الصحة الجيدة

الأرق…يؤثر على ملايين الأشخاص ويدمر قدرتهم على العمل

الحرمان من النوم مشكلة تؤرق الكثيرين، وتؤثر على حياتهم، وعلى الأطباء أخذها على محمل الجد ويجب على الخدمة الصحية الوطنية تمويل مزيد من المساعدة المتخصصة، وفقا لما قاله الدكتور ماكس بيمبرتون.

فالأرق شرط يؤثر على ملايين الأشخاص، ويدمر قدرتهم على العمل وتكوين العلاقات، مع تقصير متوسط ​​العمر المتوقع بشكل كبير.
ولكن على الرغم من كونه شائعا جدا ومتعبا، إلا أن معظم الذين يلتمسون المساعدة من طبيبهم العام يقابلون بتجاهل أو يحصلون على نشرة حول كيفية التعامل، وفي أصعب الحالات قد يتم وصف الأدوية لهم.

هذا هو بالضبط الوضع الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الأرق.

ومن الطبيعي أن تواجه صعوبة في النوم بين الحين والآخر، لكن حوالي خمس سكان المملكة المتحدة يكافحون للنوم كل ليلة.

قلة النوم مدمرة بشكل كبير: فهي تزيد من خطر الاكتئاب والقلق، وقد كشفت دراسة جديدة شملت أكثر من 487000 شخص أنها تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنحو الخمس.

النتائج التي توصل إليها فريق في جامعة بكين، ونشرت في مجلة طب الأعصاب، تؤكد مدى أهمية نوعية النوم الجيد لصحتنا الجسدية والعقلية.

لكن علاج الأرق محدود وقلة قليلة من الناس يزورون أخصائيا، والحقيقة هي أن الخدمة الصحية الوطنية ببساطة لا تأخذ الأمر على محمل الجد.

وقال الدكتور ماكس: “أرى العديد من المرضى الذين يعانون من الأرق لسنوات. أخبروني كيف توسلوا إلى الأطباء للحصول على الأدوية لمساعدتهم على النوم، لكن هذا ليس هو الحل.

الحبوب المنومة مفيدة على المدى القصير، فهي تخفي المشكلة الأساسية ولها آثار جانبية، وأعتقد أن الأطباء يجب أن يكونوا أكثر حذرا قبل وصفها للمرضى.

يلجأ بعض المرضى إلى حلول أخرى، حيث أن واحدا من كل أربعة أشخاص يتعاطون الكحول لمساعدتهم على النوم، وهي نسبة عالية بشكل مدهش، ومنهم آخرين أصبحوا مدمنين على الحبوب المنومة.

ولكن هناك بدائل غير الأقراص المنومة، ويمكن معالجة العديد من حالات الأرق من خلال التغيير السلوكي، وهناك بعض عيادات النوم NHS الممتازة التي تقدم علاجات فعالة مثل العلاج الحديث.

لسوء الحظ، يحجم الأطباء عن إحالة المرضى إلى العيادة المختصة، وحتى لو فعلوا ذلك، فإن قوائم الانتظار طويلة.

مقالات شبيهة:

النوم الجيد ليلاً يساعدك على نسيان “المواقف المحرجة”

الاستيقاظ في وقت مبكر قد يحميك من السرطان

الأرق يسبب أمراض خطيرة

أوضح الباحثون أنّ الأرق يتسبب في  الإعياء والترنح والتعب والإحباط وصعوبة التركيز  واضطراب الساعة البيولوجية المسئولة عن تنظيم أشياء كثيرة في الجسم، حيث تؤدي قلة النوم إلى الكثير من الأمراض النفسية والعصبية وإلى زيادة احتمال الإصابة بالسكتات الدماغية نظرًا لضعف ضخّ الدم للمخ وارتفاع ضغط الدم.

والنوبات القلبية لأنَّ ضغط الدم ينخفض أثناء النوم وعدم الحصول على ساعات نوم كافية  يحرم أجسامنا من هذه الوقاية ويزيد من تعرضنا لارتفاع ضغط الدم ونوبات القلب ومرض السكري؛ حيث أثبتت الدراسات أنَّ قلة النوم تنشط هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والنوريبينيفران التي تزيد مقاومة الأنسولين وتسبّب مرض السكري.

كما أثبتت الدراسات أنَّ التعرض للضوء ليلًا وعدم الخلود للنوم يخفض من مادة الميلاتونين المسئولة عن إفراز هرمون الأستروجين مما يزيد من احتمالات إصابة السيدات بسرطان الثدي.

كما يؤدّي الأرق لاحتمالات زيادة الوزن لأنَّ عدم تنظيم ساعات النوم يؤدي لعدم تنظيم مواعيد تناول الوجبات كما يؤثر الأرق على رغبة الإنسان الجنسية ويقللها بشكل ملحوظ؛ وذلك لأنَّ قلة النوم تؤثر على الجهاز العصبي وتسبّب خللًا في إفراز الهرمونات التي تسبّب تلك الرغبة.

وحسب الدراسات فإن أولئك الذين يعانون قلة النوم والأرق معرضون للإصابة بالشيخوخة المبكرة؛ لما يسببه الأرق من تأثير سلبي ومباشر على البشرة والجلد، وما يسببه من وجود انتفاخات في الجفون، وهالات سوداء تحت العين، وظهور مشكلات حب الشباب، ومشكلات البشرة المختلفة.

وتؤثر حالة الأرق على حالة الإنسان النفسية مما يؤثر مباشرة على وزنه وصحته، كما يعوق الأرق ممارسة الإنسان لحياته الطبيعية؛ بسبب إحساسه بالنعاس وانعدام النشاط، مما يصعب عليه ممارسة مهامه كإنجاز عمله وقيادة سيارته، وتنخفض قدرته على التعلم والاستيعاب والتركيز.

وقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون القلق والاكتئاب والأمراض العصبية والنفسية ينامون ساعات أقل بكثير من الآخرين؛ فكلاهما مرتبط بالآخر، وقد يكون سببًا له.

أنواع الأرق

للحصول على علاج مناسب يجب أن تعرف نوع الأرق الذي تعاني منه.

هناك أرق قصير المدى، ويستمر من ليلة واحدة إلى عدة أسابيع، ويكون بسبب مشاكل نفسية أو صحية كأن يعاني الإنسان من مشكلة في حياته أو عمله تؤدّي لعدم قدرته على النوم أو يعاني من مشكلة صحية وآلامًا جسدية تحرمه من الراحة والنوم، والأرق طويل المدى وهو معاناة الإنسان من الأرق لمدة ثلاث ليالٍ على الأقل في الأسبوع لأكثر من شهر.


علاج  الأرق

النوع الأول أي القلق قصير المدى لا يحتاج لعلاج؛ فهو يختفي بمجرد انتفاء سببه، أما القلق المزمن أو طويل المدى فعادة ما يرتبط بمشكلة نفسية أو حياتية مستمرة، ويصعب على الإنسان بمفرده التغلب عليها، وهذا النوع من الأرق يستوجب استشارة طبيب مختص؛ نظرا لخطورته وتأثيره على جسم الإنسان وصحته وكافة نواحي عمله وعلاقاته وحياته، ولذلك يستوجب استشارة طبيب مختص، وهو بدوره سيرصد تاريخ نومك، وكل ملاحظاتك وملاحظات أفراد أسرتك، وسيحدد خريطة علاجك ما بين أدوية وعقاقير وممارسة عادات ورياضة معينة، وتحديد عادات غذائية جديدة، وما بين جلسات استماع نفسي لحل المشكلة النفسية التي تسبّبت في هذا الأرق المزمن.

العلاج السلوكي المعرفي للأرق

يعلمك الجزء المعرفي في العلاج السلوكي المعرفي التعرف على المعتقدات التي تؤثر على قدرتك على النوم وتغييرها. ويمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج في التحكم في الأفكار السلبية والمخاوف التي تبقيك مستيقظًا أو القضاء عليها، ويساعدك الجزء السلوكي في العلاج السلوكي المعرفي في تطوير عادات نوم جيدة وتجنب السلوكيات التي تمنعك من النوم بصورة جيدة.

وتبعًا لاحتياجاتك فقد يوصي أخصائي اضطرابات النوم ببعض التقنيات للعلاج السلوكي المعرفي، والتي تشمل التخلص من العوامل التي تهيء عقلك لمقاومة النوم، تدريبك على تحديد وقت نوم ووقت استيقاظ متواصل وتجنب أخذ قيلولة، والرجوع للفراش مجددا فقط عند الشعور بالنعاس.

وتتضمن هذه الطريقة تغيير عادات حياتك الأساسية التي تؤثر على النوم كالتدخين أو شرب الكثير من الكافيين في وقت متأخر من الليل أو شرب الكثير من الكحول أو عدم التمرن بشكل كاف، وتشتمل أيضًا على نصائح تساعدك على النوم بصورة أفضل كطرق الاسترخاء قبل وقت النوم بساعة أو ساعتين.