يعتبر التوت بشكل عام من الأغذية المفيدة للصحة، وذلك لاحتواءه على مادة (البوليفينول)، وبالأخص لاحتواءه على مادة (الانثوسيانين) التي تعد من زمرة (البوليفينولات)، ولكن بالنظر إلى الأهمية الصحية، فإن التوت البري يعد أغنى طبيعياً من التوت المزروع تجارياً، كون التوت البري يحتوي على مستويات أعلى بكثير من المادة الفعّالة (الانثوسيانين).
يستخدم التوت البري من قبل بعض الأشخاص والمجتمعات لعلاج مجموعة من الأمراض، بما في ذلك متلازمة التعب المزمن، البواسير، مرض السكري، هشاشة العظام، داء النقرس، التهابات الجلد، اضطرابات الجهاز الهضمي، أمراض الكلى، الدوالي، تصلب الشرايين، آلام الصدر، التهابات المسالك البولية.
على الرغم من كافة ما تقدم، فإن فعالية التوت البري في علاج الأمراض الأخرى، كانت موضع جدل بين العلماء، لذا قام باحثون من جامعة شرق فنلندا، بإجراء دراسة جديدة تعد الأولى من نوعها، وتم نشرها في مجلة (PLOS ONE)، تظهر هذه الدراسة أن التوت البري له خصائص وآثار مفيدة على ضغط الدم، كما أنه يساعد على تخفيف الالتهابات الغذائية الناتجة عن اتباع نظام غذائي عالي بالدهون.
تم إجراء الدراسة على عدد من الفئران المخبرية، حيث تم تغذية هذه الفئران بأغذية تحتوي على نسبة عالية من الدهون لمدة 3 أشهر، كما تم إدخال التوت البري في النظام الغذائي لبعض الفئران وذلك بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10%، ومن بعدها تم قياس آثار هذا النظام الغذائي على الفئران، حيث تم قياس مستويات التهاب الخلايا ومستويات ببتيد السيتوكين، ومستوى ضغط الدم الانقباضي والجلوكوز والأنسولين، وبالطبع تم قياس مستوى الزيادة بالوزن.
بالنتيجة تبيّن أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون تسبب بزيادة وزن الفئران بشكل ملحوظ، وأدى إلى حصول تغيّرات سلبية في نسبة الجلوكوز وفي استقلاب الشحوم، كما أدى إلى حصول التهابات وزيادة في ضغط الدم، إلا أن الفئران التي تمت تغذيتها بالتوت البري، تبين أن مستويات ببتيد السيتوكين لديها كانت مختلفة عن مثيلاتها من الفئران التي لم تتناول التوت البري، كما أن مستويات الخلايا التائية (T Cells) والمسؤولة عن الالتهابات الخلوية كانت منخفضة لدى الفئران التي تناولت التوت البري بشكل أكبر من الفئران التي لم تتناوله، كما أشار الباحثون بأن التوت البري ساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع الناجم عن اتباع نظام غذائي عالي بالدهون.
أخيراً، فإن فوائد التوت لا تقتصر على ما ذكر أعلاه، حيث قام فريق من جامعة ليستر البريطانية في عام 2007 بإجراء دراسة لمعرفة فيما إذا كان التوت البري المعبأ تجارياً من ماركة (Mirtoselect)، يمكن أن يمنع أو يؤخر ظهور بعض أنواع السرطان، ووجد الفريق أن توت (Mirtoselect) استطاع إبطاء تطور سرطان القولون والمستقيم في نماذج السرطان المختبرية، وعندما تم تطبيق التجربة على البشر، تبين أن توت (Mirtoselect) خفّض انتشار الورم بنسبة 7% في عينات سرطان القولون وسرطان المستقيم، التي تم أخذها من المرضى الذين تناولوا التوت البري.