنتائج ايجابية للغاية، فإذا كنت تريد حقا مساعدة هذا الشخص، أعلمه أنك موجود من أجله متى احتاجك، وحاول أن تكون داعما بالدرجة الكافية التي تجعل هذا الشخص يخبرك عما يشعر به تماما، ولماذا في رأيه يشعر بذلك.

البروفيسور تود فاركيونى، أخصائي الاضطرابات النفسية في مركز أبحاث الاضطرابات والقلق بجامعة بوسطن يقول إن كلمات مثل “ليس هناك ما يدعو إلى القلق” أو “كل شيء على ما يرام”، تلك الكلمات لها آثار عكسية بشكل لا يصدق، فقط حاول أن تستخدم عبارات داعمة بدلا من ذلك.

لا تفزع أنت الآخر:

وفقا لفاركيونى فإن إصابتك أنت الآخر بالاستياء أو الذعر بسبب تعرض شخص ما قريب منك إلى هذه الحالة لن يزيد الوضع إلا سوءاً. “فأسوأ شيء هو أن تهلع أنت الآخر، فهذا بالتأكيد سيتسبب في زيادة حالة الذعر التي تعم الأرجاء، وما تفعله في الواقع هو أنك تصب الزيت على النار، ويمكن أن يُفهَم أنك غير متعاطف معهم فيما يتعرضون إليه.

استمع إلى ما يحتاجون إليه:

قبل أن تتصرف بناء على تصورك الشخصي عن المساعدة، انتبه أولا إلى ما يحتاجه أولئك الأشخاص، والذي ربما يطلبوه منك مباشرة، أو يعطوا تلميحات فقط عما يحتاجون. فمن يتعرض لنوبة الهلع يعرف نفسه أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي فان ما يحتاجه فى تلك اللحظة بالذات هو ما سيعطيه احساسا أكبر بالطمأنينة والراحة.

ولأن نوبات الهلع تختلف من شخص إلى آخر، ستجد أن ما يحتاجون إليه فى تلك اللحظة مختلف تماما، فالبعض سيحتاج مجرد كوب من الماء، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى كتف مواسية يستندون عليها وأذن منصتة إلى ما يقولونه.

خلاصة القول: كن متعاطفا

أي ضع نفسك مكانهم، فكلنا نمر بمشاعر مثل الخوف والقلق في حياتنا، تخيل أنهم يمرون بتلك المشاعر الا انها مضخمة عشرات المرات. وبالتالي، عندما تكون متعاطفا معهم، فأنت بصورة أو بأخرى تبين لهم أنه ليس عليهم أن يحاربوا ذلك الشعور وحدهم، وأنك موجود متى احتاجوا إليك. بمجرد شعورهم بذلك ستبدأ نوبة الهلع بالهدوء تدريجيا إلى أن ترحل تماما.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير