التصنيفات: الصحة الجيدة

اسبرتام .. لماذا كل هذا الجدل حول هذه المادة المحلية؟

انتشرت الكثير من الأخبار مؤخرًا حول خطورة استهلاك أسبرتام الذي أصبح موجودًا في مئات المنتجات من حولنا، وذلك بعد أن أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO) عن نتائج مراجعتها الأخيرة للدراسات المتعلقة بهذه المادة. وعلى ضوء الدراسات الجديدة التي ربطت بين المادة واحتمالية تسببها بالسرطان للبشر والحيوانات كان التحذير الأخير من الوكالة.

فما هو أصل الموضوع؟ وهل علينا فعلاً تجنبها من أجل سلامتنا، أم أن الأمر مجرد شائعات بدون أدلة؟

ما هو أسبرتام؟

أسبرتام

الأسبرتام هو محلي صناعي يعتمد على تركيبات كيميائية لها طعم أحلى من السكر ب200 مرة تقريبًا كما يقول العلماء! اكتُشف عام 1965 بمحض الصدفة عندما كان الكيميائي جيمس شلاتر يحاول في معمله أن يتوصل لتركيب عقار مضاد للقرح. فأثناء عمله على هذا العقار قام بلعق إصبعه بهدف التقاط بعض الأوراق لكنه فوجيء بمذاق حلو على لسانه! جعله ذلك يتتبع أثر تلك المادة الجديدة التي أصبحت معروفة اليوم بمادة الأسبرتام.

بدأت الأبحاث منذ ذلك الوقت تنتشر حول تلك المادة الجديدة وخصائصها المدهشة، وفي عام 1973 دخلت المادة السوق رسمياً ليصبح جزءًا من مختلف أنوع المنتجات كوجبات الإفطار والمشروبات الغازية والعلك وحتى معجون الأسنان!

لماذا تحيط الأقاويل بسكر أسبرتام؟

يتكون أسبرتام بشكل أساسي من حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين وكلاهما أحماض أمينية طبيعية. عندما يدخل الجسم يتم تكسير جزء منه إلى الميثانول، وهي مادة بصورة طبيعية تتكون في الجسم عند تناول الفواكه وشرب العصائر وغيرها. تكمن المشكلة في تحول جزء من الميثانول إلى فورمالدهايد والذي هو يعتبر مادة سامة ومسرطنة إن وجدت في الجسم بنسب عالية!

على الرغم من ذلك، فالعديد من المنظمات كمنظمة الغذاء والدواء (FDA) أجرت أبحاث مكثفة حول استهلاك المادة ومراقبة ما ينتج على إثره من ميثانول وفورمالدهيد، وكانت نتيجة الأبحاث أن كميات الميثانول والفورمالدهايد التي تتكون لا تُشكل أي قلق طبي! حتى أن بعض الأبحاث الأخرى أثبتت أن شرب عصير الطماطم قد ينتج عنه كمية من الميثانول أكبر ب 6 مرات من التي تنتج من شرب المياه الغازية المحلاة بهذه المادة!

لكن هل الأبحاث الأخيرة حول أسبرتام مقلقة بالفعل!

أسبرتام من أكثر المواد التي خضعت للدراسات والأبحاث على مدار السنوات السابقة ونال بالفعل موافقة العديد من المنظمات الصحية، باعتباره مكون آمن للاستهلاك في الجرعات الموصى بها، لكن ما جعل الجدل يحتدم في الأسابيع الماضية هو إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه بناءً على آخر الأبحاث لديهم ونتائجها فيجب وضع المادة من ضمن قائمة المسببات المحتملة للسرطان في البشر! وخاصةً سرطان الكبد.

جاء هذا التصريح بناءً على دراسات أثبتت وجود ارتباط ما بين استهلاك المادة والإصابة بسرطان الكبد والثدي والأورام الليفية، بالإضافة إلى السكري من النوع الثاني. لكن ما زال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد تلك العلاقة.

هل أسبرتام امن؟

إضافة أسبرتام لكون شاي

التوصيات العالمية الآن تتفق على أنه من الآمن استهلاك هذه المادة بصفة عامة للأصحاء وبجرعات لا تتعدى الحد الأقصى الموصى به، وهو 50 ملليجرامات من الأسبرتام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، حسب توصيات منظمة الغذاء والدواء.

اقرأ ايضًا

ابر ساكسندا لتخفيف الوزن: الفعالية والآثار جانبية

بحسبة أخرى، يمكن للشخص البالغ والذي يصل وزنه إلى يزن 68 كيلو تقريباً أن يتناول حصة لا تزيد عن ١٨ علبة من المياه الغازية المحلاة بـ أسبرتام يوميًا، ولكن تذكر، أن هناك مواد استهلاكية اخرى تحوي مادة الأسبرتام عليك الحذر عند استخدامها.

كما يجب أن نذكر جزء آخر هام يجب وضعه في الاعتبار، وهو أنه بالنسبة لبعض الناس يجب تجنب المادة المحلية تماماً نظراً للآثار الجانبية الضارة التي قد تنتج عنه، وتكون تلك الفئات مذكورة دائماً ضمن المعلومات الغذائية المكتوبة على المنتجات المحتوية على المادة من أجل التوعية، وهم مثلاً أولئك المصابون بمرض الفينيل كيتون يوريا والمصابون بمراحل متقدمة من أمراض الكبد وهكذا.

في النهاية، خير الأمور الوسط، فإن كنت تتناول المنتجات المعروفة بزيرو سكر أو قليلة السكر فاعتدل في تناولها ولا تسرف منها فهي كلها في النهاية منتجات مصنعة! وبالتأكيد سيكون من الأفضل لك إن استعضت عنها بالعصائر الطبيعية وبتناول الخضروات والفاكهة الطازجة والأكلات المشبعة بالعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك أكثر من أي شيء آخر. أتمنى لنا ولكم جميعاً دوام الصحة والعافية.

شارك
نشر المقال:
ضحى نبيل