بزوغ نجم شركات التكرير في أفريقيا، يدفع الدول الأفريقية إلى الاستقلال اقتصاديا على المدى البعيد (شترستوك)
وفقاً لإحصائية حديثة أجرتها شركة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة الواقعة مقراتها في 30 دولة حول العالم، فإن أكثر من 20% من شركات تكرير النفط في العالم معرضة لخطر الإغلاق، ويرجع ذلك إلى انخفاض أرباح البنزين وزيادة الضغوطات العالمية للتقليل من انبعاثات الكربون، بعد أن أجريت الدراسة على 465 منشأة تكرير نفط حول العالم.
وتسلّط الإحصائية الضوء على كلٍّ من أوروبا والصين كمحطتين أساسيتين، إذ يمتلكان أعلى معدّل من مصافي التكرير المعرّضة للخطر، وهو ما سيؤدي إلى خسارة محتملة لحوالي 3.9 مليون برميل يوميا ناتجة من طاقة التكرير. وتشمل العوامل التي تساهم في هذه المخاطر: صافي الهوامش النقدية، وتكاليف انبعاثات الكربون، وهياكل الملكية، والاستثمارات البيئية، والأهمية الاستراتيجية لهذه المصافي.
ويشير التقرير إلى أنّ من بين جميع المصافي المتضررة التي أجريت عليها الدراسة، ثمّة 45% منها يقع في أوروبا، وتحديدا في 11 موقعا مختلفا في القارة. كما أنّ البيانات الصادرة عن هيئة كونكاو الصناعية تقول بأنّ حوالي 30 مصفّاة أوروبية قد أغلقت خلال العقد الماضي، وأنّ حوالي 90 مصفّاة حالية قيد التشغيل.
ويعزّى سبب الإغلاق إلى عدّة عوامل، أهمها صعود نجم الشرق الأوسط وقارة آسيا واشتداد المنافسة من قبل المصانع الحديثة والأكثر كفاءة، فضلا عن تأثير جائحة كوفيد-19 الذي نال ما ناله من الشركات.
وأظهرت إحصائيات وود ماك أنه من المتوقع أن ينخفض سعر البنزين مع الاقتراب من نهاية العقد الحالي، ويعود سبب هذا الانخفاض إلى عدة عوامل: انخفاض الطلب على البنزين، وتخفيف العقوبات على روسيا، وتنفيذ ضرائب الكربون المتوقعة. وهذا يعني أنّ هوامش الربح للشركات سيقلّ مستقبلا.
كما أنّ افتتاح مصفاة دانغوتي لتكرير النفط في نيجيريا، والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 650 ألف برميل يوميا، يشكّل تهديدا كبيرا لمصافي التكرير الأوروبية. ومن المتوقع أن تنهي هذه المصفاة اعتماد أفريقيا على واردات البنزين الأوروبية في فترة وجيزة، وقد تؤدي إلى تفاقم ضغوط المنافسة التي تواجه المنشآت الأوروبية وتسريع تراجع تلك الشركات في المستقبل القريب.
وما هو جدير بالذكر أنّ قيمة البنزين الذي تستورده القارة الأفريقية سنويا تعادل قيمته 17 مليار دولار، وقد بدأت مصفاة دانغوتي بالعمل مع مطلع هذا العام في يناير/كانون الثاني.
مصدر: