التصنيفات: بيئة ومناخ

10 أشياء يجب أن تعرفها عن ارتفاع مستوى سطح البحر

لا بد وأن معظمنا قد سمع كثيراً في نشرات الأخبار عن ارتفاع مستوى سطح البحر في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد أن أثارت البحوث التي تم إجراؤها مؤخراً مخاوفاً من حدوث انهيار جليدي محتمل في غرب القطب الجنوبي وكيف يمكن لهذا أن يضاعف من توقعات ارتفاع منسوب مياه البحار لعام 2100.

يعتبر ارتفاع مستوى سطح البحر واحداً من أكثر النتائج الضارة لتغير المناخ، ولكن قلة من الأشخاص يفهمون مخاطر هذا الأمر، حيث أن آثاره – المالية وغير ذلك – سوف تمتد بعيداً عن السواحل، وفيما يلي 10 أمور يجب أن تعرفها عن ارتفاع مستوى سطح البحر، وأسبابه ومدى السوء الذي قد يصل إليه الأمر.

  1. هناك ما يكفي من المياه المخزنة على شكل ثلوج لرفع مستوى سطح البحر 230 قدماً

يقع معظم هذا الجليد في القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، فالقارة القطبية الجنوبية، والتي تزيد مساحتها بـ40% عن الولايات المتحدة، تغطيها طبقة من الجليد تصل سماكتها لما يقرب من ميل وتعادل حوالي 200 قدم من مستوى سطح البحر، معظم هذا الجليد – في الوقت الحالي – مستقر، ولكن العلماء يشعرون بالقلق من أن الغطاء الغربي الجليدي الواسع من القطب الجنوبي، والذي قد يتسبب ذوبانه في ارتفاع مستوى البحر لحوالي 11 قدم، قد وصل إلى نقطة اللاعودة، وسوف ينهار قريباً، كما أن هناك 23 قدماً أخرى من الارتفاع المحتمل لمستوى سطح البحر قد تنتج عن ذوبان الثلج في غرينلاند، وقد بدأ هذا الثلج بالفعل يذوب بمعدل متزايد، أما الباقي فسيكون ناجماً عن ذوبان الأنهار الجليدية والقمم الجليدية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، والتي هي الأخرى آخذة في الذوبان بشكل عام.

  1. 2. مستويات البحر قد تغييرت بمئات الأقدام في الماضي

نعتقد عموماً بأن مستوى سطح البحر مستقر، ولكن مستوى سطح البحر قد تغير كثيراً على مر الزمن، وذلك عند انتقالنا من عصر جليدي إلى عصر جليدي آخر وعلى مدى فترة امتدت لحوالي100,000 عام، فخلال ذروة العصر الجليدي الأخير، عندما كانت معظم مساحة أمريكا الشمالية مغطاة بالجليد، كان مستوى سطح البحر أقل بحوالي 400 قدماً، ونحن الآن نمر في مرحلة دافئة بين العصور الجليدية، ولذلك فمن الطبيعي أن يرتفع مستوى سطح البحر ليصل إلى ذروته ثم يبدأ في نهاية المطاف بالانخفاض مجدداً، ولكن تغير المناخ الذي تسبب به الإنسان غيّر هذه الدورة.

  1. نحن نغير مستوى سطح البحر بمعدل سريع جداً

على الرغم من أن مستوى سطح البحر قد تغير كثيراً في الماضي، إلّا أن هذا التغير كان عموماً يجري بشكل بطيء، وعلى مدى آلاف السنين – باستثناء الوقت الذي يحدث فيه انهيار لطبقات جليدية – كما أننا نعلم أنه قبل حوالي 1900 عام، كانت مستويات سطح البحر مستقرة لعدة آلاف من السنين، ولكن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد الآن من ارتفاع مستوى سطح البحر، ومعدل الزيادة في تسارع.

ارتفعت مستويات سطح البحر حوالي سبع بوصات خلال القرن الـ20، وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع قد لا يبدو كبيراً جداً، إلّا أن معدل الارتفاع هذا قد تضاعف تقريباً في السنوات الأخيرة، ويتوقع العلماء أن المعدل سيستمر في الصعود، كما أن حوالي ثلث معدل الارتفاع الحالي لمستوى سطح البحر يعود للتمدد الحراري للمحيطات (حيث أن الماء يتمدد مثل الزئبق في ميزان الحرارة)، وذلك لأنها تمتص حوالي 90% من زيادة الحرارة الناتجة عن تغير المناخ، ولكن في المستقبل، فإن ذوبان الجليد سوف يلعب الدور الأكبر، حيث تشير التوقعات إلى أن زيادة مستويات سطح البحر ستصل إلى حدود 2-3 قدم في عام 2100، وذلك دون الأخذ بعين الاعتبار أي مساهمات محتملة لانهيار الغطاء الجليدي.

  1. يمكن أن نذيبها بالكامل

لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بمقدار درجة مئوية واحدة (1,8 درجة فهرنهايت) فوق المستويات التي كانت عليها قبل الثورة الصناعية، ويقدر العلماء أنه إذا وصل ارتفاع درجة حرارة الأرض لنحو 4-5 درجات مئوية (7,2-9 درجة فهرنهايت)، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يحدث قبل نهاية هذا القرن إذا لم نتصرف بشأن تغير المناخ، فإن كل الجليد سيذوب في نهاية المطاف، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بما يقارب الـ230 قدماً، وهذا ما ستبدو عليه الشواطئ إذا ما ذاب كل الجليد:

العلماء يسابقون الزمن للحصول لفهم الكيفية التي سيرتفع فيها مستوى سطح البحر مع ارتفاع درجات الحرارة

المنحنى، أو المعدل، الذي يذوب فيه الجليد، لا يتناسب طرداً مع الوقت ودرجة الحرارة، وبعبارة أخرى، فإنه من غير المرجح أن يؤدي الوصول إلى خمس درجة الحرارة اللازمة لإذابة كل الجليد على الأرض (ما وصلنا إليه اليوم)، إلى إذابة خمس كامل الجليد الموجود على الأرض بالضبط، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة في مستوى سطح البحر تصل إلى 46 قدم – قد تكون الزيادة أكثر أو أقل من ذلك- وينطبق الشيء ذاته على الذوبان مع مرور الوقت.

الجدير بالذكر أن الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية تذوب حالياً ببطء، ولكن كان هنالك أوقات في الماضي عندما انهارت هذه الصفائح والأنهار بسرعة، مما تسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار قدم أو أكثر خلال العقد الواحد، وقد نواجه واحدة من تلك الفترات في المستقبل القريب.

يعمل العلماء على فهم مدى عدم استقرار الصفائح الجليدية، وما مقدار ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يمكن أن نراه اعتماداً على التوقعات الحالية، وخصوصاً على المدى القصير (أي الفترة التي سيراها أطفالنا)، ولكن مع طرح احتمال ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 230 قدماً على الطاولة، فقد لا يتطلب الأمر الكثير من الذوبان حتى تصبح معظم المدن الساحلية تحت الماء في أحد بلدان.

  1. عندما طرأ آخر تغير ملحوظ على مستويات البحار، لم يكن هناك الكثير من الأشخاص في الوجود

عندما انتهى العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 10,000 سنة، بدأت مستويات سطح البحر في الارتفاع إلى مستواها الحالي، ولم يكن هناك سوى حوالي 5 ملايين شخص على الأرض، ولم يكونوا يعيشون في المدن المترفة القريبة جداً من الساحل، أما اليوم، فيوجد في الولايات المتحدة وحدها، ما يقرب من 5 ملايين شخص يعيشون على بعد 4 أقدام من ارتفاع المد، لذلك، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر ليس هو الأمر الوحيد الذي تغير بمعدل سريع، بل نحن أيضاً قمنا ببناء قدر هائل من البنية التحتية (مثل المنازل والطرق السريعة، والمرافق ومحطات الطاقة النووية) مباشرة على ما كان الخط الساحلي السابق.

لن يكون ارتفاع مستوى السطح البحر مشكلة فقط بحد ذاته، ولكن من المتوقع أن يزيد بدرجة كبيرة من الأضرار الناجمة عن هبوب العواصف التي سوف تصل إلى مناطق أقرب إلى اليابسة، أو فوق الحواجز الطبيعية أو التي صنعها الإنسان، التي لن يكون بالإمكان اختراقها لولا ذلك، وهذا قد يكون العرض الأول لارتفاع مستوى سطح البحر.

  1. ارتفاع مستوى سطح البحر لن يتوقف قريباً

مع انتشار الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، نحن مازلنا مستمرين بالفعل بزيادة ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة ذوبان الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر، وعلى المدى المنظور من المستقبل الذي نخطط له، ستكون مستويات سطح البحر لا تزال مستمرة بالارتفاع على الأرجح، وهو شيء سيكون علينا وعلى الأجيال القادمة التعايش معه، وعلى الرغم من أن النشاط الذي نقوم فيه في هذه المرحلة للتعامل مع تغير المناخ قد يبطئ من معدل ارتفاع مستوى سطح البحر ويحد من أضراره، إلّا أنه لن يستطيع إيقافه.

  1. ارتفاع مستوى سطح البحر لن يكون ذاته في كل مكان

هناك العديد من الأسباب التي قد تساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر في مكان ما أكثر من مكان آخر، ولكن بصفة عامة، فعندما يذوب الجليد، يكون معدل ارتفاع مستوى سطح البحر أقل بالقرب من موقع الجليد وأكثر في المواقع الأبعد عنه، كما أن الاختلافات في تدفئة المحيطات، يمكن أن تؤدي إلى حدوث تغيرات في التيارات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى المساهمة في الاختلافات الإقليمية في ارتفاع مستوى سطح البحر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن انهيار الأرض، مثل ذلك يحدث على طول الخط الساحلي في الخليج في الولايات المتحدة، يمكن أن يفاقم آثار ارتفاع مستوى سطح البحر، ولكن ارتفاع مستوى الأرض، مثل ذلك الذي يحدث في الدول الاسكندنافية، يمكن أن يخفف بعض من آثار ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.

  1. ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي لا يسهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر

القطب الشمالي يحوي الكثير من الجليد العائم، ولكن أخبار ذوبان الجليد هناك تذكر كثيراً في الأخبار لأنه يتناقص بشكل كبير، إلّا أن فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي لا يسهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر، وهذا لأنه يتحرك بالفعل – فهو لا يعتبر بمثابة أرض- لذلك فإن انصهاره لا يؤثر مباشرة على ارتفاع مستوى سطح البحر، وإذا كان هذا يبدو غريباً، يمكنك التحقق من ذلك من خلال مشاهدة كوب من الماء المثلج وفحص مستوى الماء أثناء ذوبان الجليد – لن ترتفع أو تنخفض- ومع ذلك، فإذا قمت بإضافة المزيد من الجليد إلى الكأس، فإن ذلك سيرتفع مستوى المياه، (فقدان الجليد في القطب الشمالي يؤثر مباشرة على تغير المناخ لأن المحيط الأزرق المظلم يمتص الطاقة أكثر من المحيطات البيضاء المكونة من الجليد، لذلك فهي تسهم قليلاً لظاهرة الاحتباس الحراري).

  1. إن تكلفة ارتفاع مستوى سطح البحر سترتفع بشكل أسرع من مستوى سطح البحر نفسه

بعبارة أخرى، فإن الأضرار الناجمة عن الانتقال من قدم واحد من ارتفاع مستوى سطح البحر إلى قدمين ستكون أكبر بكثير من الضرر الناتج عن القدم الأول من ارتفاع مستوى سطح البحر، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة السواتر التقليدية أو السدود لحماية الشاطئ ستزيد أيضاً بشكل أسرع بكثير من الارتفاع، فعلى سبيل المثال، فإن مضاعفة ارتفاع السدود يجعل التكلفة ترتفع بعامل قد يصل تقريباً إلى الـ 4.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير