التصنيفات: فضاء

خمسة اكتشافات غيّرت نظرتنا للكوكب الاحمر

مع وجود المسابير التي تحوم فوق تربة الكوكب الأحمر، والمركبات التي تحلق ضمن الغلاف الجوي، وفرق العمل التي تقوم بجمع البيانات في جميع أنحاء الأرض، استطاع المريخ تقديم سلسلة من الأسرار المذهلة لناسا، وإليكم هنا بعض الاكتشافات الكبرى التي استطعنا الحصول عليها عن الكوكب الأحمر خلال عام 2015.

المياه السائلة على سطح المريخ

بعد سعي استمر لعقود من الزمن، استطاع الباحثون اكتشاف دلائل على وجود مياه سائلة على سطح المريخ في شهر تموز الماضي، يبدو بأنها كانت تسيل على الوديان وجدران فوهات البراكين خلال موسم الصيف، حيث وجد فريق ناسا أملاحاً مائية، والتي تعتبر دليلاً دامغاً على وجود المياه السائلة، في أربعة مواقع كانت توجد فيها بقع داكنة تنحدر أسفل التضاريس المريخية.

ناسا لا نعرف حتى الآن مصدر هذا التدفق من الأملاح المنحدرة، والتي قد تكون صادرة عن ذوبان الجليد تحت الأرض أو من  خزانات المياه الجوفية أو قد تكون ناجمة عن حدوث تكثف خارج الغلاف الجوي، والجدير بالذكر أن البعثات السابقة كانت قد وجدت تلميحات لوجود المياه، بما في ذلك صور لما ظهر وكأنه جداول صغيرة ومياه منهمرة على الوديان، ولكن اكتشاف الصيف اعتبر على أنه أول دليل يؤكد على وجود المياه السائلة التي ترتبط بالحياة.

كان الباحثون منذ فترة طويلة يؤكدون بأن الماء السائل يعتبر العنصر الأساسي للحياة – حيث أن شعار ناسا في معظم بعثاتها هو “اتبع الماء” – ولكن العلماء الآن يواجهون معضلة بشأن كيفية التحقق من مدى نقاوة مجاري المياه، حيث أن مسبار (Curiosity) الذي قضى حتى الآن ثلاث سنوات في استكشاف المريخ ليست معقماً كما يجب، ويمكن أن يلوث المناطق الرطبة بالملوثات الأرضية التي قد تكون قد علقت على المركبة الفضائية خلال رحلتها الكونية، وكل ما يمكنه فعله هو التحقق من المياه من مسافة بعيدة، بواسطة ليزر يقيس الأخاديد، أو يمكن أن يخاطر بالاقتراب قليلاً والتقاط بعض الطين.

زوال الغلاف الجوي بفعل الرياح الشمسية

مؤخراً، أعلنت ناسا سلسلة من النتائج حول الغلاف الجوي المريخي التي يمكن أن تساعد في حل لغز كوكب المريخ الذي تحول من كوكب حار ورطب يمتلك لغلاف جوي تصل سماكته إلى أكثر بـ100 مرة من سماكة الغلاف الجوي الذي تمتلكه الأرض قبل مليارات السنين، إلى كوكب جاف، وبارد معرض باستمرار للأشعة الكونية.

إن النتائج التي تصل ناسا من مركبتها الفضائية (Maven) التي وصلت إلى المريخ في الخريف الماضي للتحقق من الغلاف الجوي الرقيق الذي يحيط بالمريخ الآن، تساعد حالياً على حل هذا اللغز، حيث وجد علماء البعثة أن العواصف الشمسية، التي تقوم بتفجير الطاقة والمجال المغناطيسي نحو الخارج، سحبت الجسيمات التي كانت توجد في الغلاف الجوي للمريخ بمعدل لا يصدق.

تبعاً لـ(بروس جاكوسكي)، كبير الباحثين في المهمة، فإن الأمر كان تماماً مثل سرقة بعض القطع النقدية من سجل النقد كل يوم، ومع مرور الوقت أصبحت الخسارة كبيرة جداً، وعلى اعتبار أن العواصف الشمسية كانت أكثر شيوعاً وأكثر كثافة في وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسي، فإن هذا يعني أن العواصف الشمسية كان لها انعكاسات كبيرة على المياه والغلاف الجوي لكوكب المريخ.

قامت المهمة أيضاً بقياس تكوين الغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى منذ انطلاق بعثات (Viking) قبل 40 عاماً، وقد عثرت على كمية غامضة من الغبار تحوم فوق الكوكب، ولكن تبعاً لاقتراحات الباحثين، فإن هذا الغبار يمكن أن يكون ناجماً عن الغبار الكوني- الحبوب الكونية التي خلفتها المذنبات والكويكبات التي تعبر النظام الشمسي.

البحيرات القديمة

في تشرين الأول، وجد علماء ناسا أدلة على وجود بحيرات يمكن أن تكون قد استمرت لمدة 10,000 سنة – وربما لفترة كافية لتطور الحياة في مستنقعات التيارات الضحلة والدلتا-، وقد أظهر تحليل الرواسب للعلماء بأن المياه المتدفقة قد حملت معها الحصى والرمل إلى حفرة (Gale) العملاقة، وأن الجبل الشاهق الذي يوجد في وسط الحفرة والذي يسمى جبل (Sharp)، هو في حد ذاته عبارة عن تراكم لثلاثة أميال من طبقات الرواسب.

المياه الجوفية

في نيسان، وجد مسبار (Curiosity) دليلاً على وجود مياه سائلة تحت سطح المريخ، وسجل المسيار درجات حرارة في حفرة (Gale) كانت مناسبة تماماً لوجود محلول ملحي سائل، حيث تشير النتائج إلى أن تربة المريخ يمكن أن تبقى رطبة تبعاً لوجود الماء الذي يبقى بحالته السائلة بفضل الملح وبيركلورات الكالسيوم، اللذان يحافظان على المياه في حالتها السائلة حتى  عند درجة حرارة يمكن أن تصل إلى -70oC.

الشفق

وجد علماء (Maven) أن الرياح الشمسية تؤدي أيضاً إلى تشكل ما يماثل الأضواء الشمالية عبر مساحات شاسعة من كوكب المريخ، وذلك عن طريق الجسيمات ذات الطاقة العالية التي تثير الغلاف الجوي الذي يقبع بدون حماية المجال المغناطيسي، ومن خلال هذا، استنتج العلماء أن البشر يمكن أن يروا نظرياً شفق المريخ والألوان الحمراء والزرقاء والخضراء على الطيف المرئي، ولكن ناسا لا تعرف حتى الآن ما قد تبدو عليه الأضواء، حيث أن المسبار يفتقر لمعدات الرؤية.

يشير الشفق أيضاً إلى أن معظم أجزاء المريخ تتقاذفه الرياح الشمسية، وهذا يدعم الفكرة القائلة بأن الظواهر الشمسية قد ساهمت في فقدان الغلاف الجوي من جميع أنحاء الكوكب، فعلى الرغم من أن هناك بعض الحقول المغناطيسية المنتشرة في أجزاء من القشرة في كل أنحاء الكوكب، إلّا أن الكوكب بشكل عام يفتقر للدرع الذي كان يمتلكه في يوم ما في الماضي السحيق.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير