إذا كان قد تم تشخيصك بأنك مصاب بارتفاع ضغط الدم الشرياني (أي إذا ما كان الضغط الانقباضي – الرقم الأعلى – 140 أو أعلى، أو الضغط الانبساطي – الرقم الأدنى – 90 أو أعلى)، فقد تكون قلقاً بشأن الدواء التي يجب عليك أخذه لتخفيض هذا الضغط، ولكن الأمر الأكثر أهمية من تناول الأدوية هو الانتباه إلى نمط الحياة الذي تعيشه، حيث أن نمط الحياة يلعب دوراً هاماً في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإذا اتبعت نمط حياة صحي، فقد تنجح في تجنب أو تأخير أو تقليل حاجتك لتناول الأدوية، وإليك تسع أساليب يمكنك إتباعها في نمط حياتك للمساعدة في خفض ضغط الدم والحفاظ على استقراره.
غالباً ما يزداد ارتفاع ضغط الدم بازدياد الوزن، لذلك وبشكل عام، كلما ازدادت خسارة الوزن، كلما كان انخفاض ضغط الدم أكبر، كما أن فقدان الوزن يساعد على جعل أدوية تخفيض ضغط الدم تعمل بشكل أكثر فعالية، كما أنه وإلى جانب خسارة الأرطال، يجب عليك مراقبة محيط خصرك دائماً، حيث أن تحميل محيط الخصر الكثير من الوزن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبشكل عام فإن الرجال الذين يكون قياس خصرهم أكبر من 40 بوصة (102 سم) يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أما النساء فيكن في خطر أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كان قياس خصرهن أكبر من 35 بوصة (89 سم).
إن ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام – ما لا يقل عن 30 إلى 60 دقيقة في الأسبوع – يمكن أن يخفض ضغط الدم من 4 إلى 9 ملليمتر زئبقي، كما أن لهذه الطريقة فوائدها الفورية، حيث أن شعورك بالفرق لن يستغرق وقتاً طويلاً، فإذا لم تكن مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فإن ممارسة التمارين الرياضية سيعمل على حمايتك من الإصابة بهذا المرض، أما إذا كان مستوى ضغط الدم لديك قد وصل إلى الحدود الخطرة – الضغط الانقباضي بين 120 و 139 أو الضغط الانبساطي بين 80 و 89- فإن ممارسة الرياضة يمكن أن يساعدك على تجنب ارتفاع ضغط الدم وتطوره إلى حالة خطرة، وإذا كنت تعاني فعلاً من ارتفاع ضغط الدم، عندئذ يمكنك ممارسة النشاط البدني بانتظام لجعل ضغط الدم يعود إلى مستويات أكثر أماناً، ولكن لا تقم بممارسة الرياضة فقط في عطلة نهاية الأسبوع، حيث أن التمارين في حال جمعها وممارستها جميعها في يوم واحد أو يومين من الأسبوع لا يمكن أن تعوض عن حالة الكسل والخمول التي كنت فيها طوال أيام الأسبوع، فالدفعات الصغيرة من النشاط البدني هي التي تساعد على خفض ضغط الدم وليس المدة الإجمالية.
إن اتباعك لنظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والاستغناء عن المأكولات الغنية بالدهون المشبعة والكولسترول، يمكن أن يخفض من ضغط الدم بنسبة تصل إلى 14 ملم زئبقي، وعلى اعتبار أنه ليس من السهل أن يقوم الشخص بتغيير عادات تناول الطعام الخاصة به، فإليكم هذه النصائح التي يمكنكم الاعتماد عليها لتناول نظام غذائي صحي:
إن أي تخفيض تجريه على نسبة الصوديوم في نظامك الغذائي يساعدك على تخفيض ضغط الدم من 2 إلى 8 ملم زئبقي، حيث أن نسبة تناول الصوديوم في الوجبات الغذائية لا يجب أن تزيد عن 2,300 ملليغرام (ملغم) يومياً أو أقل من ذلك، كما أن أفضل مستوى للصوديوم في الدم بالنسبة للأشخاص الذين يبلغون من العمر 51 سنة أو أكثر، هو 1,500 أو أقل، وللتقليل من نسبة الصوديوم في نظامك الغذائي، قم بإتباع النصائح التالية:
إلى جانب جميع المخاطر الأخرى التي يمكن أن يسببها التدخين، فإن النيكوتين الذي يوجد في منتجات التبغ يمكن أن يرفع من ضغط الدم بنسبة 10 ملم زئبقي أو أكثر بعد التدخين لمدة تصل إلى ساعة تقريباً، لذلك فإن التدخين طوال اليوم يعني أن ضغط الدم سيبقى مرتفعاً باستمرار، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يجب أيضاً تجنب التدخين السلبي، أي استنشاق رائحة الدخان الصادرة من الآخرين، حيث أن هذا يمكن أن يضعك في خطر الإصابة بمشاكل صحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
ما يزال تأثير الكافيين على ضغط الدم موضعاً للنقاش، حيث أنه من المعروف أن شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين يسبب ارتفاعاً مؤقتاً في ضغط الدم، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير يظل مؤقتاً أو يصبح طويل الأمد، لذلك ولمعرفة فيما إذا كان الكافيين يتسبب برفع ضغط الدم لديك، قم بفحص ضغطك في غضون 30 دقيقة من شرب فنجان من القهوة أو من المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين والتي تقوم بشربها بانتظام، فإذا زاد ضغط الدم لديك لأكثر من خمس درجات، ففي هذه الحالة قد يكون ضغطك حساساً تجاه المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين.
إن الإجهاد أو القلق يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت، لذلك حاول اكتشاف الأشياء التي تشعرك بالإرهاق، مثل العمل، أو الأسرة، أو المال، أو المرض، فبمجرد أن تعرف ما الذي يسبب لك التوتر، يمكنك معرفة الكيفية التي يمكنك فيها القضاء عليه أو الحد منه، وإذا لم تتمكن من القضاء على جميع الضغوطات التي تؤرقك، يمكنك على الأقل عندئذ التعامل معها بطريقة صحية.
إذا كانت تعاني من مشاكل في ضغط الدم، فعليك أن تراقبه بانتظام، ولذلك قد تكون بحاجة لتتعلم كيفية القيام بذلك في المنزل، كما أنه لا بد من إجراء زيارات منتظمة إلى طبيبك، فهذه الزيارات قد تساعدك على مراقبة ضغط الدم لديك بطريقة أفضل، لذلك قم بإيجاد طبيب رعاية أولية خاص بك، وحدد أوقات زيارة منتظمة للذهاب إليه.
إن الدعم من قبل العائلة والأصدقاء يمكن أن يساعدك على تحسين صحتك، حيث يمكنهم تشجيعك على رعاية نفسك، كما يمكنهم تذكيرك بضرورة الذهاب إلى الطبيب أو إلى ضرورة الالتزام بممارسة البرامج المخصصة لك للمحافظة على انخفاض ضغط الدم.