التصنيفات: الصحة الجيدة

في أسبوع الوقاية من سرطان عنق الرحم: حقائق وخصائص وتوعية

يتم تشخيص مئات النساء بالإصابة بسرطان عنق الرحم في العالم كل يوم، وعادة ما تفقد ثلث هذه النساء حياتهن بسبب المرض، ولكن بفضل فحص عنق الرحم وبرنامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، أصبح بالإمكان الوقاية من سرطان عنق الرحم إلى حد كبير، وذلك على الرغم من أن الإقبال على فحص عنق الرحم ينخفض في كل عام.

خلال أسبوع الوقاية من سرطان عنق الرحم، والذي يمتد في الفترة ما بين 24 إلى30 كانون الثاني/ يناير، سنلقي نظرة حول الأعراض والإحصائيات والحقائق التي تحيط بهذا المرض.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

سرطان عنق الرحم هو عبارة عن نمو غير طبيعي للخلايا التي تنشأ في عنق الرحم، وهناك نوعان رئيسيان من سرطان عنق الرحم، وهما سرطان الخلايا الحرشفية الذي يصيب الخلايا التي تغطي السطح الخارجي لعنق الرحم، وسرطان الخلايا الغدية الذي يؤثر على قناة باطن عنق الرحم -الممر المؤدي إلى الرحم-، ووفقاً للأبحاث، فإن سرطان الخلايا الحرشفية هو الأكثر شيوعاً بين النوعين.

يتم تقديم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12-13 عاماً كجزء من برنامج هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتطعيم الأطفال، وهو لقاح يحمي من سرطان عنق الرحم، حيث أن فيروس الورم الحليمي البشري هو الاسم المعطى لعائلة الفيروسات، وتصنف الأنواع المختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري ضمن تصنيفين رئيسيين: فيروس الورم الحليمي البشر ذو المخاطر المنخفضة وفيروس الورك الحليمي البشري ضو المخاطر المرتفعة، ويمكن الإصابة بهذا الفيروس من خلال الاتصال الجنسي مع شخص مصاب به، ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن سرطان عنق الرحم يحصل نتيجة للإصابة سابقة بأنواع ذات مخاطر مرتفعة من فيروس الورم الحليمي البشري في 99% من الحالات.

ما هي أعراض سرطان عنق الرحم؟

قد لا يظهر هذا النوع من السرطان في البداية أي نوع من الأعراض، ولكن إذا ما كبرت الخلايا السرطانية إلى مراحلة متقدمة فقد تشمل الأعراض في بعض الحالات: النزيف المهبلي (يمكن أن يحدث بعد ممارسة الجنس)، النزف خارج أوقات الدورة الشهرية، النزيف بعد سن اليأس، الألم وعدم الراحة (بما في ذلك أثناء ممارسة الجنس)، إفرازات غير عادية أو غير سارة، وألم في أسفل الظهر.

ما هو عدد النساء اللواتي يصبن بسرطان عنق الرحم؟

يعتبر سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء اللواتي لا تتجاوز أعمارهن سن الـ35، حيث أن هناك ثماني نساء يتم تشخيصهن بالإصابة بالمرض في بريطانيا وحدها كل يوم، وفي حين أن نصف عدد النساء اللواتي تم تشخيصهن بالإصابة بسرطان عنق الرحم في سبعينيات القرن الماضي استطعن البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات بعد التشخيص، أصبح حالياً باستطاعة حوالي ثلثي النساء البقاء على قيد الحياة.

على الرغم من أن سرطان عنق الرحم هو أحد السرطانات الوحيدة التي يمكن الوقاية منها، فإن واحدة من كل ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 25 و 29 عاماً لا تقوم بأخذ اختبار المسح، على الرغم من أن فحص عنق الرحم بشكل منتظم يمكن أن يوفر أفضل حماية ضد الإصابة بسرطان عنق الرحم.

ما هو اختبار فحص عنق الرحم؟

اختبار فحص عنق الرحم، والمعروف أيضاً باسم اختبار المسحة، هو وسيلة للكشف عن الخلايا غير الطبيعية التي قد توجد في عنق الرحم، والجدير بالذكر أن عنق الرحم هو المدخل إلى الرحم من المهبل، ويمكن للكشف وإزالة خلايا عنق الرحم غير الطبيعية أن توفر الوقاية من سرطان عنق الرحم.

من المهم أن نلاحظ أن اختبار فحص عنق الرحم ليس اختباراً للكشف عن السرطان، بل اختبار للتحقق من صحة خلايا عنق الرحم، وعلى الرغم من أن غالبية الاختبارات تظهر بأن كل شيء طبيعي، إلّا أن واحدة من كل 20 امرأة تقريباً تبين اختباراتها بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم، وذلك وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

معظم هذه التغييرات لا تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، فليس جميع أنواع فيروس الورم الحليمي البشري تسبب سرطان عنق الرحم، فبعضها يسبب الثآليل التناسلية، وبعض الأنواع الأخرى قد لا تسبب أية أعراض، والجدير بالذكر أن معظم البالغين يكونون قد أصيبوا بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما من حياتهم، ولكن في معظم الحالات تعود الخلايا إلى وضعها الطبيعي من تلقاء نفسها، إلّا أنه وفي بعض الحالات الأخرى، قد تحتاج الخلايا الشاذة لأن تتم إزالتها كي لا تتحول إلى خلايا سرطانية.

خلال اختبار مسحة عنق الرحم، يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من الخلايا التي توجد على سطح عنق الرحم للبحث عن التغييرات في الخلية، وإذا أظهر اختبار مسح عنق الرحم أي تغيرات غير طبيعية، فإن الطبيب قد يقوم بإجراء اختبارات أخرى للبحث عن وجود خلايا سرطانية أو سرطان في عنق الرحم.

قد يقوم الطبيب أيضاً بأخذ عينة من الأنسجة (خزعة) إذا كانت المريضة تعاني من أعراض سرطان عنق الرحم، مثل نزيف بعد ممارسة الجنس.

ما مدى أهمية الخضوع لاختبارات الفحص بانتظام؟

تبعاً لـ(أثينا لامنيسوس)، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية (Eve Appeal) في المملكة المتحدة، فإنه من المهم للنساء أن يعلمن بأن الفحص المنتظم يحمي المرأة من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وبالإضافة إلى ذلك، فمن المهم للمرأة أن تكون على بينة بأعراض سرطان عنق الرحم، مثل النزيف بعد الجنس أو بين فترات الدورة الشهرية أو بعد انقطاع الطمث، حيث أنه من المهم جداً أن لا يتم تجاهل هذه الأعراض، حتى ولو كانت نتائج المسح سلبية، لأنه كلما تم تشخيص السرطان في وقت أبكر، كلما كان من الأسهل علاجه.

تضيف (لامنيسوس)، أنه مع الفحوصات وبرنامج الوقاية التي أصبحت متوفرة حالياً في كل مكان، أصبح من الممكن القول بأن سرطان عنق الرحم يمكن أن يصبح من الأمراض التي يمكن القضاء عليها، لذا لا بد من تشجيع جميع النساء لأخذ الفحص والتأكد من دعم الفتيات الشابات للحصول على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري أو القيام بالأمرين، وأسبوع الوقاية من سرطان الرحم هذا الشهر هو فرصة لتوعية الفتيات للقيام بذلك.

ما هو علاج سرطان عنق الرحم

إن علاج معظم مراحل سرطان عنق الرحم يشمل على إجراء العمل الجراحية، لاستئصال الرحم وإزالة العقد اللمفاوية في الحوض مع أو بدون إزالة كلا المبيضين وقناتي فالوب، العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، واعتماداً على مدى نمو السرطان، قد يكون هناك حاجة لاستخدام علاج واحد أو أكثر من هذه العلاجات، أو قد يكون هناك حاجة لاستخدام مزيج من العلاجات، والجدير بالذكر أن النساء اللواتي يخضعن لعملية استئصال الرحم، لن يكون بمقدورهن الإنجاب بعد ذلك، ولكن استئصال الرحم لا يكون ضرورياً دائماً، وخصوصاً عندما يتم اكتشاف السرطان في وقت مبكر جداً.

ما هي حملة (Smear For Smear

في عام 2015، وصلت حملة (Smear For Smear) إلى أكثر من 500 مليون شخص، وهي تهدف إلى رفع الوعي حول سرطان عنق الرحم ونشر رسالة إمكانية الوقاية منه، وذلك من خلال التقاط صورة ((selfie لنساء يضعن أحمر الشفاه بطريقة على شفاههن بطريقة عشوائية، والهدف هو نشر الحملة من خلال جعل المزيد من الأشخاص يتحدثون عن الصور وعن اختبار المسح وضرورته.