التصنيفات: الصحة الجيدة

الحقائق والخرافات حول مادة الكافيين

ليس من السهل دائماً التفريق بين الإشاعات والحقائق التي تشاع حول القهوة،  فهناك دائماً احتمال بأن تكون المفاهيم الخاطئة حقيقية أو العكس بالعكس، فمثلاً، هل تعرف المصادر الأكثر شيوعاً من الكافيين؟ هناك مصدران ليسا من الصعب جداً معرفتهما وهما القهوة والشاي، ولكن هل تعلم أن جوزة الكولا و حبوب الكاكاو تندرجان أيضاً بين مصادر الكافيين الأكثر شيوعاً؟ وهل تعلم كم يمكن لمحتوى الكافيين أن يختلف من نوع إلى آخر؟

يمكن أن يتراوح محتوى الكافيين بين 160 ملليغرام في بعض مشروبات الطاقة إلى أقل من 4 ملليغرام في أوقية واحدة من شراب الشوكولاته، وحتى القهوة منزوعة الكافيين لا تكون بدون كافيين بشكل تام، كما يوجد الكافيين أيضاً في بعض مسكنات الألم التي تباع دون وصفة طبية، وأدوية البرد، وحبوب التنحيف، فهذه المنتجات يمكن أن تحتوي على ما لا يقل عن 16 ملليغرام أو ما يصل إلى 200 ملليغرام من الكافيين، وفي الواقع، يمكن اعتبار الكافيين نفسه كمسكن للألم إضافة إلى أنه يزيد من فعالية مسكنات الألم الأخرى.

وهنا إليكم بعض الأساطير الأكثر شيوعاً التي تقال عن الكافيين وجمع الحقائق حوله أيضاً.

الأسطورة الأولى: الكافيين يمكن أن يشكل إدماناً:

هناك بعض الحقيقة حول هذه الأسطورة، ولكن اعتماداً على ما يمكن لكلمة “إدمان” أن تعني، فالكافيين هو منشط للجهاز العصبي المركزي، والاستخدام المنتظم للكافيين يجعل الجسم يعتمد عليه بشكل ما، ولكن هذا الإدمان لا يهدد صحتك الجسدية أو الاجتماعية أو الاقتصادية بالطرق التي تهددها باقي المواد المسببة للإدمان، فإذا توقفت عن تناول الكافيين بشكل مفاجئ، فقد تصيبك بعض الأعراض لمدة يوم أو أكثر، وخاصة إذا كنت تستهلك كوبين أو أكثر من القهوة يومياً، وأعراض انسحاب الكافيين تشمل:

  • صداع
  • تعب
  • قلق
  • تهيج
  • اكتئاب
  • صعوبة في التركيز

على الرغم من أن آثار انسحاب الكافيين قد تجعل أيامك سيئة لبعض الوقت، إلّا أن هذه الآثار لا تكون بشدة انسحاب المخدرات الضارة مثل الأدوية المخدرة أو الكحول، لهذا السبب، فإن معظم الخبراء لا يعتبرون الاعتياد على الكافيين بمثابة إدمان خطير.

الأسطورة الثانية: الكافيين يسبب الأرق:

على الرغم من أن الجسم يمتص الكافيين بسرعة، ولكنه يقوم أيضاً بالتخلص منه بسرعة، وهذه العملية يقوم بها الكبد بشكل أساسي، كما أن متوسط عمر بقاء الكافيين في الجسم قصيرة نسبياً، وهذا يعني أنه التخلص من الكافيين لا يأخذ أكثر من 5-7 ساعات، لإخراج نصف كميته من الجسم، وبعد ثماني إلى 10 ساعات، يزول حوالي 75٪ من تأثير الكافيين، لذلك بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن تناول فنجان أو اثنين من القهوة في الصباح لا يمكن أن يؤثر على وقت النوم في الليل.

ولكن من جهة أخرى، فإن استهلاك الكافيين في وقت متأخر من اليوم، يمكن أن يؤثر على النوم، والجدير بالذكر بأن الأشخاص الذين يكونون أكثر حساسية من غيرهم تجاه الكافيين قد لا يواجهون مشاكل في الأرق وحسب، بل أيضاً قد يعانون من آثار جانبية للكافيين مثل العصبية واضطرابات الجهاز الهضمي.

الأسطورة الثالثة: الكافيين يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب والسرطان:

إن تناول كميات معتدلة من الكافيين يومياً -حوالي 300 ملليغرام، أو ثلاثة أكواب من القهوة – لن يسبب أي أضرار لدى معظم البالغين الأصحاء، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لآثاره من غيرهم، وهذا يشمل الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو من هم كبار في السن، وإليكم بعض الحقائق:

  • تأثير الكافيين على الإصابة بهشاشة العظام:

عند تناول مستويات مرتفعة من الكافيين (أكثر من 744 ملليغرام/يوم)، فإن هذا يزيد من نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم الذي يخرج مع البول، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذا لا يزيد من خطر هشاشة العظام، وخاصة إذا كنت تحصل على مقدار كافي من الكالسيوم، حيث يمكنك تعويض خسارة الكالسيوم الناتجة عن تناول كوب واحد من القهوة بإضافة ملعقتين فقط من الحليب، ومع ذلك، فإن الأبحاث تظهر بعض الروابط بين الكافيين وخطر الإصابة بكسور في الأوراك لدى كبار السن، حيث قد يكون كبار السن أكثر حساسية لآثار الكافيين على استقلاب الكالسيوم.

  • تأثير الكافيين على أمراض القلب والأوعية الدموية:

يعتبر ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل بسيط من الأمور الشائعة بين الأشخاص الذين لديهم حساسية عالية تجاه مادة الكافيين، ولكن العديد من الدراسات الكبيرة أظهرت أنه لا يوجد ارتباط بين تناول الكافيين وارتفاع معدل الكولسترول في الدم، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن إن كانت تعاني بالفعل من مشاكل في ضغط الدم أو مشاكل في القلب، فعندئذ يجب عليك مناقشة طبيبك حول معدل تناولك للكافيين، والجدير بالذكر أنه لابد أيضاً، من إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان الكافيين يزيد من خطر التعرض للسكتات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.

  • تأثير الكافيين على الإصابة بالسرطان:

أظهرت مراجعة 13 دراسة شملت 20,000 شخصاً أنه لا يوجد علاقة بين السرطان ومقدار استهلاك الكافيين، بل في الواقع، قد يكون للكافيين تأثير وقائي ضد بعض أنواع السرطان.

الأسطورة الرابعة: الكافيين يضرّ بالنساء اللواتي يحاولن الحمل:

تشير العديد من الدراسات أنه لا يوجد علاقة بين استهلاك كميات قليلة من الكافيين (كوب من القهوة يومياً) وأي من التأثيرات التالية:

  • متاعب الحمل
  • الإجهاض
  • العيوب الخلقية
  • الولادة المبكرة
  • انخفاض معدل المواليد

ولكن في الوقت ذاته، من المفضل ألا تتناول النساء الحوامل أو اللواتي يردن الحمل أكثر من 200 ملليغرام من الكافيين يومياً، كون بعض الدراسات المحدودة أظهرت أن النساء اللواتي يستهلكن كميات كبيرة من الكافيين كن أكثر خطراً للتعرض للإجهاض.

الأسطورة الخامسة: تأثير الكافيين على الإصابة بالجفاف:

يكمن للكافيين أن يزيد من الحاجة للتبول، ولكن مع ذلك، فإن السائل الذي تتناوله مع المشروبات التي تحتوي على الكافيين عادةً يعوّض عن آثار فقدان السوائل عند التبول، وخلاصة القول هي أنه على الرغم من أن الكافيين يعمل كمدر معتدل للبول، إلّا أن الدراسات قد أظهرت أن شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين باعتدال لا يسبب الجفاف في الواقع.

الأسطورة السادسة: الكافيين يضر بالأطفال الذين أصبحوا اليوم يستهلكونه أكثر من الكبار:

بينت دراسة تم إجراؤها في عام 2004، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 9 سنوات يستهلكون حوالي 22 ملليغرام من الكافيين يومياً، وهذا لا بأس به إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحدود الموصى بها، ولكن مع ذلك، فإن مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكثير من الكافيين أصبحت تزداد شعبيتها يوماً بعد الآخر، وهذا ما يجعل من هذا العدد قابلاً للارتفاع، إضافة إلى ذلك، فإن هناك بعض الأطفال الحساسين لمادة الكافيين أكثر من غيرهم، وهذا قد يصيبهم بالقلق المؤقت أو التهيج، الذي قد تكون له آثار انهيارية بعد ذلك، كما أن الجدير بالذكر أن معظم الكافيين الذي يشربه الأطفال في المشروبات الغازية، أو مشروبات الطاقة أو الشاي المحلى تحتوي على نسبة عالية من السكر، وهذه السعرات الحرارية يمكن أن تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالسمنة.

خلاصة القول إنه حتى وإن كان الكافيين بحد ذاته ليست ضاراً على الأطفال، فإن المشروبات التي تحتوي على الكافيين هي عموماً ليست جيدة بالنسبة لهم.

الأسطورة السابعة: الكافيين يمكن أن يساعد على الاستيقاظ واليقظة:

في الواقع، تشير البحوث إلى أن الأشخاص هم من يعتقدون بأن الكافيين يساعدهم على الحفاظ على يقظتهم، فعلى سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يتناولون الكافيين بعد تناولهم للكحول بشكل مفرط يعتقدون بأنهم يستطيعون قيادة سياراتهم بوعي، ولكن في الحقيقة يبقى الوقت الذي يتطلبه القيام برد الفعل أو الحكم بطيئاً، حتى أن الشباب الذين يشربون الكحول والكافيين معاً يكونون في الواقع أكثر عرضة للتعرض لحوادث السيارات.

الأسطورة الثامنة: ليس هناك فوائد صحية للكافيين:

للكافيين بعض الفوائد الصحية التي أثبتت جدواها، ولكن يبدو أن هذا الفوائد المحتملة مثيرة للاهتمام، فإن أي شارب عادي للقهوة قد يقول لكم أن الكافيين يحسن من اليقظة والتركيز، ويعطي دفعة كبيرة من الطاقة، ويجعل الشخص أكثر انتباهاً، وحتى أن هناك بعض الأشخاص يحتاجون لشرب كأس من القهوة كل صباح قبل أن التفوه بكلمة واحدة، وهناك دراسات علمية تدعم هذه النتائج بالذات، حيث أظهرت إحدى الدراسات الفرنسية انخفاضاً بطيئاً في القدرة المعرفية بين النساء اللواتي يتناولن الكافيين باستمرار، كما أن هناك فوائد محتملة أخرى كالمساعدة على تخفيف آلام بعض أنواع الصداع، وفي بعض حالات الربو لدى بعض الأشخاص أيضاً، وعلى الرغم من أن هذه النتائج البحثية مثيرة للاهتمام، إلّا أنها تحتاج إلى المزيد من الإثباتات.

كما وتشير بعض الأدلة إلى أن الكافيين قد يقلل أيضاً من خطر ما يلي:

  • الإصابة بمرض الباركنسون
  • الإصابة بأمراض الكبد
  • الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
  • الإصابة بداء السكري من النوع 2
  • العته

على الرغم من جميع فوائد الكافيين المحتملة، إلّا أنه لا يجب أن ننسى أن المستويات العالية من الكافيين قد يكون لها آثار سلبية، وأنه لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكيد جميع فوائده ومخاطره المحتملة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير