تغير المناخ و البيئة

الأمازون وأكذوبة رئة العالم

الأمازون وكذبة رئة العالم
غابات الأمازون والتي يقع الجزء الأكبر منها بالبرازيل من الغابات المطيرة المهمة للتنوع البيولوجي لكوكب الأرض فهي مأوى للعديد من الحيوانات النادرة التي لا توجد سوى بالأمازون ، كما أنها تلعب دور مهم في الحفاظ على مصادرالماء العذبة والمحدودة على الكوكب، بالاضافة الى استخلاص الأدوية المُنقذة للحياة من نباتاتها التي تستخدم كعلاج (الملاريا والسكر والجلوكوما و…)، والأكثر أهمية أنها تمتص الغازات المٌسببة للاحتباس الحراري للغلاف الجوي، فهي واحدة من أقوى دفاعاتنا ضد تغير المناخ، لذلك ماتتعرض له الغابات من ازالة يٌهدد هذا التوازن الغازي وكذلك التنوع البيولوجي.
فالحرائق التي اندلعت بالأمازون الفترة الماضية جذبت انتباه العالم، وأصاب الناس الهلع خوفاً على الأكسجين التي تطلقه الأمازون للكوكب، مؤمنين بعبارة “الأمازون رئة العالم” فهذا الادعاء ناتج عن سوء فهم،كما قال” Yadvinder Malhi” استاذ النظام البيئي وعلم البيئة بجامعة أكسفورد، حيث أكد على أن الحرائق لها تتابعات وخيمة على المناخ وجودة الهواء وأيضاً على التنوع البيولوجي كما أوضحنا سابقاً،وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وتلوث الغلاف الجوي .
فليس علينا أن نقلق حيال نفاذ الأكسجين، ولكن علينا القلق من زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون.
أما عن رقم 20% الذي استخدم كثيراً بحجة أن الأمازون تمد به الكوكب بالأكسجين، فهو يدل على سوء فهم جزئي لدورة الأكسجين في الكون، فالغابات الاستوائية المطيرة والتي منها الأمازون تمثل 34% من عملية التمثيل الضوئي على سطح الأرض.
وتوزيع التمثيل الضوئي للغابات المطيرة حيث تمثل الأمازون وحدها نصف مساحة الغابات المطيرة في الكوكب، وبما أن هذه الغابات ليست موسمية انما مشجرة ومُثمرة طوال العالم، فعملية التمثيل الضوئي تكون بكميات كبيرة.
والمخطط التالي يوضح توزيع عملية التمثيل الضوئي على الكوكب والمناطق الحمراء تمثل الغابات المطيرة وحصتها.

وبحساب كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المُستخدم في هذه العملية كما تقول المعادلة الشهيرة 6Co2+6H2O=C6H12O6+6O2 يكون عامل الضرب هنا2.67 ناتج قسمة (O2(32 وزن جزئ الأكسجين على الكربون 12، وباجراء العديد من العمليات الحسابية الأخرى يكون ناتج الأكسجين من عملية البناء الضوئي خلال العام 330pg ، والأمازون وحدها تنتج 16% من الناتج الاجمالي مايعادل 54pg خلال العام، وبالتالي كان رقم 20%

الجدول المُرفق يوضح نسبة الأكسجين الناتج من عملية التمثيل الضوئي مقابل أنواع الغابات ومساهمتها من الأكسجين.

 

الأكسجين التي تُنتجه نباتات الأمازون خلال عملية التمثيل الضوئي المٌسمى ب
(السهم الأخضر) تستهلك هذه النباتات أكثر من نصفه ليلاً حيث تتنفس النباتات الأكسجين أي مايعادل 60% من الانتاج هذا بناءاً على أبحاث فريق عمل أستاذ البيئة بجامعة أكسفورد، وأثناء الليل لا تتم عملية التمثيل الضوئي.
أما باقي الـ 40% من الأكسجين تستهلكه الكائنات الدقيقة أثناء عملية تحلل الأوراق المتساقطة والخشب وتسمى بـ (السهم الأزرق) وعملية التنفس الغير متجانسة وهي عكس عملية التمثيل الضوئي وتسمى ب(السهم الأزرق الغامق).
اذن تكون نسبة مساهمة الأمازون من الأكسجين للعالم هي بفاعلية صفر .

ويؤكد استاذ Scott Denningعلوم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو التي تقع غرب الولايات المتحدة على أن الأمازون ليست مصدر للأكسجين للكوكب، والحقيقة مصدر الأكسجين هو المحيطات، وهناك مايكفي من الأكسجين لملايين السنين، وأنه ليس علينا القلق من نفاذ الأكسجين وانما القلق من عدم التوازن المتوقع حدوثه بين نسبة الأكسجين الى نسبة ثاني أكسيد الكربون،فالارتفاع المفاجئ لنسبة غاز ثاني الأكسجين هو السبب في الاحتباس الحراري، وذلك الخلل تزداد خطورته مع حرائق الأمازون أو ازالتها.
ويقترح Daniel Nepstad رئيس ومؤسس معهد ابتكار الأرض والذي عمل بغابات الأمازون البرازيلية لأكثر من 30 عاما، عدة حلول للمحافظة على الأمازون وتقليل خسائر الحرائق.
أولاً توسيع القيادة البرازيلية العالمية لرصد الغابات لتشمل تقييم سنوي لآثار حرائق الغابات.
ثانياً استخدام وسائل أفضل للسيطرة على الحرائق والتحذير المبكر وجاهزية فرق الاطفاء.
ثالثأً توعية عامة للسيطرة على الحرائق وخاصة للمزارعين.
رابعاً تنمية المناطق التي يسكن بها المزارعون وتوفير أدوات الانتاج اللازمة .
خامساً الحد الهائل من انبعاثات الكربون بالبرازيل،وتوعية قيمته للمجتمعات والمزارعين والحكومات، فموقع البرازيل أفضل من أي دولة أخرى لقيادة تقليل نسبة الكربون بالغلاف الجوي.
وبخصوص المزاعين ومزارعهم يجب أن يبتعدوا عن الغابات بمسافة لا تقل 80%.
بالاضافة لخلق سوق عمل يُشجع على تقليل انبعاث الكربون و الحرص على الغابات والمحافظة على البيئة.
وبذلك نتكمن من الحفاظ على توازن الغازات بالغلاف الجوي و على التنوع البيولوجي.

شارك
نشر المقال:
تسنيم مراد