لا اتفاخر انني ظننت يوماً ما بأنه ليس للعرب نصيباً من السفر إلى الفضاء، أجل لقد زار العرب الفضاء وعَملوا بجهدٍ أيضاً لتطوير الصواريخ وبرامج الفضاء الخاصة بهم، وبالطبع واجهوا بعض النجاحات وبعض الإخفاقات أيضاً.
من باب التبشير بالخير، دعونا نبدأ بالحديث عن النجاحات التي حدثت والنجاحات المُنتظِرة الحدوث:
ربما يغفل البعض أن لبنان تبنت برنامجها الفضائي قبل أي دولة أخرى في الوطن العربي؛ ففي الستينات وسط الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفيتي، لمعت لبنان بإطلاق صاروخها أرز 8 عام 1966 الذي تجاوز الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي أو ما يُسمي بخط الكارامان.
عام 1982، اتفقت شركة عرب سات مع ناسا على إرسال اخصائي حمولة مع القمر الصناعي عند الإقلاع ليكون ممثلاً عنه. وبالفعل عام 1985 صعد سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود للفضاء، تحديداً إلى محطة الفضاء الدولية حيث قام بخمس تجارب علمية من تصميمه هو ولجنة علمية سعودية وأطلق القمر الصناعي عرب سات 1-ب، ليكون بهذا أول سعودي عربي مسلم يصعد إلى الفضاء وأول رجل من عائلة ملكية كذلك. قضي سلطان سبعة أيام في الفضاء.
صورة لسلطان بن سلمان مع باقي أعضاء فريقه. الحقوق: ناسا.
في اتفاقية مشتركة بين الاتحاد السوفيتي ودول التحالف، استطاع العقيد محمد فارس من سوريا عام 1987 أن ينضم للمهمة الفضائية على متن المركبة الفضائية Soyuz TM-3. انطلقت المركبة إلى محطة الفضاء السوفيتية الروسية MIR وعلى متن المحطة، قام محمد فارس بإجراء التجارب العلمية على مدار ثمانية أيام.
صورة لرائد الفضاء السوري محمد فارس. المصدر: موقع Space facts.
تفخر دولة الإمارات بكونها أول وكالة فضاء عربية وصاحبة أول مشروع عربي إسلامي لاستكشاف كوكب المريخ من خلال المسبار المستقبلي؛ مسبار الأمل.
في مركز يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء، يتدرب الآن اثنان من أبناء الإمارات هما هزاع المنصور الذي سيكون أول رائد فضاء اماراتي وفهد نيادي الذي تم اختياره كبديل. سينطلق هزاع المنصور في الخامس والعشرين من سبتمبر أيلول لهذا العام ضمن البعثة الواحدة والستين إلى محطة الفضاء الدولية، وسيبقى فيها لثمانية أيام يقوم بالتجارب العلمية في مجال تأثيرات الجاذبية الميكروية.
يوم بجانب العمل على إرسال الرواد إلى الفضاء، تُخطط الوكالة أيضاً لإطلاق قمر صناعي سُمي بمزن مصمم من قِبل طلاب إماراتيين ليقوم بدراسة الغلاف الجوي للأرض وظاهرة الاحتباس الحراري. من المقرر إطلاق القمر الصناعي من قِبل وكالة الفضاء اليابانية في نهاية عام 2019.
أًطلق القمر الصناعي ليحل محل الأقمار الصناعية السابقة EgyptSat-1 و EgyptSat-2 التي قُطع الاتصال بها بعد الإطلاق. القمر EgyptSat-A أُطلق من كازاخستان على متن المركبة Soyuz2-1b في فبراير شباط 2019، القمر هو تصنيع مصري روسي ومن المفترض أن يقوم بالتصوير عن بعد لسطح الأرض ليخدم أغراض التخطيط العمراني ودراسة البيئة وتصوير الصحراء.