التصنيفات: الصحة الجيدة

كيف تكتسب العيون لونها

عندما يقارن الشعراء العيون الجميلة الزرقاء بالبحر أو بالسماء، فهم على الأغلب لا يدركون كم هو دقيق هذا الوصف، فاللون ليس ناتجاً عن وجود الأصبغة في العين، وإنما نحن نرى اللون بناء على تناثر الضوء المتعدد الألوان، ففي العيون الزرقاء لا يصل إلى عين الناظر سوى اللون الأزرق، وذلك لأن فعالية الضوء الأزرق في الانتشار تزيد عن فعالية الضوء الأحمر بالانتشار بمعدل عشرة أضعاف.

قزحية العين عند الأشخاص الذين يمتلكون عيون زرقاء، تعمل على عكس الضوء القادم إليها مرة أخرى، فإذا كان الضوء الساقط على العين هو الأبيض – وهو لون يحتوي على مزيج من الأطوال الموجية، فعلى الأغلب سيكون  اللون الأزرق هو اللون الذي سينعكس مرة أخرى ليراه الآخرون، ولكن في الأماكن المغلقة، حيث تصبح الموجات الضوئية أقرب إلى اللون الأحمر من الطيف اللوني، فقد يتغير لون قزحية العين، وحينها لا يظهر لون القزحية باللون الأزرق، لأنه لا يكون هناك ما يكفي من اللون الأزرق ليسيطر على الانعكاسات، والجدير بالذكر بأن البشر ليسوا المخلوقات الوحيدة الذين يستخدمون هذه الظاهرة، والمعروفة باسم “التلوين الهيكلي”، فهي شائعة أيضاً بين المخلوقات البحرية، والحشرات والطيور.

أما بالنسبة للعيون البنية، فإنها أبسط من ذلك بكثير، حيث تمتلك الطبقة الأمامية للعين، لدى الأشخاص الذين يمتلكون عيون بنية الكثير من الميلانين – وهو ذات الصباغ الذي يحدد لون البشرة- وهذا الصباغ يعمل على امتصاص معظم الضوء الساقط على العين، لذلك فإن العيون البنية لا تعكس تقريباً أي موجات ضوئية لذلك نرى لون هذه العيون على أنها بنية.

أما بالنسبة للعيون العسلية، فإنها تمتلك نسبة أقل من الميلانين مما تمتلكه العيون البنية، لذلك فعلى الرغم من أنها تمتص معظم الضوء، ولكن يبقى هناك نسبة من الضوء تقوم بعكسها هذه العيون، وهذا الانعكاس يخلق مزيجاً لونياً بين البني والأزرق مما يجعلنا نرى لون هذه العيون عسلياً، وكذلك الأمر بالنسبة للعيون الخضراء، فهي تمتلك كمية قليلة جداً من الميلانين، مما يؤدي إلى أننا نرى لونها مختلفاً قليلاً عن اللون الأزرق.

ولكن الوضع يختلف بالنسبة للعيون الرمادية، فرغم أنها تفتقر للميلانين، إلّا أنها تمتلك كميات من الكولاجين في قزحيتها، وهذه الجسيمات، غالباً ما تعمل على عكس كميات كبيرة من الموجات الضوئية، وتعمل على إعطاء مزيج من الألوان، مما يؤدي إلى عكس اللون الرمادي بالنهاية.

أما بالنسبة للعامل الذي يحدد لون العيون فهو علم الوراثة المندلي (نسبة إلى العالم جريجور مندل)، فهذا العلم الذي يبحث في وراثة الصفات من الآباء والأجداد يشير إلى أن جينات اللون البني للعينين هي مهيمنة، أما جينات اللون الأزرق فهي متنحية، لذا فإن اللون الأزرق عندما يظهر عند أحد الأشخاص فإنه غالباً ما يكون موروثاً من أحد الأجداد، وبشكل عام، فإن جيني (OCA2) و(HERC2) هما من يحددان مستويات الميلانين في العين وبالتالي هما المسؤولان جزئياً عن تحديد لون العينين، علماً أن الجينات الأخرى المسؤولة عن تحديد مستويات الكولاجين يمكن أن تلعب دوراً أيضاً في تحديد لون العيون.