التصنيفات: الصحة الجيدة

ميكروبات الأمعاء مسؤولة عن نقص البروتين الحاد (الكواشيوركور)

يمتلك البشر حوالي 100 ترليون بكتيريا في أمعائهم، ودائماً ما يجد العلماء دلائل جديدة على أن هذه الميكروبات يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في حياتنا، حيث تساهم في حدوث حالات صحية تتنوع بين الإصابة بالسمنة وحتى مرض التوحد، كما أصبحت تقنية زرع البراز منتشرة بكثرة بحيث يتم استعمال البكتيريا الجيدة الموجودة في الفضلات لعلاج جميع أنواع الأمراض المعوية.

في هذا السياق، وجدت دراسة تم نشرها في مجلة (Science Translational Medicine) دليلاً قد يشير إلى أن بعض ميكروبات الأمعاء السيئة قد تكون مسؤولة بشكل جزئي عن شكل رهيب من أشكال سوء التغذية يسمى (الكواشيوركور) أو نقص البروتين الحاد، حيث قام الباحثون بأخذ عينات من براز زوجين من التوائم البشرية من ملاوي في أفريقيا، وكان واحد من توائم كل زوج يعاني من (الكواشيوركور) بينما كان الآخر بصحة جيدة، ومن ثم قام الباحثون بزرع هذه العينات في الفئران.

استناداً لدراسة سابقة كانت قد صدرت عن المختبر ذاته وأشارت إلى أن هناك نوع من بكتيريا الأمعاء قد يكون مساهماً محتملاً بالتسبب في نقص البروتين، وجد الباحثون في هذه الدراسة، أن التوائم التي تعاني من نقص البروتين تميل لأن تمتلك كميات أكبر من ميكروبات القناة الهضمية التي تسبب المرض، مثل بكتيريا E. القولونية (البكتيريا الإشريكية القولونية)، في حين كانت التوائم التي تتمتع بصحة جيدة تمتلك لميكروبات أمعاء صحية، كما أنه عندما تم إعطاء الفئران ميكروبات القناة الهضمية المأخوذة من المصابين بنقص البروتين، وتم تقديم نظام غذائي للفئران مشابهاً للنظام الغذائي الذي يتم إعطاؤه لأطفال ملاوي، أصبحت الفئران تعاني من فقدان شديد في الوزن وتدهورت حالتها الصحية مقارنة مع الفئران التي حصلت على بكتيريا الأمعاء من التوأم الصحيح، وبالإضافة إلى ذلك فإن الفئران التي تناولت غذاء فئران اعتيادي عانت من فقدان أقل بكثير في الوزن وكانت تتمتع بصحة جيدة نسبياً بغض النظر عن نوع ميكروبات القناة الهضمية التي حصلت عليها.

الجدير بالذكر أن مرض (الكواشيوركور) يصيب الأطفال نتيجة لعدم حصولهم على ما يكفي من البروتين، وهو مرض يمكن علاجه عن طريق تصحيح النظام الغذائي، ولكن المشكلة تكمن بأن الأطفال الذين يصابون بمرض (الكواشيوركور) في مرحلة الطفولة يكونون معرضين لخطر الإصابة بمشاكل جسدية أو عقلية لبقية حياتهم إذا لم يستطيعوا الحصول على المساعدة بسرعة.

لا تزال البحوث في مراحلها الأساسية، كما أن البحث لا يشير للتوصل إلى علاج مباشر أو دواء معين، فمع مثل هذا العينات القليلة لن يكون بالإمكان توضيح الكيفية التي يمكن فيها لهذه النتائج أن تنطبق على الشعوب الأخرى التي تعاني من مشاكل في التغذية، ومن جهة ثانية فقد وجدت دراسة أخرى قام بها المختبر ذاته في بنغلاديش أن العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يفتقرون لوجود بكتيريا الأمعاء الجيدة، ولكن مؤلفو الدراسة الجديدة يقولون بأن الاستمرار في دراسة ميكروبات الأمعاء لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يمكن أن يساعد العلماء والأطباء على معرفة مدى فائدة العلاجات التي يقومون بتقديمها للمرضى، كما أن الاستمرار بالدراسة يمكن أن يساعد في تحديد الأطفال الذين يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بحالة من سوء التغذية الحادة في المستقبل.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير