أخبار العلوم

حسم الجدل العلمي، حتى النسب الصغيرة من الكحول .. مضرة

يقول مدير المعهد الكندي لأبحاث استخدام المواد بجامعة فكتوريا، الدكتور تيم نعيمي: تبدأ مخاطر تناول الكحول من مستويات أقل بكثير مما يعتقده الناس، فحتى تناول الكحول بكمية قليلة جداً يضر بالصحة.

هذا المقال مترجم من موقع نيويورك تايمز 

أدى الاستخدام المفرط للكحول إلى وفاة 140 ألف حالة سنوياً بالولايات المتحدة الأمريكية، 40% منها نتيجة أسباب مباشرة كالتسمم والقتل وحوادث السيارات، أما الغالبية العظمى نتجت عن أمراض مزمنة سببها شرب الكحول مثل: أمراض الكبد وأمراض القلب والسرطان، وذلك بحسب أبحاث المنشورة في الفترة ما بين 2015- 2019.

 

أشارت تقارير بحثية سابقة عن فوائد تناول كميات قليلة من الكحول على صحة القلب، لكن الأبحاث الحديثة تدحض تلك الفكرة، إذ عادة ما يتبع هؤلاء الذين يتناولون كميات قليلة من الكحول نظاماً غذائياً صحياً ويمارسون الرياضة، لذا فإن تلك الفوائد الصحية لهذه السلوكيات كانت تنسب خطأ إلى الكحول.

 

تشير الأبحاث الحديثة أن شرب أي كمية من الكحول حتى وإن كانت قليلة فإنها تضر بصحة جسمك، على عكس الاعتقاد السائد من قبل بأن شرب كوباً أو كوبين فقط من الكحول له فوائد صحية.

 

وتوضح الإرشادات الموصى بها في النظام الغذائي الأمريكي أن شرب أكثر من مشروبين من الكحول للرجال ومشروب واحد للنساء يومياً يعد إفراطاً في تناول الكحول، لكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى وجود مخاطر لتناوله حتى داخل تلك الحدود الموصى بها، مثل: أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب الباحثة في مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها “ماريسا إيسر”.

 

تظهر الأبحاث الحديثة أن تناول كميات قليلة من الكحول يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم، وكلما زادت كمية الكحول زاد الخطر، لكن عندما يُمتنع عن تناول الكحول أو تقلل كميته يعود مستوى ضغط الدم مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي. 

 

السبب الرئيسي لتأثير الكحول على الجسم

تبين الأبحاث أن الكحول يعمل على إتلاف الحمض النووي، حيث يتحلل في الجسم على شكل أسيتالدهيد (مركب كيميائي سام للخلايا) يتلف الحمض النووي فتنمو الخلايا خارج السيطرة وتصبح معرضة بشكل كبير لحدوث ورم سرطاني.

 

أيضاً يسبب تناول الكحول الإجهاد التأكسدي الذي يضر بشكل خاص خلايا الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين فينتج عنها ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي.

 

ويعد تأثير الكحول على الحمض النووي وإتلافه السبب الرئيسي في تأثيره على أنظمة الجسم المختلفة وتضررها، ومع الاستهلاك المزمن يسبب أيضاً تلف الأنسجة.

 

الكحول والسرطان

أجرت جمعية السرطان الأمريكية أبحاثاُ تؤكد أن الكحول مادة مسرطنة قوية، وأنه يساهم في أكثر من 75 ألف حالة إصابة بالسرطان و19 ألف حالة وفاة بالسرطان سنوياً. الكحول سبب مباشر للإصابة بسبعة أنواع مختلفة من السرطان وهي: سرطان الرأس والعنق (تجويف الفم والبلعوم والحنجرة) وسرطان المرئ والكبد والثدي والمستقيم والقولون، وربما تكون له صلة بأنواع السرطان الأخرى كسرطان البروستاتا والبنكرياس. 

 

والسبب الأكثر شيوعاً للوفاة والمرتبط بالكحول في الولايات المتحدة هو مرض الكبد الكحولي، إذ يؤدي إلى وفاة 22 ألف شخص سنوياً بينهم 5000 شخص في عمر العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات.

 

وتلعب الجينات دوراً مهما في تأثير الكحول على الجسم، فهناك نوعان من المتغيرات الجينية أكثر شيوعاً في الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي يؤثران على كيفية استقلاب الكحول والأسيتالدهيد بالجسم، يسبب أحد تلك المتغيرات الجينية تحلل الكحول بشكل أسرع إلى أسيتالدهيد مما يؤدي إلى انتشار السم بسرعة في الجسم، والمتغير الآخر يبطيء من تحلل الكحول إلى أسيتالدهيد مما يؤدي إلى تراكم كميته في الجسم وإطالة مدى الضرر. 

 

وفي النهاية، فإن ديننا الحنيف يأمرنا بما ينفعنا ولا يضرنا، وأخبرنا نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن ما أسكر كثيره فقليله حرام، فاعتزل ما يؤذيك.

شارك
نشر المقال:
نورا جمال