6 علامات تشير إلى أنك من مدمني القهوة
من الطبيعي تماماً أن نسمع أحدهم يقول بأنه لا يستطيع الاختلاط مع الآخرين قبل تناول فنجان واحد من القهوة على الأقل، ولكن على الرغم من أن الحاجة الدائمة لمادة الكافيين ليس بالأمر الخطير عادة – فهو لا يعرض الصحة للخطر بذات الطريقة التي تقوم بها باقي المواد التي تسبب الإدمان- إلّا أنه ليس من الجيد أن تشعر وكأنك في حاجة لتناول مادة معينة كي تبدأ يومك بفعالية، وما قد لا يعلمه الجميع هو أن الإدمان على الكافيين قد يكون أسهل مما تظن.
بحسب (راتشل سالاس) وهي أستاذة مشاركة في مجال علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز الطبية، ومتخصصة في طب النوم، فنحن لا نعلم بأن الكافيين قد يكون موجوداً في الكثير من الأمور التي نظن عادة بأنه غير موجود فيها، فمعظمنا يعلم أن هذه المادة قد توجد في القهوة أو الصودا، ولكن الآن أصبح الكافيين يوجد أيضاً في مشروبات الطاقة، وبعض أنواع الشاي، وحتى الأطعمة المختلفة مثل الفطائر والعلكة، وبالطبع الشوكولاته، وهذا يجعل من السهل على أي منا تناول كميات أكثر من اللازم من الكافيين، مما يجعل الجسم يحدد المستويات المنخفضة من هذه المادة على أنها المستويات الطبيعية.
مثل جميع المواد الأخرى التي تسبب الإدمان، فإن الدليل الأوضح على أنك مدمن على الكافيين هو المعاناة من أعراض الانسحاب عند عدم الحصول عليه، وهنا بعض الأدلة التي قد تشير بأنك قد أصبحت تعتمد على الكافيين أكثر من اللازم.
يعتبر الكافيين مضيّق للأوعية، وهذا يعني أنه يجعل الأوعية الدموية أضيق قليلاً مما تكون عليه في الحالة العادية، وهذا يقيّد تدفق الدم، مما يجعله من مسكنات الصداع الفعالة (هذا هو السبب في أنه يتم وضع هذه المادة في بعض أدوية الصداع)، ولكن إذا كنت تتلقى دفعات مستمرة من الكافيين، فإن عدم حصولك على تلك الدفعة ليوم واحد يمكن أن يتسبب بحدوث صداع، وهي إحداى الأعراض الكلاسيكية للانسحاب، ووفقاً لوحدة أبحاث الصيدلة في جامعة جون هوبكنز الطبية السلوكية، فإن نحو 50% من الصداع الذي يختبره الأشخاص نتيجة الانسحاب يكون نتيجة تخطي جرعتهم المعتادة من الكافيين لمدة يوم واحد، ولكن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص لا يعانون من الصداع أبداً عند عدم تناولهم للكافيين، حتى ولو كانوا معتادين على شربه يومياً، ولا يمتلك العلم في الواقع تفسيراً لهذا التناقض.
يعتبر الكافيين من المنبهات، وهو يحفّز مركز الإحساس بالسرور لدينا، فتبعاً لـ(دانا هنس)، وهي كبيرة اختصاصيي التغذية في المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا وأستاذة مساعدة غير متفرغة في مدرسة فيلدينغ للصحة العامة، فإن الكافيين يحفّز مستقبلات الدوبامين في الدماغ، تماماً كما يفعل الكوكايين وغيره من المخدرات، ولكن ليس بذات القدر، كما أنه يحفز إطلاق الأدرينالين، وهذا هو الإدمان بحد ذاته، لأنه ببساطة يجعلك تشعر بشعور جيد، فإذا كنت تشعر بأنك بمزاج سيء عندما لا تتناول الكافيين، فإن هذه علامة على أن دماغك يعتمد على المخدرات ليشعر بشعور جيد.
يعطي الكافيين جسمك دفعة من الأدرينالين، وهذه الدفعة يمكن أن تساعدك على البقاء في حالة من التأهب والتركيز، فإذا كنت قد اعتدت على هذه الدفعة يومياً، فقد تصاب بالضباب الدماغي أو صعوبة في التركيز وإنجاز المهام دون الحصول عليه.
إذا كنت تشرب الكثير من الكافيين كل يوم، فإن جسمك سيطور حالة تدعى بالتسامح، وسيحتاج إلى المزيد من الكافيين لإنتاج نفس التأثير الذي كنت تشعر به في السابق، فإذا ما توقف كوب واحد من القهوة عن إعطائك التأثير الذي اعتدت عليه من مستويات الطاقة، أو إذا ما أصبح بإمكانك شرب كوب من القهوة قبل النوم دون مواجهة أي مشاكل في النوم، فإن هذا علامة على أن جسمك أصبح في مأمن من آثار الكافيين نتيجة التعرض الجامح له.
إن تناول الجرعات العالية من الكافيين يمكن أن يسبب التوتر لدى بعض الأشخاص، كما أن تناول جرعات كبيرة من الكافيين يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإصابة بالقلق وزيادة نوبات الهلع لدى بعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية، فإذا كنت تشعر بالقلق أكثر من المعتاد، حاول التقليل من تناول الكافيين لبعض الوقت لتعرف ما إذا كان ذلك سيجعلك تشعر بشكل أفضل.
إذا لم يكن بإمكانك الاستيقاظ والقول “لن أتناول القهوة اليوم!” أو إذا كانت الفكرة بحد ذاتها تجعلك تشعر بالفزع، فأنت من الأشخاص المدمنين، على الأقل عقلياً، حاول تقليص كمية حصولك على الكافيين بدلاً من التخلي عن تناوله تماماً، فإذا كان بإمكانك القيام بهذا تدريجياً، فستكون قادراً في النهاية على التخلي تماماً عنه، ولكن ليكن بعلمك أن القهوة تمتلك بعض الامتيازات الصحية، لذلك فإن إبقائها في حياتك ليس بالفكرة السيئة، فقط حاول التقيد بكميات معقولة منها، حيث تقترح (هانس) أن لا يقوم أي أحد بتناول ما يزيد عن كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً، وتضيف بأنه إذا ما تم استخدام القهوة بالشكل الصحيح والمعتدل، فإن هذا سيكون المفتاح للحصول على حياة صحية وسليمة.