هل تستطيع النباتات أن تدافع عن نفسها ضد الافتراس؟

تدافع الحيوانات الأليفة عن نفسها ضد الافتراس بالعديد من الطريق، كالهرب مثلاً بسرعات عالية أو القتال باستخدام مخالبهم الحادة أو بمحاولة التخفي وتغيير المظهر الخارجي حتى لا يتم التعرف عليهم، ومعظم تلك الوسائل تنجح بالفعل وتمكنهم من الهروب من بين أيدي الفريسة، لكن ماذا عن النبات؟ هل يستطيع الهروب من آكلي العشب ومن الحشرات على الرغم من كونه كائن ثابت في مكانه لا يتحرك؟ بالفعل هو يستطيع فعل ذلك وهذا ما سنتحدث عنه في السطور القادمة.

كيف يستطيع النبات الدفاع عن نفسه؟

خلق الله الكائنات الحية ودعمها بآليات الدفاع عن النفس والتي تختلف بين كل كائن وآخر، فمثلاً السلحفاة تحمي نفسها عن طريق الدرع الصلب الذي يغلف كامل جسدها والتي تهرب إليه إن شعرت بأي خطر، وكذلك الحرباء فهي تتلون وتتخفى في أي مكان لتهرب عن عيون فريستها، وغيرها الكثير من الأمثلة.

كذلك النبات فهو مزود بآليات خاصة به تساعده في الدفاع عن نفسه، وتتنوع بين آليات جسدية تظهر على شكل أجزاء النبات نفسها، أو كيميائية تظهر في إطلاق النبات لمواد معينة تبعد الكائنات المفترسة عنها، وسنستعرض بعضاً منهم لنتخيل الموضوع بصورة أسهل.

1- الأشواك.

نعرفها كلنا في نبات الصبار فهي تحافظ على النبات من الافتراس بواسطة تلك النتوءات المؤلمة جداً عند اللمس، وكذلك هي تساعد على خفض درجة حرارة النبات في الصحراء حيث الشمس الساخنة. ولذلك تجد أن نبات الصبار الذي ينمو في المناطق غير الصحراوية يملك غطاء شوكي أقل سمكاً من ذلك الموجود في الصبار الصحراوي.

2- السم.

بعض النباتات تحتوي على سم فعلي يقتل أو يضر بمن يتناولها أو يلمسها، فأحد الأمثلة المشهورة على النباتات السامة هو التبغ حيث يحتوي على مادة النيكوتين القاتلة بالنسبة للحشرات، وكذلك بالنسبة للإنسان فهي مادة شديدة الضرر لأنها تؤدي مع الوقت للإدمان والإصابة بأمراض خطيرة في الرئتين.

3- الإشارات الكيميائية.

عندما يتعرض أحد النباتات لهجوم ما من حشرات أو حيوانات أو ظروف بيئية كالجفاف مثلاً فإنه يطلق تحذيرات لبقية النباتات عن طريق إنتاج مواد كيميائية متطايرة، عندما تصل تلك المادة للنباتات قد تساعد في رفع نسبة المواد السامة فيه بحيث تطرد العدو، أو ربما تحفزها على إطلاق مواد تجذب الحيوانات المفترسة للعدو وبالتالي تتخلص منه بنجاح. مثال على ذلك شجرة مسك الليل والتي عندما تتفتح أزهارها تطلق مادة كيميائية لها أثراً كبيراً في طرد الناموس، وكذلك الزيوت المتطايرة من نباتات كالريحان والنعناع تعمل هي الأخرى على طرد الحشرات.

4- التمويه.

بالضبط كما تعمل الحرباء على التخفي لكي تحاول أن تهرب من أعدائها يحدث أمر مشابه في بعض النباتات كالنبتة الخجولة أو Mimosa Pudica، فهي تغلق أوراقها وتغير من شكلها الخارجي عند تعرضها للمس لتبدو وكأنها ذابلة أو ميتة وبالتالي تصبح غير جذابة للحيوانات.

5- المعايشة.

بعض النباتات تستعين بكائنات أخرى من أجل تحقيق مهمة الحماية من الأعداء مقابل أن يوفر لها النبات الغذاء اللازم لها، فمثلا شجر السنط الذي ينمو في أفريقيا وأمريكا الجنوبية يحوي بيوتاً بداخله حتى يعيش النمل ويتغذى من المواد التي تنتجها الشجرة، ومقابل ذلك يحمي النمل الشجرة من الفطريات والحشرات والحيوانات الآكلة للعشب كالفيلة.

عظمة الخالق تتجلى في كل ما نراه حولنا وتجعلنا ندرك أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن الكون مهما أحرزنا من تقدم في العلوم المختلفة، وتجعلنا كذلك ندرك أننا نحتاج للحفاظ على تلك الكائنات المذهلة التي يرتبط وجودنا بوجودها بشكل قاطع ومحسوم.

المصادر: 1,2