التصنيفات: الصحة الجيدة

متى يجب أن نتوقف عن التدريب في حال الشعور بالألم؟

جميعنا سمع بعبارة “لا ربح بدون ألم”، ولكن هناك حد لمقدار الألم الذي يجب أن نتحمله خلال جلسة التمرين، والمدى الذي نستطيع الوصل إليه على مقياس الألم قبل أن نعاني من عواقب قد تكون وخيمة، لذلك ومن أجل فهم أفضل لكيفية رسم هذا الخط البياني، إليكم بعض النصائح التي قد تكون مفيدة في هذا الموضوع.

يقول الدكتور (ميتزل)، بشكل عام، إن لم يشعر الشخص بالقليل من الألم أثناء التدريب، فإن التدريب لا يكون يؤتي ثماره المطلوبة، فالألم والشعور بعدم الارتياح هو بالتأكيد جزء من الوصفة الطبية لممارسة الرياضة بالنسبة لأي شخص يريد اكتساب المزيد من اللياقة البدنية، ولكن من ناحية أخرى فإن هذا الأمر قد يؤدي لحدوث ألم غير صحي ويجعل الشخص في موقف غير مريح، فكيف لنا أن نعرف متى يصبح الألم أكثر من اللازم؟

يبدو أن هناك طريقة سهلة نسبياً للتمييز بين القليل من الآلام العضلية الصحية، والإصابة العضلية الفعلية التي يمكن تتطور لتصبح أكثر خطورة مالم تلق العناية والاهتمام اللازمين، حيث أن الألم الذي يمكن أن يحدث تغييراً في الطريقة التي تتحرك بها، أو الألم الذي يمكن أن تشعر به في العظام والأنسجة الرخوة هو ألم غير صحي، لذلك فإذا كان الألم في الساق يغيّر من الطريقة التي تركض بها أو المشكلة في الكتف تغيّر من الطريقة التي تسبح بها، فإن عليك أن تقوم بفحص هذه المشكلة، لأن عدم الاهتمام بها قد يجعل الألم يصبح أسوأ ويخلق مشكلة أكبر.

إضافة إلى ذلك، من المفيد أن نعلم بأن ليس جميع الآلام التي يمكن أن تنتج عن ممارسة التمارين الرياضية تكمن في الجهازين العضلي وفي الهيكل العظمي، فإذا كنت تعمل مثلاً على تحسين حالة القلب والأوعية الدموية لديك، فيجب أن تعلم أن هناك حدود لمقدار السرعة التي تريد لتنفسك أن يصل إليها، أو المعدل الذي يجب لسرعة ضربات قلبك أن ترتفع إليه في ذروة التمارين الرياضية.

تبعاً للدكتور (ميتزل)، فإن تزايد معدل الشهيق والزفير هو بالتأكيد دليل على زيادة مقدار شدة التمارين الرياضية، ولكن إذا ما كان ذلك يترافق مع الشعور بالدوار أو الإغماء أو تلك الأنواع من الأعراض، فلا بد حينها من أخذ الأمر على محمل الجد والتحقق من ذلك مع طبيبك المختص.

ولكن فيما يخص موضوع التقييم الشخصي للألم، فقد وجدت العديد من الدراسات بأن هذا التقييم قد لا يكون دقيقاً دائماً، فمثلاً بالنسبة لمقياس بورغ – وهو مقياس يقوم بقياس مستويات المجهود الذي يبذله الشخص أثناء ممارسته للتمارين الرياضة على مقياس مقسم من واحد إلى 20- فبالرغم من أنه قد أثبت جدارته كأداة تشخيصية مفيدة، إلّا إنه قد يكون مخادعاً نوعاً ما، ففي دراسة تم إجراؤها في عام 2008، قام الباحثون بمقارنة ارتفاع ضغط الدم الفعلي للمشاركين مع تقييمهم لمقدار ارتفاعه أثناء ممارستهم للتمارين الرياضية باستخدام مقياس بورغ، ووجدوا بأن تقييم المشاركين للألم كان أقل من القياس الحقيقي لارتفاع ضغط الدم.

من العقبات الأخرى التي تواجه موضوع تقييم الشخص للألم، هو أن عتبات الألم لدى الأشخاص تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وهذا يعني أن الأرقام ذاتها يمكن أن تختلف تماماً ما بين الأشخاص، وفي هذا السياق قامت دراسة أجراها المعهد النرويجي للصحة العامة بالبحث في الأدوار المحتملة التي يمكن أن تلعبها كل من المورثات الجينية والعوامل البيئية في تحديد مقدار تحمل الألم لدى الشخص، ولكن مدى تأثير هذه العوامل ما يزال بحاجة لإجراء المزيد من البحوث.

بحسب (ميتزل)، عندما يتعلق الأمر بتحمل الألم، يبدو أن النساء هن أكثر عرضة من الرجال للتعرض للإصابات وتفاقم حالتهن قبل التماس العناية الطبية، حيث يعتقد (ميتزل) بأن النساء أشد تحملاً من الرجال، فبشكل عام، إذا ما تعرض الرجل لإصابة ما سببت له ألماً سيئاً فإنه عادة ما يتوقف، ولكن النساء عادة ما يكن أكثر صرامة في هذا الموضوع، حيث يتابعن في دفع أنفسهن حتى آخر رمق، وهذا الأمر يمكن أن يعتبر نعمة ونقمة في ذات الوقت، فهو نعمة لأنه يجعل منهن رياضيات ممتازات، ولكنه نقمة لأنه في بعض الأحيان يفاقم من حالات الإصابات المعتدلة ويجعلها تصبح أسوأ بكثير، لأن النساء يتابعن تمارينهن رغم شعورهن بالألم دون الاستماع إلى الإشارات التي تصدر عن أجسامهن.

تميل الإصابات التي تحدث نتيجة لممارسة التمارين الرياضية لأن تكون نتيجة للإفراط بممارسة التمارين، وهذه الإصابات عادة ما تُترك دون اهتمام، وبذلك تتحول آلام الأوتار مثلاً إلى التهاب في الأوتار، أو تتحول إصابات الإجهاد المتكرر لتصبح كسوراً، لذلك فمن المهم جداً أن نولي اهتماماً للمؤشرات التي تخبرنا إياها أجسامنا، وأن نعالج هذه الأنواع من آلام في مراحلها المبكرة.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير