ملفات نقطة

الطاقة المتجددة وأثرها على المجتمعات … تغطية قمة SU في أمريكا

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الطاقة المتجددة كبديل عن النفط حيث أنها ستكون أكثر فعالية وأقل ضررا للبيئة ولن تستنفذ كالنفط وبسبب طبيعتها المتجددة فإنها ستكون أقل تكلفة وتعطي نتائج أفضل للبشرية من حيث المواصلات والتقدم العلمي. تستمد الطاقة المتجددة اسمها من طبيعتها المستمرة حيث أنها غير قابلة للنفاذ أو الإنتهاء لاعتمادها على مصادر طبيعية كالشمس والرياح المتوفرة في كل أرجاء الكرة الأرضية, وقد شهد هذا القطاع انخفاض في سعر الكيلو الواط الواحد بمقدار عشرون ضعفا في آخر عشر سنوات.

تكلفة طاقة الرياح

جهود العلماء خلال العقود الماضية

إقرأ أيضا: الأنتقال لـ الطاقة المتجددة خيار السودان الأفضل

الطاقة المتجددة لم تكن وليد الساعة إلا أنها وصلت لمراحل متقدمة في آخر عشر سنوات بسبب التقدم الأسي للتقنية فقد كانت نواة الطاقة المتجددة في عام 1839 عندما مهد العالم الفرنسي (edmond becquerel)  لاستخدام طاقة الشمس باكتشافه طريقة تحويل الضوء للكهرباء وقد استمر الأمر كأبحاث مختبرية في الفترة التالية حتى وصلت لعام 1883 عندما قام العالم الأمريكي (charles fritts) باختراع الألواح الشمسية مستفيدا من نظريات وأبحاث أسلافه في المجال حيث أنه تم استخدامها لأول مرة بعد عام من ابتكارها على أسطح أحد الأبنية في مدينة نيويورك عام 1884 ثم استمر تطوير التقنية في القرن التالية حتى وصلت للفضاء بسبب استخدامها في الأقمار الصناعية لناسا لتزويدها بالطاقة الكافية دون الحاجة لتعبئتها بالوقود في عام 1958 بعد استخدامها في الأقمار الصناعية لمدة عام عادت الأنظار لها بسبب جدواها الاقتصادية والعملية فقد تم الوصول لكفاءة ال10%  من الألواح الشمسية في عام 1959 وقد وصل سعر الواط الواحد ل76 دولار في عام 1977 بعدها بدأ التحدي بإنشاء محطات توليد طاقة كهربائية خالصة وقليلة التكلفة حيث أن أمريكا أنشأت أول محطة للطاقة الشمسية في عام 1982 لتنتج أكثر من ميجاواط من الكهرباء وبعدها بثلاث سنوات وصلت الكفاءة للألواح الشمسية بمقدار 20% بعد الكثير من الأبحاث الخاصة بها حيث أنه كان انتاج العالم من الطاقة بمعدل 0.1 جيجا واط في عام 1992 بعدها بعدة سنوات وصل البشرية لأحد الإنجازات العظيمة في الطاقة المتجددة من خلال تخطي حاجز 40% من كفاءة الإنتاج للألواح الشمسية في عام 2006 حيث أنه سمحت بنهضة كبيرة أدت لوصول الإنتاج العالمي للطاقة الشمسية لمقدار 14 جيجا وات في عام 2008 حيث أنها تكفي لتغطية منزل واحد لأكثر من 14 الف سنة! وقد تضاعف هذا العدد بنسبة أكثر من ألف بالمئة حيث وصل ل303 ججيجا واط في عام 2016 مع تنازل واضح لسعر الواط الواحد حيث أنه اصبح 26 سنت أمريكي وقد قامت الصين في نفس العام بإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية والتي تنتج قرابة 1574 ميجا واط! مع كل هذا التطور المتسارع يتوقع الخبراء للوصول لإنتاج 3000 جيجا واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2050 أو أن يكون معدل الإنتاج يساوي 11% من إنتاج الكرة الأرضية للطاقة. 

يمكن الإطلاع على مخطط زمني مختصر للأحداث السابق ذكرها عبر السنوات من خلال الرابط التالي :

https://a0m0rajab.github.io/damje/solarPowerTimeLine

كما هو ملاحظ فإن الحديث عن الطاقة المتجددة ليس وليد اللحظة فقد بدأ منذ مئة وخمسون عاما تقريبا حتى وصل لمراحل متقدمة في الفترة الأخيرة بسبب التسارع الأسي للتقنية فبجانب رخص الطاقة الشمسية يوجد هناك أكثر من نوع للطاقة البديلة حيث أنها تستفيد من موارد الطبيعة المتواجدة لدينا كالرياح والضوء بل وحتى الأمواج البحرية لتزودنا بالطاقة الكافية لتسيير حياتنا اليومية فقد ذكرت في النص السابق لمحة سريعة عن تطور طاقة الشمس في القرن السابق فبجانب هذا ما زال هناك الكثير ليتم اكتشافه وتطويره. 

 

في المخطط التالي يمكن رؤية سعر الطاقة البديلة بالسنت الأمريكي في عدد من البلدان  حيث أن الكثير من الدول تسعى للوصول لاستقلال تام عن النفط والإكتفاء الذاتي من خلال ما يتوفر لديها من طاقة بديلة مما يساعد ويساهم في نموها الإقتصادي 

أثر الطاقة الشمسية

بسبب انخفاض سعر الطاقة وإمكانية استخلاصها بسهولة فإنه من المتوقع أن نشهد تحسنا كبيرا في مجال البطاريات الكهربائية حيث أنها ستكون الركيزة الأساسية للطاقة فقد نصل لبطاريات صغير بحجم الإصبع أو بطاريات بسعات أكبر مما هي عليه الآن تخيل بطارية بحجم الهاتف لتشغيل سيارتك؟ تتسارع الكثير من الشركات لتصنيع البطاريات منها تسلا (شركة السيارات الكهربائية) حيث أنه تقوم بإنشاء أكبر مصنع للبطاريات في العالم 

بجانب التحسن وتقدم صناعة البطاريات فسنر إنخفاضا واضحا في سعر المواصلات العامة و وسائل النقل و سيسمح هذا الأمر بوجود نقلة نوعية في المواصلات حيث أن أكثر السيارات الذكية تحتوي على الكثير من الحساسات التي تستهلك الطاقة والتي ستسفيد من الطاقة البديلة بل وحتى من الممكن أن نصل لسيارات قد لا تحتاج لشحن طول فترة استخدامها بسبب سطوع الشمس في النهار, في الوقت الحاي يوجد سيارات يمكن أن تقود لمسافة 800 كيلو متر بعد تعبئة بطاريتها لمرة واحد.

في الوقت الحالي يمكن رؤية الفرق في سيارات تسلا الكهربائية ومنافسة شكرة فولكسفاجن لصناعة سيارات منافسة لها حتى أيضا رخص استخدام سيارات التاكسي والأوبر في أمريكا وأوروبا في حال كانت تستخدم الكهرباء بجانب انتشار الدراجات الكهربائية القابلة للاستعارة في تلك الدول حيث أنه يكاد أن تجدها في كل أزقة المدن الأوروبية (كبرلين)  

على الجانب الآخر سنر انهيار لبعض شركات الطاقة التقليدية و حتى إقصاء لموظفيها بسبب عدم الحاجة لها مما يسمح لهم الأمر للتفكير في استثمار وقته في شركات مستقبلية فقد قامت شركة GE بطرد حوال 12 الف موظف منذ سنتين بسبب تجدد نوع العمل والطاقة 

على الجانب البيئي فإن استخدام الطاقة المتجددة سيقلل من انبعاث غازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود في السيارات ووسائل النقل العامة مما يفيد بتحسن البيئة بل وحتى تقليص آثار الاحتباس الحراري مما يفيد الكرة الأرضية على المدى الطويل 

 

الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط

تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المناطق الغنية بمصادر الطاقة البديلة كالرياح والشمس فمن المتوقع وصول الاستثمارات في مجال الطاقة البديلة لمعدل 35 مليار دولار في حلول عام 2020 حيث أن هذه المنطقة كانت قد وصلت لأدنى تكاليف التشغيل الخاصة بالطاقة الحديثة فمن المتوقع توفير أكثر من 200 الف فرصة عمل في منطقة الخليج العربي في الشرق الأوسط في السنوات القادمة بسبب قطاع الطاقة البديلة, حيث أنه وصل عدد الوظائف العالمية ل7 مليون وظيفة في عام 2014 ثلثهم تعود للطاقة الشمسية. 

استثمر في المستقبل؟

قد يتساءل الإنسان عن دوره في هذا الأمر وكيف يمكن أن يستفيد من ظاهرة التطور الأسي للتقنيات كتقنيات الطاقة البديلة فإن من النصائح التي يمكن أن يتم تقديمها هي أنه على الجميع أن يكونوا حذرين في الموضوع ويفكروا بالإستثمار بحسب مقدرتهم في المجال إن كنت طالبا فبإمكانك الإطلاع على جديد العلوم ودراستها بل وحتى القيام بمشاريع خاصة بها أثناء دراستك كي تكون نواة في المستقبل للعمل مع الشركات أو حتى من الممكن إطلاق شركتك الخاصة وإن كنت رجل أعمال فبإمكانك الاستثمار مع الشركات الكبرى للقيام بتوفير أموالك والربح في المستقبل باختصار يجب أن تحمي نفسك من الآن وترسم خارطة طريق حقيقية لك, الأمر ليس بهذه السهولة ولكن يمكن السعي له. 

بجانب هذا فبإمكانك أن تكون مرنا وتطور بعض المنتجات في منزلك للقيام بتشغيل منزلك بشكل جزئي عن طريق الطاقة الكهربائية فإن العلوم والمعرفة لم تعد صعب المنال في عصر الإنترنت بقيامك بهذا الأمر ستستفيد من إمتلاكك لمصدر طاقة خاصة بك ومن تعلمك عن الطاقة بشكل عام حيث انك ستستثمر في المستقبل من الآن عن طريق إتباع بضعة خطوات بسيطة. 

شارك
نشر المقال:
عبد الرحمن رجب