التصنيفات: متفرقات

6 أشياء يجب معرفتها حول أطول يوم في السنة

ها قد حل الانقلاب الصيفي ويوم الإثنين الموافق  لـ 20 حزيران/ يونيو هو أطول يوم في عام 2016 لأي أحد يعيش في شمال خط الاستواء، ولكن هذا ليس الحدث الوحيد الذي سيحدث في هذا التاريخ، حيث يشمل هذا العام أيضاً ظهور “قمر الفراولة” حيث كانت المرة الأولى التي حدثت فيها هذه الظاهرة قبل70 عاماً.

فيما يلي، دليل علمي قصير لأطول يوم من أيام السنة (وإن لم يكن- كما سنرى- أطول يوم في تاريخ الأرض، الذي كان في عام 1912).

1) لماذا هناك انقلاب صيفي في الأصل؟

معظم الأشخاص يعرفون بأن الأرض تدور حول الشمس على محور مائل (وذلك ربما لأن كوكبنا قد اصطدم مع جسم آخر هائل قبل بعض المليارات من السنين، عندما كان لا يزال يتشكل)، لذلك، وفي الفترة الممتدة ما بين آذار/ مارس وأيلول/ سبتمبر، يتعرض نصف الكرة الشمالي من الأرض إلى المزيد من أشعة الشمس المباشرة على مدار اليوم، في حين يحصل نصف الكرة الجنوبي على زيادة في التعرض لأشعة الشمس فيما تبقى من العام، وذلك هو السبب الذي يؤدي حدوث ظاهرة التغيّر الموسمي:

في نصف الكرة الشمالي، تحدث “ذروة” التعرض لأشعة الشمس عادة يوم 20 حزيران/ يونيو، أو 21، أو 22 في أي سنة من السنوات، وهذا ما يطلق عليه اسم الانقلاب الصيفي، ولكن على الجهة المقابلة لهذا، فإن نصف الكرة الجنوبي يحصل على ذروته من أشعة الشمس في 21 أيلول/ ديسمبر، أو 22، أو 23، وذلك في الوقت الذي تكون فيه شمال الأرض في ذروة ظلامها – أي الانقلاب الشتوي.

من الناحية التقنية، يحدث الانقلاب الصيفي عندما تكون الشمس مباشرة فوق مدار السرطان، أو عند درجة 23.5 شمالاً، مثل ذلك:

في عام 2016، سيحدث هذا الانقلاب في تمام الساعة 18:34 بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 20 حزيران/ يونيو.

2) كم عدد الساعات التي سنحصل عليها من ضوء الشمس يوم الاثنين؟

هذا يعتمد على المكان الذي تعيش فيه، فكلما كنت أبعد إلى الشمال، زادت عدد الساعات التي ستحصل عليها من ضوء الشمس خلال يوم الانقلاب.

وإذا كنت تعيش في مكان بالقرب من دائرة القطب الشمالي، فإن الشمس لن تغيب عنك حقاً أثناء الانقلاب، ويظهر الفيديو المرفق المشهد الغريب الذي يظهر مرور الوقت مع حركة الشمس خلال يوم كامل في فيربانكس، ألاسكا، (في حين أنه وعلى النقيض من ذلك، خلال الانقلاب الشتوي، فإن فيربانكس لا تحصل سوى على حوالي 3 ساعات من ضوء الشمس).

الجدير بالذكر هنا أن الانقلاب الصيفي يعطينا أيضاً أطول فترة شفق في السنة، وعادة ما يمتد لحوالي ساعة أو ساعة ونصف إضافية بعد غروب الشمس، كما أن شهر رمضان هذه السنة يتزامن أيضاً مع الانقلاب الصيفي، الأمر الذي يجعل التحدي أكثر قسوة بهذا العام، وأكثر قسوة تحديداً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في النرويج أو السويد أو أيسلندا، حيث يمكن أن يستمر ضوء النهار لمدة تصل إلى 20 ساعة.

3) هل يعتبر غروب الشمس خلال الانقلاب هو الغروب الأكثر تأخراً من السنة؟

ليس بالضرورة، فكون 20 حزيران/ يونيو هو اليوم الأطول في السنة بالنسبة لنصف الكرة الشمالي، فإن هذا لا يعني أن جميع المناطق ستشهد الغروب الأبكر أو الأكثر تأخراً في السنة في ذلك اليوم.

فإذا كنت تعيش في واشنطن العاصمة أو على خط العرض ذاته معها، فقد فاتك شروق الشمس لأبكر لهذا العام – لأنه حدث في 13 حزيران/ يونيو، ولكن سيكون بإمكانك اللحاق بغروب الشمس الأكثر تأخراً يوم 27 حزيران/ يونيو، وإذا كنت تحب النوم، فإن هذا سيكون اليوم الأكثر إثارة في فصل الصيف.

4) ما علاقة كل هذا بستونهنج؟

لا أحد يعرف حقاً السبب الذي تم من أجله بناء ستونهنج قبل حوالي 5000 سنة (على الأقل أنا لا أعرف)، ولكن أحد الاحتمالات أن يكون قد تم بناؤه للاستخدام في الاحتفالات وبالاعتدالات الصيفية والشنوية، وهذا لأنه، أثناء الانقلاب الصيفي، تشرق الشمس على هيل ستون من الهيكل وتضرب مركز الألترا ستون.

وفيما يلي رسم تخيلي من وكالة ناسا يصف كيف يمكن لشروق الشمس خلال الإنقلاب الصيفي أن يكون عندما كان موقع الستونهنج سليماً تماماً:

في الوقت الحاضر، لا يزال البشر يجتمعون للاحتفال بالانقلاب الصيفي في ستونهنج، ولكنهم يستخدمون التكنولوجيا الحديثة خلال ذلك، كما يلي:

5) هل هذا أطول يوم في تاريخ الأرض كله؟

قد يكون الجواب “لا”، على الرغم من أنع قريب ليكون كذلك، والسبب قد يكون مثيراً جداً للاهتمام.

منذ اليوم الذي أصبح هناك محيطات مائية سائلة على الأرض، وامتلكت لقمرها، بدأ دورانها يتباطأ تدريجياً مع مرور الوقت بسبب احتكاك المد والجزر، وهذا يعني – قبل فترات طويلة جداً من الزمن – بدأت الأيام تصبح أطول بشكل ثابت، فقبل حوالي 4.5 مليار سنة، كانت الأرض تستغرق حوالي الـ6 ساعات فقط لإتمام دورانها حول الشمس، وقبل حوالي 350 مليون سنة، أصبح الأمر يستغرق 23 ساعة، أما اليوم، فإن الأرض تستغرق حوالي 24 ساعة لإتمام دورتها، وستستمر الأيام بإمتدادها تدريجياً في المستقبل.

بالنظر إلى ذلك، ستعتقد بأن يوم الانقلاب الصيفي لعام 2016 سيكون بالفعل أطول يوم في التاريخ، ولكن هذا لن يحدث، وذلك لأن احتكاك المد والجزر ليس هو الشيء الوحيد الذي يؤثر على دوران الأرض، فهناك عدد قليل من العوامل المضادة الأخرى، حيث أن ذوبان الجليد الذي يحدث منذ نهاية العصر الجليدي الأخير قبل 12,000 سنة (وزاد الآن نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري) سرّع في الواقع من دوران الأرض بنسبة ضئيلة جداً، مما ساهم في تقصير مدة الأيام ببضعة أجزاء من الميلي ثانية، وبالمثل، فإن النشاط الجيولوجي الذي يحدث في لب الأرض، والزلازل، وتيارات المحيطات، والتغيرات الرياح الموسمية يمكن أيضاً أن تسرع أو تبطأ من دوران الأرض.

عندما تم وضع جميع هذه العوامل معاً، قدر العلماء بأن أطول يوم في تاريخ الأرض (حتى الآن) قد يكون قد وقع على الأرجح في عام 1912، وكان يوم الانقلاب الصيفي لذلك العام أطول نهار في نصف الكرة الشمالي على الإطلاق (وعلى العكس، فقد شهد الانقلاب الشتوي لعام 1912 أطول ليلة في التاريخ أيضاً).

في نهاية المطاف، ينبغي لآثار احتكاك المد والجزر التغلب على كل تلك العوامل الأخرى وسوف تصبح أيام الأرض أطول وأطول مع محافظتها على دورانها على المتباطئ (مما يجبر واضعي الوقت على إضافة ثانية للتقويم بشكل دوري)، وهو ما يعني أنه في المستقبل، سيكون هناك الكثير من الانقلابات الشمسية الصيف التي ستحقق أرقاماً قياسية جديدة باسم “أطول يوم في تاريخ الأرض.”

6) ما هو “قمر الفراولة”؟

وفقاً لتقويم المزارعين القدماء، فإن الأقمار الكاملة التي تظهر في شهر حزيران/ يونيو كان يشار إليها تقليدياً باسم “أقمار الفراولة” من قبل الهنود الحمر، لأن ذلك كان الشهر الذي يتم فيه قطف الفراولة، أما في أوروبا، حيث لا تعتبر الفراولة من المحاصيل الأصلية، كانت الأقمار الكاملة في شهر حزيران/ يونيو تعرف باسم “قمر العسل” أو “أقمار الوردة الكاملة”.

في عام 2016، ستحدث ظاهرة “قمر الفراولة” بالتزامن مع الانقلاب الصيفي – الأمر الذي حدث لأول مرة قبل 70 عاماً- وهذا قد يكون مصادفة كونية لا معنى لها بالنسبة للبعض، ولكن إذا كنت تحب هذه الأشياء، فمن المهم أن تعرف بأن المرصد SLOOH يستضيف حفلة لرؤية “قمر الفراولة”.

نهاية نتمنا لكم انقلاباً صيفياً سعيداً.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير