التصنيفات: متفرقات

دراسة تكشف مدى تأثير القنب على الدماغ

وفقاً لدراسة جديدة تم نشرها في مجلة (Psychological Medicine)، فإنه يمكن لتدخين القنب  (الحشيش) أن يضر بشكل كبير بالمادة البيضاء المسؤولة عن ربط مناطق مختلفة من الدماغ.

قام فريق من الباحثين بدراسة تأثير القنب العالي الفاعلية في إحداث الذهان، واستخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة المادة البيضاء لدى 99 شخصاً، كان 56 منهم قد أشاروا بأنهم كانوا قد أصيبوا بأول حادثة ذهانية، ووجد الباحثون أن تضرر المادة البيضاء كان أكبر بكثير لدى مستخدمي القنب القوي والعالي الفاعلية مقارنة بمستخدمي القنب المنخفض الفعالية أو الأشخاص الذين لا يدخنونه بشكل دائم.

تبعاً للدكتورة (باولا دازان)، وهي محاضرة في البيولوجيا العصبية للذهان من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في كينجز كوليدج في لندن، وكبيرة الباحثين في هذه الدراسة، وجد الباحثون بأن الاستخدام المتكرر للقنب العالي الفعالية يؤثر بشكل ملحوظ على هيكل ألياف المادة البيضاء في الدماغ، وذلك سواء أكان الشخص يعاني من الذهان أم لا، مما يعني أنه كلما ازداد مقدار تدخين القنب العالي الفعالية، زاد الضرر الذي يصيب الدماغ.

تتألف المادة البيضاء من حزم كبيرة من الخلايا العصبية تسمى المحاور، وهذه المحاور تربط المادة الرمادية في مناطق مختلفة من الدماغ، مما يتيح التواصل السريع بينها، والجدير بالذكر بأن الجسم الثفني، وهو مجموعة من الألياف العصبية التي تربط بين نصفي الكرة اليمينية واليسارية، والذي يعتبر بأنه أكبر بنية للمادة البيضاء في الدماغ، يمتلك الكثير من مستقبلات القنب التي تتأثر بالتتراهيدروكانابينول (THC) وهي المادة التي عادة ما توجد في القنب.

خلال العقود القليلة الماضية، نمت العديد من سلالات أعشاب القنب في جميع أنحاء العالم، وقد تم اختيار سلالات تحتوي على نسبة أعلى من الـ(THC)، وهو الجزيء الذي تبين بأنه يزيد من خطر حدوث اضطرابات الذهان، كما أن القنب (المارجوانا) هو الدواء غير المشروع الأكثر انتشاراً في العديد من البلدان.

بحسب الدكتورة (دازان)، فإن هناك حاجة ملحة لتثقيف العاملين في مجال الصحة والجمهور وصناع القرار حول المخاطر التي ينطوي عليها تعاطي القنب.

تضيف (دازان) أنه من المهم للغاية عند تقييم استخدام القنب، جمع المعلومات عن عدد المرات التي يتم استخدامه فيها وأي نوع من القنب يتم استخدامه، فهذه التفاصيل يمكن أن تساعد على تحديد المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها المتعاطي على الصعيد العقلي، مما يفسح المجال أمام زيادة الوعي حول نوع الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه هذه المواد للدماغ.

 

 

شارك
نشر المقال:
Diana