التصنيفات: الصحة الجيدة

تبعاً للعلم: لماذا يجب عليك النوم على جانبك الأيسر؟

نحن نعلم جميعاً بأن النوم غير المتقطع هو أمر مهم جداً للمحافظة على الصحة العقلية والجسدية، ولكن كما اتضح مؤخراً، فإن وضعية النوم قد تكون عاملاً مهم آخر في السعي من أجل الحصول على الصحة المثلى.

أشارت مجموعة صغيرة من الأبحاث إلى أنه وبالنسبة للكثير من الأشخاص، فإن النوم على الجانب الأيسر قد يكون الوسيلة المثلى للحصول على صحة أفضل ونوم أفضل، وهذه النظرية مستمدة من الأيورفيدا، وهو نهج شامل للصحة والطب نشأ في الهند.

فلماذا يتحدث الجميع عن النوم على الجانب الأيسر؟ اتضح أن هذا قد يكون جيداً بالنسبة لجهازنا الهضمي، ولظهورنا، وحتى لقلوبنا، وذلك بسبب أماكن تموضع كل من هذه الأجهزة المختلفة، وفيما يلي ستة فوائد محتملة يمكن الحصول عليها من النوم أثناء الاستلقاء على جانبك الأيسر.

يعزز الجهاز اللمفاوي

وفقاً للطب الهندي القديم، فإن النوم على جانبك الأيسر يسمح لجسمك بفلترة السوائل والنفايات الليمفاوية عن طريق الغدد الليمفاوية بشكل أفضل، وذلك لأن الجانب الأيسر من الجسم هو الجانب اللمفاوي المهيمن، وقد وجدت الأبحاث الغربية أيضاً بأن النوم على الجانب الأيسر يمكن أن يساعد الجسم على معالجة المواد السامة في الدماغ، وفي المقابل، فإن النوم على الجانب الأيمن يمكن أن يقلل من كفاءة الجهاز الليمفاوي.

  • يحسن من عملية الهضم

عندما يتعلق الأمر بالهضم، فإن النوم على الجانب الأيسر قد يكون أفضل من النوم على الجانب الأيمن، ويرجع ذلك إلى مسألة بسيطة تتمثل في الجاذبية، حيث أن الاستلقاء على الجانب الأيسر يسمح لفضلات الطعام بأن تنتقل بسهولة من الأمعاء الغليظة في القولون (وهذا يعني أن أمعاءك ستتحرك بشكل أفضل عند الاستيقاظ)، كما يسمح النوم على الجانب الأيسر للمعدة والبنكرياس بأن تتموضعا بشكل طبيعي (حيث أن معدتنا تقع على الجانب الأيسر من الجسم)، وهذا  يمكن أن يبقي على سير عملية تطوير أنزيمات البنكرياس وعمليات الهضم الأخرى بالشكل الأمثل.

  • إنه جيد للقلب

كان الأطباء يوصون منذ فترة طويلة بأن تستلقي النساء الحوامل على جانبهن الأيسر من أجل تحسين الدورة الدموية للقلب، ولكن حتى لو لم تكوني حاملاً (أو لم تكن امرأة)، فإن النوم على الجانب الأيسر قد يساعد على رفع بعض الضغوط عن القلب، حيث يمكن للجاذبية تسهيل التصريف اللمفاوي نحو القلب والدورة الدموية للشريان الأبهري بعيداً عنه، ولكن مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الجدل حول ما إذا كان النوم على الجانب الأيسر أو الأيمن هو الأفضل لصحة القلب.

  • مثالي للنساء الحوامل

النوم على الجانب الأيسر لا يقوم فقط بتحسين الدورة الدموية لدى النساء الحوامل، ولكنه يمكن أن يساعد أيضاً على تخفيف الضغط عن الظهر، والتخفيف من الضغط الذي يمارسه الرحم على الكبد، وزيادة تدفق الدم إلى الرحم والكلى والجنين، لهذا السبب، يميل الأطباء إلى التوصية بأن تستلقي النساء الحوامل لأكبر قدر ممكن من الوقت على الجانب الأيسر أثناء النوم.

  • يمكن أن يقلل من الإصابة بالحرقة

وجدت الدراسة التي تم نشرها في مجلة (Clinical Gastroenterology) بأن الاستلقاء على الجانب الأيسر يمكن أن يساعد في الحد من أعراض الارتجاع الحامضي، وذلك كما أشرنا سابقاً لأن المعدة تقع على الجانب الأيسر من الجسم، وعلى العكس من ذلك، فإن الاستقاء على الجانب الأيمن قد يؤدي إلى تفاقم هذه الأعراض، وهذه الآثار قد تكون فورية إلى حد ما، فإذا كنت تعاني من الحرقة بعد وجبة الطعام، حاول الإستلقاء لمدة 10 دقائق على جانبك الأيسر.

  • قد يساعد في التخفيف من آلام الظهر

قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة من تغيير وضعية نومهم للاستلقاء على الجانب الأيسر، وذلك لأن النوم على جانب الجسم يمكن أن يخفف الضغط على العمود الفقري، ويشعرهم بمزيد من الراحة، وهذا بدوره، من شأنه أن يزيد فرص الشخص في الحصول على ليلة نوم جيدة.

ملاحظة

على الرغم من أن كل هذه العوامل قد تقدم أسباباً مقنعة لبدء في النوم على جانبك الأيسر، فإنه من المهم أن نلاحظ بأن بعض الأشخاص، بما في ذلك الذين يعانون من مرض القلب وتوقف التنفس أثناء النوم، أو الزرق، أو متلازمة النفق الرسغي، قد لا يستفيدون من النوم على جانبهم، فإذا كنت غير متأكد حول وضعية النوم التي قد تكون الأفضل بالنسبة لك، فيجب عليك دائما استشارة طبيك الخاص.

كيف يمكنك أن تغير من وضعية نومك

إذا كنت على استعداد لأخذ هذا النوع من التغيير، فسوف تجد أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لبناء هذه العادة الجديدة من النوم على جانبك الأيسر، يمكن عندها تنفيذ بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن أن تساعد على ضمان انتقالك السلس إلى جانبك الأيسر أثناء النوم، فعلى سبيل المثال، قد ترغب في تجربة مع وضع وسادة وراء ظهرك بحيث يكون من الصعب عليك الالتفاف والحياد عن جانبك الأيسر أثناء النوم، كما يمكن أن تكون محاولة النوم على الجانب الآخر من السرير مفيدة أيضاً، فبهذه الطريقة لن تشعر بأن جهة نومك مختلفة كثيراُ.

سيكون من المهم أن تختار فراشاً مثالياً للنوم على جانبك، لأن النوم على الناحية الجانبية من الجسم يمكن أن يضع بعض الضغط على الوركين والكتفين، ولهذا فإنه من المهم اختيار فراش لين كي يساعد في تخفيف الضغط في تلك المناطق، ومن المؤكد أنه يجب أن تنتبه أيضاً لأن يكون الفراش من النوعية التي تسمح لعمودك الفقري بأن يبقى في محاذاته الطبيعية، وبطبيعة الحال، تأكد من أن تختار الفراش الذي يكون مريحاً لك، حيث أن المزيج بين السرير المريح ووضعية النوم الصحية ستزيد بالتأكيد من فرص الحصول على ليلة نوم جيد ومن شعورك بالراحة عند الاستيقاظ.

 

 

شارك
نشر المقال:
Diana