التصنيفات: متفرقات

تخلى عن السيارة، تناول طعامك في المنزل، لتعيش بصحة جيدة

قد يبدو الوقوف في الباص على قدميك وأنت مستند إلى عامود أو ممسك بقضيب حديدي جزء يدعو للبؤس في الحياة العملية اليومية، ولكن تبعاً للأبحاث الجديدة التي تم نشرها في دورات جمعية القلب الأمريكية، يبدو بأن هذا الأمر يمكن أن يفيدك أكثر مما تتوقع، حيث وجدت ثلاث دراسات جديدة، بأن السر الحقيقي للبقاء بصحة جيدة هو التخلص من السيارة وتناول وجبات مصنوعة في المنزل.
اكتشف الباحثون بأن إجراء بعض التغييرات البسيطة فقط في أسلوب الحياة اليومية، يمكن أن يكون له تأثيرات هائلة على الصحة العامة والسعادة، فوفقاً لجامعة هارفارد، تناول 11وجبة غداء أو عشاء مصنوعة في المنزل كل أسبوع، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 بنسبة 13%.
وبشكل مماثل، فقد وجد علماء يابانيون بأن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العامة يومياً بدلاً من السيارة كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 34%، وأقل احتمالاً للتعرض لارتفاع ضغط الدم بنسبة 27% و أقل عرضة للتعرض لزيادة الوزن بنسبة 44%.
ووجدت دراسة ثالثة تم إجراؤها في كندا، بأن الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء التي يمكنهم فيها السير بسهولة للوصول إلى المحلات التجارية بدلاً من الاضطرار لأخذ المواصلات إليها، كانوا أقل احتمالاً للمعاناة من ارتفاع ضغط الدم بمعدل النصف.
عند أخذ جميع الأبحاث بعين الاعتبار نجد بأنها جميعاً أشارت إلى أن السير، ولو لمسافة قصيرة، لمحطة الباص أو القطار يمكن أن يكون له فوائد صحية جمة، وأن تبديل الأطعمة الجاهزة ووجبات المطاعم بالطعام المطبوخ في المنزل يمكن أن يكون وسيلة سهلة لحفظ الوزن والبقاء خالياً من الأمراض.
لتحديد فوائد الطعام المطبوخ في البيت قام العلماء في جامعة هارفارد بتتبع حوالي 100,000 شخص لأكثر من 36 عاماً، ومراقبة عاداتهم الغذائية والزيادة التي قد تحدث في أوزانهم، والجدير بالذكر أن أي من المشاركين لم يكن يعاني من مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان في بداية الدراسة، ولكن أولئك الذين كانت معظم وجباتهم مؤلفة من أطعمة مطبوخة في المنزل، كانوا يمتلكون قدراً أكبر من الحماية من الأمراض.
تبعاً للدكتور (جنغ تسونغ)، وهو باحث في جامعة هارفارد T.H. في كلية تشان للصحة العامة في بوسطن، ماساشوستس، فإن الاتجاه لتناول وجبات الطعام المحضرة تجارياً في المطاعم أو بشكل جاهز قد ازداد كثيراً خلال السنوات الـ50 الماضية، وفي الوقت نفسه، ازدادت معدلات مرض السكري من النوع 2 أيضاً.
وفي حين أن الباحثين يقولون بأنه لا يوجد عدد معين للوجبات المصنوعة في المنزل التي يجب على الأشخاص تناولها خلال الأسبوع، يشير الدكتور (تسونغ) بأنه كلما زاد عدد تلك الوجبات كلما كان الأمر أفضل.
في هذه الأثناء، أجرى العلماء في اليابان الدراسية الثانية، حيث كان العلماء في أوساكا يدرسون طرق التنقل التي يستعملها أكثر من 5000 رجال وامرأة في منتصف العمر ضمن المدينة، وما كان مثيراً للاهتمام هو أنهم وجدوا بأن الأشخاص الذين يستخدمون الحافلات أو القطارات كانت معدلات مرض السكري لديهم أقل، كما انخفضت نسبة ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن بينهم مقارنة مع الأشخاص الذين يسيرون على أقدامهم أو يستخدمون الدراجات للوصول إلى عملهم.
يشير الباحثون إلى أن أحد التفسيرات قد يكون بأن ركاب القطارات أو الحافلات يسيرون في الواقع لمسافة أبعد من وإلى محطة القطار أو الحافلة من الأشخاص الذين كانوا يسيرون على أقدامهم أو يستخدمون الدراجات للذهاب من وإلى العمل.
تبعاً لكبير معدي الدراسة الدكتور (هيساكو تسوجي)، مدير مركز مدينة مورينغوتشي للفحوص الصحية في أوساكا- اليابان، فإذا كان الوصول إلى العمل يستغرق أكثر من 20 دقيقة عن طريق المشي أو ركوب الدراجات، فعادة ما يقوم العديد من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية في اليابان باستعمال وسائل النقل العام أو السيارات للوصول إلى العمل، علماً أنه من المفيد أن يقوم الأشخاص باستعمال وسائل النقل العام بدلاً من السيارات كجزء من تمارينهم الرياضية اليومية.
أما الدراسة الثالثة فقد وجدت بأن الأشخاص الذين ينتقلون من العيش في حي يتطلب وجود وسيلة نقل لمساعدتهم في الوصول إلى أماكن تسوقهم، إلى حي يمكن الوصول فيه إلى أماكن التسوق عن طريق المشي، كانوا أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
قام الباحثون بمقارنة 1,057 زوجاً من البالغين الذين انتقلوا من حي لا يمكنهم التنقل فيه سيراً على الأقدام للتسوق، إما إلى حي آخر يمكنهم فيه التنقل سيراً على الأقدام للتسوق، أو إلى حي آخر لا يمكن فيه التنقل مشياً إلى السوق في أونتاريو، كندا.
ومن خلال ذلك، وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين انتقلوا إلى حي يشجع على المشي كانوا أقل عرضة بنسبة 54% للإصابة بارتفاع ضغط الدم من الأشخاص الذين غادروا من حي لا يشجع على المشي إلى حي آخر لا يشجع على المشي أيضاً.
تشير المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة (ماريا تشيو)، وهي عالمة في معهد العلوم التقويمية السريرية في تورونتو، أونتاريو، كندا، بأنه يجب تشجيع الأشخاص على اختيار المشي بدلاً من القيادة من خلال جعل عملية المشي أكثر ملائمة ومتعة، حيث يمكن للمهندسين المدنيين وواضعي السياسات أن يقوموا بدور في هذا المجال من خلال تصميم أحياء تكون أكثر قابلة ومتعة للمشي ضمنها.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير