التصنيفات: علوم

ماذا يحدث لأجسامنا في الشتاء؟

هل لاحظت كيف يختلف تعامل جسمك مع اختلاف الحرارة من حولك؟ ففي الصيف حيث الحرارة المرتفعة تجد نفسك تخرج الكثير من العرق وتشعر بموجات الحرارة تسري خلال أطرافك، على عكس الشتاء حيث درجات البرودة الشديدة تجد أطرافك ترتعش وتجف الرطوبة في جلدك وتدخل للحمام مرات كثيرة، إذن لماذا تختلف استجابة الجسم للتغيرات الجوية من حوله؟ وماذا يحدث بالضبط عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض؟

لماذا تتغير استجابة أجسادنا مع تغير الجو؟

نحن البشر نعتبر من الكائنات ذوات الدم الحار، أي أن أجسادنا تعمل دائمًا على تنظيم وتثبيت درجة حرارتها بحيث لا تتغير عن 37 درجة مئوية حتى مع تغير درجات الحرارة المحيطة سواء في الصيف أو الشتاء، ولذلك تلجأ بعض الكائنات الأخرى كالضفادع والتماسيح للبيات الشتوي لأنها من ذوات الدم البارد فهي لا تستطيع التحكم في درجات حرارة أجسادها فتلجأ للأماكن المغلقة الدافئة حتى ينتهي الشتاء.

عندما يحين الشتاء وتقل درجات الحرارة المحيطة يبدأ المخ في إرسال إشارات لأغضاء الجسم المختلفة من أجل إجراء بعض التغيرات الحيوية التي تساعده على الحفاظ على ثبات درجة الحرارة الداخلية للجسم، من أجل الحفاظ على صحة أعضائه وكفاءة عملها خلال اليوم.

ماذا يحدث لأجسامنا في الشتاء؟

1- يرتعش الجسم وتتخبط الأسنان.

عندما تقل درجات الحرارة المحيطة وتقل درجة حرارة الجسم عن 35.5 درجة مئوية، يحاول الدماغ إنتاج أي قدر من الحرارة للتدفئة ولذلك يرسل إشارات لعضلات الجسم لكي تهتز بسرعة أو ترتعش. عندما يرتعش الجسم يولد طاقة حرارية قد تفوق بخمس مرات الطاقة المنتجة بواسطة الجسم في حالة الراحة ويكون ذلك كافيًا من أجل تدفئة مؤقتة.

2- تنقبض الأوعية الدموية المغذية للأطراف كاليدين والقدمين.

الجلد هو أكبر عضو في الجسم وبالتالي نفقد الكثير من حرارتنا خلاله في الشتاء وخاصة عند الأطراف التي في الأغلب لا تكون مغطاة بالملابس، ولكي نقلل من معدل الفقد يرسل الدماغ إشارات للأوعية الدموية الموجودة في اليدين والقدمين لكي تنقبض أو تضيق، وذلك من شأنه أن يقلل كمية الدم المارة بتلك الأجزاء فيقلل من فقد الحرارة خلالهم وبالتالي يتحفظ الجسم بأكبر كمية من الدم الدافئ عند الأعضاء الحيوية بالداخل.

وذلك السبب هو ما يجعلنا نشعر بالبرودة في اليدين والقدمين بشكل أشد من باقي أجزاء الجسم في فصل الشتاء، ولذلك يجب تدفئتهم جيدًا بالقفازات والجوارب من أجل تعويض نقص التدفئة بهم.

3- تسير عملية الأيض بمعدل أبطأ.

تحتاج عملية الأيض في جسم الإنسان لقدر من الطاقة من أجل أن تعمل بكفاءة، وفي حالة تعرض الجسم للبرودة يحتاج لتوفير أي قدر ممكن من الطاقة ولذلك يتم إبطاء وتيرة عملية الأيض. لكي تساعد على تسريعها وتنظيم درجة حرارة الجسم يمكنك تناول المشروبات الدافئة والأكلات التي تمد الجسم بالطاقة كالتمر والموز.

4- تزيد كميات البول المنتجة بواسطة الكلى.

في الصيف تقل عدد مرات ذهابك للحمام وذلك لأنك تفقد الكثير من الماء في صورة عرق وجزء قليل عن طريق البول، لكن في الشتاء يحدث عكس ذلك، فعندما تضيق الأوعية الدموية في الشتاء يحدث ارتفاع في ضغط الدم ولكي يعود الضغط للوضع الطبيعي تعمل الكلى على فلترة كمية المياه الزائدة في الدم عن طريق إنتاج البول، وبتكرار تلك العملية تزيد كمية البول على مدار اليوم فتزداد عدد مرات ذهابك للحمام.

المصادر: 1,2,3

شارك
نشر المقال:
ضحى نبيل