نصائح لإنقاص الوزن في السنة الجديدة

بعد الإنتهاء من موسم الأعياد، ليس من المستغرب أن تكون إحدى أكثر قرارات السنة الجديدة شيوعاً هي السعي لإنقاص الوزن، وفي الوقت الذي يستلزم فيه الوصول إلى الوزن الصحي الكثير من الالتزام وقوة الإرادة، فهناك بعض الأساليب المجربة والمختبرة التي ينبغي أن تجعل هذه المهمة أسهل.

ليس هناك شك في أن الأشخاص الذين يمتلكون أوزاناً مثالية يعيشون حياة أطول وتكون حياتهم أكثر صحة، وأن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم الأكثر عرضة للمعاناة من مرض السكري، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السرطان، هشاشة العظام، ومشاكل في الخصوبة، كما أنهم أكثر عرضة للموت في سن مبكرة، وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم لا يعتبر مقياساً مثالياً، ولا سيما بالنسبة للأشخاص النحيلين الذين يمتلكون وزناً ثقيلاً ناتجاً عن العضلات، ولكنه مؤشر جيد لجزء كبير من السكان، والجدير بالذكر أن مؤشر كتلة الجسم المثالي يتراوح بين 22.5 إلى 25، ولكن عندما يصل إلى ما بين 30 و35، فإن مقدار العمر المتوقع يقل من سنتين إلى أربع سنوات، وعندما يصل مؤشر كتلة الجسم إلى ما بين 40 و45 تصبح حياة الشخص أقصر بثمانية إلى عشرة أعوام، وعادة ما تحدث العديد من الوفيات لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن نتيجة لأمراض الأوعية الدموية.

تبعاً لـ(آشلنج بيجيت)، المتحدثة باسم جمعية السكري البريطانية، فإن الكثير من الأشخاص يسمحون لأنفسهم بتناول الطعام الزائد خلال فترة الأعياد على وعد أنهم سيبدأون باتباع نظام غذائي قاسٍ مع بداية العام الجديد، وهذه ليس الطريقة الأفضل لمباشرة العام، فكما يعلم الجميع، يجب على الأشخاص أن يكونوا معتدلين في جميع الأوقات، ففقدان الوزن يتطلب إجراء تعديلات على نمط الحياة والنظام الغذائي وعدد السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص خلال يومه، وذلك بالطبع إلى جانب التغلب على الحواجز النفسية أيضاً.

يعتبر العامل النفسي هو العامل الرئيسي الذي يمكن أن يكون عقبة حقيقية في وجه الشخص، ولكن استخدام المصطلحات الإيجابية يمكن أن يساعد، فليس عليك أن تُؤطّر هدف فقدان الوزن بعبارات سلبية، لأن ذلك يزيد من الرغبة الشديدة فيه، فبدلاً من استخدام مصطلح “الاستغناء” عن هذا الطعام، و”عدم تناول” ذلك الطعام مرة أخرى، حاول الاستمتاع بروتين صحي يضع بعض القيود على بعض أنواع الأطعمة، وبعد ذلك لن تشعر بتلك الرغبة الشديدة للطعام.

ينبغي أن يكون الهدف الأول هو تحقيق الاستقرار في أنماط تناول الطعام، فبالنسبة للأشخاص الذين يأكلون متى وعندما يستطيعون، فإن هذا يعني فرض النظام على حياتهم، ووضع أوقات أكثر اتساقاً لوجبات الطعام، فاتباع روتين ملائم بالنسبة لوجبات الطعام يساعد على السيطرة على الجوع، وبمجرد السيطرة على إيقاع تناول وجبات الطعام، حاول التقليل من أحجام تلك الحصص، وعدد المرات التي تتناول فيها الوجبات السريعة والحلوى مثل الكعك والشوكولاته، ولا تنظر إلى الغذاء على أنه عدو، فالكثير من الأشخاص الذين يحاولون انقاص وزنهم يقول بأنهم يكرهون تناول الطعام، وبهذا يصبح الطعام تجربة مرهقة لأنهم يشعرون بأنه خارج نطاق سيطرتهم، لذلك حاول التمتع بالطعام مرة أخرى، وأغلق التلفزيون وانتبه إلى ما تقوم بمضغه داخل فمك.

هناك المزيد من الجهود التي يمكن بذلها في سبيل فقدان الوزن إلى جانب خفض السعرات الحرارية، لذلك انظر إلى نمط الحياة الذي تتبعه بصفة عامة لتعرف ما هي التغييرات الصغيرة التي يمكن أن يتم اتخاذها على الفور، والتي يمكن أن تثمر مع مرور الزمن، ولكن تذكر أن تكون كل الالتزامات التي ستقوم باتخاذها واقعية وقابلة للتحقيق، وهذا قد يعني المشي أو ركوب الدراجات لمحل البقالة بدلاً من الذهاب إلى هناك بالسيارة، أو النزول من الحافلة قبل موقف أو اثنين من المكان الذي تريد النزول فيه مرة واحدة في الأسبوع، والاستغناء عن ذلك الجزء الضئيل من البطاطس أو الحلوى الذي تتناوله خلال اليوم، وبشكل عام، يمكنك أن تبدا بأشياء صغيرة لتتعاظم التزاماتك مع مرور الوقت.

قد يشهد العام الجديد انفجاراً في بدعات وتخريفات الوجبات الغذائية، ولكن (بيجيت) تحذر من ذلك، فالالتزام بالحمية غالباً ما يكون صعباً على المدى الطويل ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن إذا لم يغير الأشخاص من أسلوب حياتهم وسلوكهم بعد إنتهائها، لذلك فإن أي شيء لا يتضمن تغيير نمط الحياة لن يكون إستراتيجية ملائمة لفقدان الوزن.

عندما أراد (تيم سبيكتور)، وهو مؤلف كتاب أساطير النظم الغذائية وأستاذ علم الأوبئة الوراثية في كلية كينغز في لندن، أن يفقد حوالي 10 كيلو غرامات من وزنه أصبح نباتياً، وتخلى تقريباً عن كافة الأطعمة المصنعة – بما في ذلك اللحم المقدد والنقانق واللازانيا المجمدة- واعتمد في غذائه على مجموعة واسعة من الفواكه والخضار، وكان عليه حتى ابتكار وجبات جديدة في بعض الأوقات، وتبعاً لما أشار إليه، فقد كان ذلك جيداً بالنسبة لمكروبات الأمعاء لديه، والمجتمعات الغير مرئية من الكائنات الدقيقة التي تعيش في قناته الهضمية.

يبدو بأن ميكروبات القناة الهضمية تمتلك تأثيراً على وزن الجسم، وذلك إلى جانب الكثير من الجوانب الأخرى التي تدخل ضمن علم الأحياء البشرية، مثل نظام المناعة، وحتى المزاج، ففي إحدى الدراسات المهمة، قام الباحثون بأخذ بكتيريا الأمعاء من زوج من التوائم البشريين، كان أحدهما يعاني من السمنة المفرطة في حين كان الآخر نحيلاً، وبعد ذلك قاموا بنقل هذه البكتيريا إلى الفئران وشاهدوها وهي تنمو، ومن خلال ذلك، وجد الباحثون بأن الفئران التي تلقت بكتيريا الأمعاء التي تعود للتوأم ذو الوزن الزائد بدأت أجسامها بتصنيع المزيد من الدهون، في حين أن تلك التي تلقت البكتيريا من التوأم النحيل حافظت على وزنها الصحي.

يدعو (سبيكتور) لتناول طعام متنوع لزيادة تنوع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، وهذا يعني تناول مجموعة متنوعة من الخضروات، فالأشخاص النحيلين، كما يقول، عادة ما يمتلكون مجتمعاً أكثر تنوعاً من الكائنات الدقيقة في أحشائهم، مما يشير إلى أن بعض سلالات البكتيريا تلعب دوراً في السيطرة على وزن الجسم.

أخيراً، يشير (سبيكتور) إلى أن الأمر الأهم هو أن تقرر ما تريد أن تخسره، ومن ثم أن تضع بعض الأهداف التي يمكن تحقيقها، وأن تقوم بالسير نحوها بأفضل وسيلة ممكنة، فليس هناك نظام غذائي واحد يناسب الجميع.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير