التصنيفات: إعلام

ميثاق شرف لأخلاقيات الصحافة

بما أن الصحافة حق، فإن لها حقوق و واجبات، حقوقها، هو أن تتحلى بحرية واسعة للتعبير، مع العلم بان الحرية لا تكون مطلقة، لأنها تحدد بحريات الاخرين، أما واجباتها فهي الالتزام بمسؤولياتها و التي ترتكز على خدمة المجتمع، من خلال احترام ذاتيته، ثقافته, مكانته الاجتماعية، و قوميته. و من ما لا شك فيه، أن هناك علاقة وطيدة بين الحرية و المسؤولية، فالاولى التي لا تقترن بمسؤولية، يمكن أن تتعرض للتحريف والتزوير، أو حتى لنقل أخبار لا تتناسب مع المجتمع الذي تكمن فيه، أما إن فقدت الحريات، فاستحالة ان تطبق المسؤوليات. لذلك دُور الإعلام، يجب أن تمتلك وثيقة خاصة أو نظام صحفي يحفظ هاتين السمتين ( الحرية و المسؤولية )، و ذلك بتوافر وسائل تساهم في ذلك, لتحقيق الاهداف المنشودة.

و مصطلح الأخلاقيات الصحافية، لا يعتبر حديثا فقد ظهر في 1916 في السويد ثم تلتها فرنسا بعد عامين من نشره. و قد اعتبر هذا المصطلح من أهم الأسس التي وضعت، في حين أن بعض الصحفيين و الباحثين، قابلوه بعدم الرضا لأنه يفرض بهذه الطريقة قيودا على حرية الصحافة المطلوبة من قبل الكثيرين. و قد تم بناء هذا الرفض على تجارب كثيرة تمت في العالم الثالث.

و بالرغم من هذا، كان لا بد أن يتم نشر هذا الميثاق أو ما يسمى بـ ( ميثاق شرف ) يوضح الأساسيات التي يجب أن يلتزم بها الصحفي خلال عمله، و ذلك بسبب االإعلام المعاصر و ما به من تطور سريع في الأوضاع الصحفية. و من أهم الأهداف التي يرتكز عليها هذا الميثاق:

1-      حماية الجمهور، من التضليل و التشويه او نشر افكار معينة على حساب اخرى.

2-      حماية الصحفيين، من إجبارهم على العمل بما لا يتناسب مع ضمائرهم تحت تهديد أو تخويف.

3-   حماية الصحافة، و ذلك بحقها في الحصول على المعلومات بأي طريقة كانت في أي مجال كان ( إلا ما يتعلق بالدفاع أو الأمن القومي و ما إلى هنالك)، و حرية نشرها ليتمكن الجمهور من معرفة الأوضاع الراهنة بصورة صحيحة، و بالتالي بناء الأفكار.

و هناك حتى الآن 50 دولة تملك ميثاق شرق لها. و يتم إصدار هذه المواثيق بطريقة من اثنتين، إما عن طريق ( اختياري ) تقوم بوضعه منظمات مهنية أو مجالس صحفية بالمشاركة مع عدد من الصحفيين. أو عن طريق ( فرضي ) و تقوم بوضعه سلطات حكومية معينة، أو قد يكون عن طريق مجلس للصحافة تشكله الحكومة، و يحكمه القانون !!

و في هذا النوع غالباً ما تكون له أهداف معينة فيتم وضع شروط تلزم الصحفيين بعدد من الأمور كحماية السلطة و عدم نقدها أو تشويه صورتها للجمهور. و من المؤكد أن هذه ليست وظيفة مواثيق الشرف التي تم بناؤها و الاتفاق عليها.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
ديما أبو سمرة