التصنيفات: بيئة ومناخفضاء

الديناصورات لم تكن الضحية الوحيدة: المذنّب تلطخ بدم كائنات لم نعرفها من قبل

نحن نعرف منذ كنا صغاراً أن هناك مذنب اصطدم بكوكب الأرض منذ 66 مليون سنة، ليسبب انقراض الديناصورات، لكن النظرية تعرضت للتطور مؤخراً، إذ يبدو أن الديناصورات لم تكن الضحية الوحيدة للمذنب، فقد كشف تحليل جديد للسجلات الحفرية أن 93 بالمئة من الثدييات التي كانت تعيش على الأرض آنذاك قد تعرضت للانقراض أيضاً ! وهو رقم أعلى بكثير مما كنا نظن من قبل.

سجلات مئة عام تكشف حقيقة القتل

الباحثون في جامعة باث، وصلوا إلى مسئولية المذنب عن كل هذا العدد الضخم، بعد أن راجعوا تقارير حفريات الثدييات والأبحاث المنشورة في المئة عام السابقة، وقد قاموا بالتركيز بشكل خاص على فترة زمنية معينة تتراوح بين 68 مليون سنة مضت و65.7 سنة مضت، كما إنهم ركزوا على الثدييات في أمريكا الشمالية.

لم يقتصر اكتشافهم على أن هناك كائنات أخرى ثديية انقرضت في هذا الوقت، لتتفوق على الاعتقاد السابق بنسبة عالية قدرت بـ75 بالمئة، لكنهم أيضاً عرفوا أن عدد الثدييات زاد بعد هذا الحادث بسرعة للغاية، كرد فعل متطرف على الأمر، حيث بلغ عدد بعض الأنواع ضعف ما كان قبل الحادث الرهيب فقط في غضون 300 ألف سنة، وهي ليست مدة عظيمة كما تتخيل، بل إنها صغيرة جداً من حيث دراسة التطور.

الكائنات الثديية تقاوم الحادث الرهيب

العلماء ظنوا أن المذنب لم يؤثر على الثدييات بشكل كبير، بسبب عددها العظيم، لكن الأبحاث بينت لهم أن الثدييات كانت أكثر تأثراً من معظم مجموعات الحيوانات الأخرى، مثل السحالي والتماسيح والسلاحف، كما قال نيك لونجريتش، الباحث الرئيسي في الفريق.

رب ضارة نافعة

ربما تتوقع أن الأنواع الناجية القليلة هي نفسها بعد الاصطدام العظيم، لكن هذا ليس الشئ الذي وجده الفريق، فبعد حادث الانقراض الجماعي، حدثت حالة تفجر في الأنواع، كان سببها هو وجود تجارب تطورية مختلفة حدثت في أماكن عديدة بشكل متوازٍ، هذا هو الشئ الذي ساعد في حدوث الانتعاش الغريب، هناك أنواع سلكت طرقاً تطورية جديدة تماماً لم تأخذها من قبل.

لماذا لم يصل أحد لهذه النتيجة من قبل؟

بعد تحليل بيانات المئة سنة، بدا غريباً أن الباحثين لم يصلوا من قبل إلى نتيجة هذا الفريق، وعندما سُئل الباحث الرئيسي عن ذلك، قال إن الجدل حول علاقة المذنب بالثدييات والديناصورات كان يدور بشكل خفيف في الأوساط الأكاديمية، كما قال إن نظرية اصطدام المذنب بالأرض كان لها أعداؤها الذين شغلوا المهتمين بالثدييات، فشغلتهم عن رؤية الأدلة التي تدعم ذلك، ولم ينظروا للأمر بتركيز، أما هذا الفريق فإنه ليس متخصصاً في الثدييات، لذلك استطاع رؤية الأدلة التي لم تثبت نظرية تدمير الثدييات فحسب، وإنما أثبتت اصطدام المذنب كذلك.