التصنيفات: متفرقات

حطام الحرب من الموت إلى المتعة

أصبحت الطائرات بدون طيار أكثر رواجا وتنوعا من أي وقت مضى، ولكن الكثير من الناس لا يزالون يعتقدون أن هذه الطائرات مخصصة للحروب فقط.

ورغم أن الطائرات بدون طيار الكبيرة الحجم التي طالما قرأنا وسمعنا عنها ولكننا لا نستطيع شرائها، هي بالفعل مخصصة للحروب و التجسس، ولكن مجموعة من الشباب أرادوا إخراجها من خانة الأسلحة وجعلها نوعا من الفنون.

فهؤلاء الطلاب قرروا ببساطة تغيير مسار تفكيرهم عندما يتعلق الأمر بالطائرات بدون طيار، فبدلا من تخيلها كوسيلة دمار ، تخيلوها باعتبارها قطعة فنية يمكن الإبداع في تصاميمها.

وقد تمكن الطلاب من الحصول على طائرة  Parrot Bebop Drone، وسيتم تعديلها، وتزيينها باستخدام رسومات ونماذج خاصة لتحويلها ببساطة إلى لوحة فنية، ومن ثم عرضها للعامة في معرض East Nashville art gallery في فبراير.

وهذه التجربة ليست الأولى من نوعها فطالما فكر الكثيرون في تحويل أشياء ترمز إلى الدمار إلى أشياء فنية تنبض بالإبداع، ففي المناطق التي تعرف حروبا أو عرفتها في وقت سابق يقوم الشبان بتحويل مخلفات الحرب و الدمار إلى تحف فنية.

من قذائف إلى مزهريات في فلسطين

وغير بعيد في فلسطين المحتلة حول شبان القذائف التي تمطر بها إسرائيل سماء أراضيهم إلى تحف فنية، ومنهم حسام دبوس الذي يزين غرفة معيشته بأربع مزهريات عند التدقيق فيها تكتشف أنها مصنوعة من قذائف الدبابات الإسرائيلية التي تم جمعها من قبل سكان غزة التي مزقتها الحرب.

وقد اختار ساكن مخيم للاجئين تحويل ما تبقى من الصراع الذي أودى بحياة ما يقرب من 2200 فلسطيني وأكثر من 70 إسرائيليا، إلى أشياء من الفن في محاولة لخلق الجمال من الدمار.

من صواريخ ورصاص إلى تحف فنية في سوريا

وفي سوريا، برز هذا النوع من الفن أيضا مع اندلاع الحرب التي دمرت البلاد وشردت سكانه، فهاهو ” أكرم سويدان” يحول قذائف وصواريخ ورصاص إلى تحف فنية وشرقيات، مستعيناً ببعض أدوات الرسم البسيطة الموجودة لديه من ألوان زيتية ومواد لاصقة وإكسسوارات، على أمل تحقيق حلمه بعمل معرضه الفني الخاص في الغوطة الشرقية المحاصرة ليرسل من خلاله صرخة للعالم لإيقاف هذا الدمار، ويقول عن أعماله هذه أنها ليست تجميلا للموت وإنما هي تجميل للحياة من خلال تجميل الموت والقبح كونهما العنصرين السائدان في حياة الناس في هذه المنطقة.

فقط في دوما، سوريا، أسلحة تصبح آلات موسيقية
من خلال بشاعة الحرب، قد نشهد ولادة جديدة للحياة، فهاهم السوريين اليوم يوجهون قدراتهم الإبداعية، وذلك باستخدام قطعة من الاسلحة ذاتها التي استخدمت في قتلهم لخلق أعمال فنية.

اختار أبو علي البيطار استخدام أغلفة الرصاص وقذائف هاون لم تنفجر وأجزاء من الصواريخ المدمرة لخلق قطع فنية تشمل موقد، دراجة نارية، لوازم طبية، والآلات الموسيقية وإناء مصنوع من أغلفة الرصاص، ويأمل أبو علي أن يتمكن من تنظيم معارض في سورية وجميع أنحاء العالم لعرض أعماله الفنية، ويري للعالم كيف أن السوريون يخلقون الأمل من قلب الألم، والفرح من قلب الحزن.

 

شارك
نشر المقال:
محمد