التصنيفات: تقنية

رواندا تبني أول مطار خاص بالطيارات دون طيار في العالم

إذا تعرضت لعضة كلب مسعور فإنك تسارع إلى المستشفى وتتناول المصل، لكن، ماذا إن لم يكون هناك أية سيارة إسعاف قادرة على الوصول إليك؟ هذا يحدث في رواندا.

رواندا في طريقها لبناء ما وصف بأنه أول مطار في العالم للطيارات دون طيار في السنة القادمة، فقد أعلنت هيئة الطيران المدني في رواندا أن صياغة اللوائح المنظمة للطيارات دون طيار سوف يتم تقديمها إلى مجلس وزراء الحكومة، ويأمل المسئولون أن يتم تطبيقها بحلول العام 2016، وهو الوقت الذي سينطلق فيه المشروع المميز لنقل البضائع بواسطة قوافل الطيارات دون طيار.

النقل صعب في هذه الدولة الشرق الأفريقية، والتي تعرف بـ”أرض الألف تل”، لأنها صغيرة وغير ساحلية، وهذا كان أحد أسباب الاقتراح الذي أطلقته شركة الهندسة المعمارية “فوستر”، لتتقدم بخططها لبناء مطار من ثلاثة طوابق، مخصص لطائرات إنقاذ دون طيار تستخدم لحمل الإمدادات الطبية الإسعافية إلى المناطق الريفية والنائية، ليكون أول مطار  في العالم من هذا النوع.

لم تنل وسائل الإعلام عن هذا المشروع الكثير من التفاصيل، لكنها علمت أن الطول بين جناحي هذه الطائرات سوف يصل إلى الثلاثة أمتار، وأنها سوف تكون قادرة على حمل 10 كيلوجرامات لمسافة 100 كيلومتر (ما يقدر بـ62 ميلاً)، كما إنها سوف تكون قادرة على الوصول إلى نصف البلد تقريباً، وسوف تقدم خدمات إضافية مثل نقل الإلكترونيات وقطع الغيار والسلع التجارية الأخرى، ومع أن الولايات المتحدة لديها مطارات للطائرات دون طيار، لكنها خاصة بالطائرات العسكرية، لهذا يعد هذا المطار أول مطار للطائرات دون طيار ذات الاستخدام المدني.

وسوف تكون هناك بالقرب من المطار، عيادة صحية، ومركز لصناعة المزيد من الطائرات، ومكتب بريد، وإذا نجحت الفكرة، فسوف يقام 40 مطاراً إضافياً في جميع أنحاء البلاد، أو في أماكن أخرى من هذه المنطقة، حسب الطلب.

حتى الآن، يوجد تباين حاد في مواقف الدول الأفريقية من الطيارات دون طيار، فرواندا معاكسة تماماً لجنوب أفريقيا وكينيا، حيث يضع المسئولون لوائح بالغة الصرامة على استخدام الطائرات دون طيار، ولذلك، فإن السبب الآخر لاختيار رواندا موقعاً لهذا المشروع، هو سياساتها الصديقة للتكنولوجيا، فعلى سبيل المثال، تحتاج الشركات فيها كي تسجل أعمالها التجارية إلكترونياً إلى ثلاثة أيام فقط، مقارنة بثلاثين يوماً في جارتها أوغندا، وكذلك برنامج الحكومة الذي يهتم بتوزيع (لاب توب) لكل طفل، وهو ما جعل التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً في التحول الاقتصادي للبلد بعد الإبادة الجماعية التي حدثت عام 1994 والتي تسببت في سقوط الاقتصاد آنذاك.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة