التصنيفات: اخر الأخبار

اختبار جديد قادر على كشف جميع الفيروسات التي تصيب البشر

بغية قيام الطبيب بعلاج المريض من مرضه، يجب عليه أولاً أن يقف على السبب الدقيق الذي يسبب المرض، وإذا كان سبب المرض فيروس معين، فالاختبارات التشخيصية الحالية غالباً ما تكون غير دقيقة بما فيه الكفاية للكشف عن هذا الفيروس، وأحياناً يتوجب على الطبيب أن يشتبه مسبقاً بالفيروس المحدد الذي يسبب أعراض المرض، ليتمكن الطاقم الطبي من إجراء الاختبارات المناسبة لتأكيد هذا التخمين.

ولكن الاختبار الجديد الذي طوره باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس، ونشروه في مجلة بحوث الجينوم (Genome Research)، استطاع حل هذه المشكلة، فاختبار “ViroCap” هو اختبار تشخيصي جديد قادر على الكشف عن أي فيروس يصيب البشر أو الحيوانات، وكما يشير المؤلف الرئيسي للدراسة (غريغوري ستورش) في بيان صحفي، بوجود هذا الاختبار، لم يعد من الواجب على الأطباء أن يخمنوا مسبقاً الفيروس الذي يبحثون عنه.

لتطوير الاختبار، عمد الباحثون إلى جمع سلاسل الـDNA و الـRNA التي تميز كل مجموعة من الفيروسات المعروفة بإصابتها للبشر والحيوانات حتى الآن، وشملت المجموعة التي جمعها العلماء حوالي مليوني قطعة مميزة للمادة الوراثية الفيروسية، وعند الاختبار تتم مقارنة هذه التسلسلات المميزة مع المادة الوراثية الموجودة في دم المريض أو برازه أو بلغمه، فإذا وجد تطابق، يتم حينها تحليل تلك المواد بفحص تسلسل جيني عالي الإنتاجية لاثبات التشخيص.

يأمل الباحثون، وفقاً للبيان الصحفي الصادر عنهم، باستخدام هذه التقنية الجديدة للكشف عن تفشي الفيروسات القاتلة مثل الإيبولا، ماربورغ، والسارس، فضلاً عن الكشف عن الفيروسات التي تسبب التهابات المعدة والأمعاء الحاد، مثل فيروس الروتا والنوروفيروس.

في التجارب الأولية التي أجريت على مجموعتين من الأطفال في مستشفى سانت لويس للأطفال، وجد الباحثون الذي استخدموا تقنية الكشف الجديدة زيادة بنسبة اكتشاف الفيروسات بمقدار 52% بالمقارنة مع الطرق التقليدية لاكتشاف الفيروسات.

هذا الاختبار قادر أيضاً على اكتشاف التغيّرات الوراثية الطفيفة جداً ضمن ذات النوع من الفيروسات، وهو الأمر الذي يعتقد العلماء بأنه قد يكون مفيداً في تحديد نوع فيروس الإنفلونزا الذي يحمله المريض، فمثلاً فيروس (H3N2) هو نوع فرعي قاسٍ من فيروسات الإنفلونزا الموسمية.

رغم أن الاختبار لن يكون متاحاً للاستخدام السريري إلا بعد عدة سنوات، تبعاً لضرورة إجراء بحوث إضافية للتحقق من دقة الاختبار، ولكن هذه التكنولوجيا بحد ذاتها يمكن تطبيقها على الفور ضمن البحوث التي تدرس الفيروم “virome”، وهو مجال الدراسة الذي يبحث في جميع أنواع الفيروسات التي تعيش على أو داخل جسم الإنسان، وللقيام بذلك، يخطط الباحثون لجعل هذه التكنولوجيا متاحة للجمهور، وبالإضافة إلى ذلك، يأمل الباحثون باستخدام آليات الاختبار لدراسة مسببات الأمراض الأخرى مثل البكتيريا والفطريات.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير