كيف تحمي معلوماتك الشخصية في الفضاء الرقمي

يمتلك الكثير منا اليوم معلومات أقل فيما يتعلق بحماية معلوماتهم على الفضاء الرقمي، وهو ما قد يسمح في الكثير من الأوقات للتطفل على معلوماتهم، أو بياناتهم، واستغلالها لأغراض خبيثة. ظنا منهم أن ما يحتويه هاتفه أو بريده الإلكتروني من معلومات أو صور عائلية أو غيرها من المواد، لا يستحق عناء المخترقين و المحتالين إلكترونيا.

معلوماتك في الفضاء الرقمي على قلة قيمتها لغيرك حسب اعتقادك، قد تكون بوابة للمحتالين والمخترقين، يدخلوا من خلالها لعمليات معقدة أخرى أكبر بكثير مما تظن، فقد يتم استغلال صورك الخاصة والشخصية والعائلية لبناء هوية مزيفة لأحد المحتالين الإلكترونيين، والعبث من خلالها مع جهات أخرى.

لمعرفة كيفية حماية حساباتك سواء على أجهزتك الإلكترونية، أو الخدمات السحابية المختلفة التي تستخدمها، يتوجب عليك اتباع عدد من الخطوات … سأختصرها لك على الشكل التالي:

أولا إنشاء كلمة المرور الصحيحة

المقصود هنا أن تكون كلمة المرور معقدة بالنسبة لغيرك سهلة بالنسبة لك، مما يعني عدم كتابة كلمات من السهل معرفتها وتخمينها من قبل المخترقين، كأن تكون تاريخ ميلادك، او اسم لابنك أو اسم من تحب، أو كلمة من الكلمات السهلة المعروفة مثلا: 123456 أو abc@123 وهكذا وغيرها من الكلمات المتوقعة والمكررة.

ثانيا الحذر من الروابط والملفات مشبوهة

تصلنا جميعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل القصيرة SMS روابط أو ملفات نفتحها دون التدقيق في مصدرها. كأن يصلك إعلان عن جائزة أو مساعدة مالية، أو أن يصلك ملف من خلال البريد الإلكتروني على أشكال مستندات أو ملفات مضغوطة يقوم بإرسالها شخص منتحل لصفحة رسمية، هدفها إثارة فضولك لفتح هذه الملفات. لتقع بعدها في فخ سرقة معلوماتك أو التحكم في حساباتك.
والأصل قبل فتح أي ملف إلكتروني، أو الضغط على أي رابط هو معرفة جهة الإرسال وتتبع المعلومات الواردة منها، والتأكد أن هذه الرسالة صحيحة، وأن البريد الإلكتروني المرسل منه بريدا صحيحا، فلا يمكن أن ترسل لك فيس بوك مثلا رسالة إعادة تعيين كلمتك المرورية من بريد Gmail أو Yahoo مثلا.

ثالثا استخدام نظام مضاد للفايروسات والبرمجيات الخبيثة

تعتمد برامج الحمادية الذكية على فحص الجهاز وإزالة ما يضره، وذلك على كل جهاز تستخدمه، مع وجوب اختيار النظام او التطبيق الأكفأ والمعروف لدى شركات التقنية، والحذر من استخدام برامج غير معروفة لمجرد وجود اعلان جذاب لها، إذ قد تكون هذه البرامج هي بوابة الدخول إلى عالمك الرقمي. حيث تقوم بفتح بوابة خلفية للمخترقين. والأصل الاستعاضة عنها بما هو معروف ومنتشر.

رابعا تحديث الأنظمة

يهمل كثير منا تحديث أنظمة التشغيل الخاصة بهم. سواء أنظمة التشغيل للأجهزة أو تحديث أنظمة الحماية نفسها، فوجب العلم أن التحديثات غالبا ما تكون من أجل سد ثغرات أمنية وجد المقرصنون طريقة لاختراقها، فتقوم شركات الحماية بالعمل الدائم على تحديث بياناتها ومعلوماتها الأمنية لسد أي فجوة جديدة.

خامسا استخدام المصادقة الثنائية أو المتعددة العوامل

تعتبر هذه الأدوات بمثابة طبقة أمان إضافية لتسجيل الدخول حيث تقوم بالتحقق من الشخص بعدة طرق أخرى بعد تسجيل الدخول بكلمة مرور صحيحة. فتطلب من المستخدمين إدخال رقم جديد OTP (كلمة مرور لمرة واحدة) ترسل عبر الرسائل القصيرة إلى جوالك أو تكون مثبتة على شكل برنامج في هاتفك.
تعتمد بعض المنشئات الاقتصادية جهازا مولدا للأرقام تحتفظ فيه معك وتستخدمه فقط للدخول إلى هذا الحساب الأمني أو غيره. فيما تستخدم مؤسسات أو منشئات أخرى مقياس حيوي كبصمة الإصبع أو بصمة العين، وبالتالي حماية أكبر بكثير.

سادسا النسخ الاحتياطي لملفاتك

نسخ ملفاتك على جهاز تخزين خارجي أو اسطوانة ليزرية يحمي هذه البيانات من التلف والضياع. وتفيدك في الحفاظ على معلوماتك المهمة في حال تمت قرصنتها من قبل فيروس الفدية الذي يستهدف الكثير من العاملين في المجالات الحيوية المختلفة، فيجمد معلوماتهم ويطلب مقابل الإفراج عنها مبالغ مالية. مع إمكانية نسخ معلوماتك على التطبيقات السحابية المختلفة، وبالتالي الدخول إليها في أي وقت تستدعيه الحاجة.

سابعا أنظمة إدارة كلمات السر

تعمل على حفظ كلمات السر الخاصة بحساباتك حتى لا تنساها وفي الوقت نفسه تقوم بحمايتها من المخترقين، وبالتالي هي بديل ممتاز عن حفظ كلمات المرور الخاصة بك على المتصفحات التي تكون احتمالية اختراقها أكبر من أدوات حماية كلمات المرور.

ثامنا تنزيل البرامج والتطبيقات من المتاجر الموثوق بها

ما لا يجب الإستهانة به هو تحميل البرامج والتطبيقات من الأماكن الامنة والموثوقة، وقد وفرت معظم المؤسسات اليوم متاجر للتطبيقات تقوم بفحص التطبيقات المعروضة عليها وتفقدها قبل نشرها، والتأكد من خلوها من المشاكل. وتعتبر مصدرًا موثوقا يجب اعتماده. وعدم المغامرة بتحميل تطبيقات من جهات خارجية على اعتبار انها مجانية أو بأسعار أقل. إلا انها قد تكون مصحوبة بوابل من المشاكل التقنية والبرمجيات الخبيثة.

هذه الاقتراحات التي ينصح بها خبراء التقنية بشكل عام، تفيدك في الحفاظ على خصوصيتك على الشبكة العنكبوتية، وهي لا تعني عدم قدرة المخترقين على الدخول إلى حساباتك بشكل نهائي، ولكنها تشكل حائط الحماية الأول والأساسي الذي لا يجب الاستهانة به.

شارك
نشر المقال:
إبراهيم صفا