ما الفرق بين البكتيريا والفيروسات؟ وكيف تختلف الأمراض الناتجة عن الإصابة بكل منهما؟

لماذا كنا نسمع وقت الجائحة أن المضادات الحيوية لا تعالج الكورونا؟ على الرغم من أن المضادات الحيوية تكون فعالة معنا في حالات كثيرة كاحتقان الحلق مثلاً! ولماذا نسمع أن هناك مضادات حيوية ومضادات فيروسية وكل منهم يعالج أمراضاً محددة مختلفة عن الأخرى؟

يرجع ذلك عزيزي القارئ لوجود فروقات بين البكتيريا وما تتسبب به من أمراض في الإنسان، والفيروسات وما تتسبب به من أمراض أيضاً، ولذلك يكون لكل منهما طريقة علاج مختلفة، فكلاهما كائنات دقيقة لكن كل واحدة تملك خواص مختلفة تماما عن الأخرى، وهذا هو لب موضوعنا اليوم.

ما هي البكتيريا؟

هي عبارة عن كائنات حية وتكون في الأغلب وحيدة الخلية ويمكنك أن تجدها حرفياً في كل مكان حولك، وتحتوي الخلايا البكتيرية على كل مقومات الحياة التي تمكنها من البقاء والتكاثر بمفردها. تتسبب نسبة صغيرة جداً من البكتيريا بأمراض للإنسان وتحديداً 1% فقط منها، فمعظمها كائنات نافعة لنا وللبيئة بشكل عام.

ما هي الفيروسات؟

على عكس البكتيريا، فالفيروسات هي كائنات صغيرة جداً أصغر حتى من البكتيريا، وهي تعتبر كائنات غير حية لأنها لا تستطيع أن تعيش وتتكاثر بمفردها دون عائل، عندما تجد العائل تبدأ في استخراج طاقتها منه والبدء في التطور والتكاثر، ولذلك فمعظم الفيروسات هي فيروسات ضارة ومسببة للأمراض للإنسان.

كيف تختلف الأمراض البكتيرية عن الأمراض الفيروسية؟

بما أن تكوين كل منهما مختلف تماماً عن الآخر، فالبكتيريا خلايا حية على عكس الفيروسات، وكذلك فالبكتيريا هي كائنات في الأغلب معتمدة على نفسها في النمو والتكاثر على عكس الفيروسات التي تحتاج للتطفل على الخلايا الحية من أجل البقاء، فلذلك تكون طبيعة الأمراض الناتجة عن العدوى البكتيرية مختلفة عن تلك الناتجة عن العدوى الفيروسية وبالتالي يكون العلاج مختلفاً في كلتا الحالتين.

بالرغم من أن مسبب المرض مختلف بين الأمراض البكتيرية والفيروسية إلا أنها تنتقل من شخص لآخر بطرق متشابهة كالتعرض للسعال والعطس للشخص المريض، وكذلك الكثير من الأعراض لكل منهما تكون متشابهة أيضاً كارتفاع حرارة الجسم والرشح والتعب الجسدي وغيرها.

بسبب تشابه أعراضها يحتاج المريض للذها للطبيب من أجل تحديد مسبب المرض هل هو بكتيري أم فيروسي من أجل تحديد العلاج المناسب، فعلاج الفيروسات مختلف تماماً عن البكتيريا.

كيف تعالَج الأمراض البكتيرية؟

تعالج الأمراض البكتيرية باستخدام المضادات الحيوية، فهي تعمل على إيقاف عملية تضاعف البكتيريا وإضعافها في خلايا الجسم، وبالتالي تقل الأعراض تدريجياً حتى تختفي. يوجد لكل مجموعة من البكتيريا مضادات حيوية مخصصة لعلاجها، لذلك من المهم أن تتبع إرشادات طبيبك في تلك المسألة ولا تختار أي نوع بنفسك، وذلك لأن الاستخدام الخاطئ والمبالغ فيه للمضادات الحيوية تسبب في ظهور ما يسمى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي أصبحت لا تؤثر فيها العلاجات المعروفة وبالتالي تتسبب بمضاعفات خطيرة للمريض.

كيف تعالَج الأمراض الفيروسية؟

بما أن طبيعة البكتيريا مختلفة تماماً عن الفيروسات ستكون طريقة العلاج مختلفة في كلتا الحالتين، فلا يمكن أبداً علاج الأمراض الفيروسية بالمضادات الحيوية فهي لن يكون لها أي تأثير على الفيروسات، ولذلك كانت من أهم التوصيات المتبعة خلال الجائحة هي عدم الاعتماد على المضادات الحيوية في علاج الكورونا بل اتباع البروتوكول الصحيح الموصى به من الجهات الطبية المعنية حتى لا تتفاقم المشكلة. علاج الأمراض الفيروسية يكون بواسطة المضادات الفيروسية وهي مواد مخصصة في منع الفيروس من التضاعف في خلايا الجسم، بالإضافة إلى أخذ الراحة اللازمة لكي تعطي فرصة لمناعة الجسم بالقضاء على المرض بنفسها.

في النهاية، عليك أن تعرف أن الوقاية خير من العلاج، فاغسل يديك باستمرار، ولا تتشارك أدواتك الشخصية مع أي فرد، وحافظ على وجود مسافة بينك وبين أي شخص مريض، وبالطبع احرص على تناول الخضروات والفاكهة الغنية بالفيتامينات اللازمة من أجل تقوية مناعتك وحماية جسمك من الإصابة بالعدوى. دمتم سالمين.

المصادر: 1,2,3