صحة المرأة

الجزيئات التي تلوث الهواء يمكن أن تدخل المشيمة حسب دراسة جديدة

الكثير منا لا يفكر كثيرا في الهواء الذي نتنفسه، ولكن إذا كنت تعيش في مدينة، بالقرب من طريق رئيسي، بجانب مصنع صناعي أو حتى مجرد موقد حطب، فإن تلوث الهواء غالبا ما يكون كبيرا حيث تدخل الملوثات الصغيرة جدا، والتي يمكنها أن تستقر في رئتينا وتنتقل في جميع أنحاء الجسم.

ووجدت دراسة جديدة، نشرت في مجلة Nature Communications، أن جزيئات الكربون الأسود التي تلوث الهواء، يمكنها دخول المشيمة، وأن ارتفاع تعرض الأم للتلوث يرتبط بكمية أعلى من الكربون الأسود في أنسجة المشيمة.

وأوضح الباحثون أن دراسات سابقة رصدت وجود روابط بين تعرض الأمهات الحوامل لتلوث الهواء والولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود، ووفيات الأطفال، ومشاكل الجهاز التنفسي لدى الأطفال.

الكربون الأسود هو ناتج أسود ومحترق للوقود الأحفوري، وهو نوع من تلوث الهواء يسمى الجسيمات، ويتكون من التربة والسخام والدخان والمواد الكيميائية الصغيرة المعلقة في الهواء، وقد تم ربط الكربون الأسود بالسرطان والأمراض التنفسية والقلبية الوعائية والعيوب الخلقية، وفقا لوكالة حماية البيئة، وتعد السيارات والشاحنات – وخاصة محركات الديزل – والحرائق أكبر مصادر الكربون الأسود في الولايات المتحدة.

تقنية ذكية تتنبأ بوفاة مريض القلب خلال 30 يوماً

تحمل جزيئات الكربون الأسود التي نتنفسها أيضا آثار المعادن الثقيلة والمواد المسرطنة. يقول Hannalore Bové، الباحث بعد الدكتوراه في جامعة هاسيلت في بلجيكا والتي شاركت في الدراسة: “بهذه الطريقة، يمكن لهذه المركبات السامة الوصول إلى جسم الإنسان بشكل يومي”.

في بحث سابق، عثرت بوفي ومشرف أبحاثها، تيم نوروت، على كربون أسود في بول الأطفال الأصحاء، مما يشير إلى أن الجزيئات يمكن أن تنتقل من الرئتين إلى أعضاء أخرى في الجسم.

وتساءل الباحثون عما إذا كان يمكن أن يحدث نفس الشيء مع المشيمة، وللإجابة على هذا السؤال، نظروا إلى 20 مشيمة تبرعت بها النساء اللائي ولدن في مستشفى الشرق ليمبرج في بلجيكا.

اختار العلماء 10 عينات من نساء تعرضن لمستويات عالية من تلوث الهواء أثناء الحمل و 10 عينات من نساء تعرضن لمستويات منخفضة.

واهتم العلماء بخلايا معينة تسمى “البلاعم المشيمية”، وهي جزء من نظام المناعة في الجسم له دور رئيسي في حماية الجنين من غزو الجسيمات الضارة، مثل البكتيريا وجسيمات الهواء الملوث في المشيمة.

وعثروا على 60 خلية تحتوي على 72 منطقة سوداء صغيرة، يعتقد الباحثون أنها جزيئات الكربون الصغيرة التي وصلت إلى المشيمة عن طريق استنشاق الأم للهواء الملوث.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تضيف أدلة جديدة تكشف لأول مرة عن أخطار الهواء الملوث بالنسبة للأجنة، وتشير إلى أنه عندما تتنفس النساء الحوامل الهواء الملوث، فإن الجسيمات السامة قادرة على الوصول إلى المشيمة عبر مجرى الدم.

ونظر الفريق أيضا في خمس مشيمات من نساء تعرضن للإجهاض، وأظهرت هذه العينات أن جزيئات الكربون الأسود موجودة بالفعل في أنسجة المشيمة في فترة مبكرة من 12 أسبوعا، وهذا يعني أن الملوثات يمكن أن تصل إلى المشيمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى والثانية، وهي فترة حاسمة لنمو الأعضاء.