التصنيفات: الصحة الجيدة

اتبع هذا النظام الغذائي لإنقاص وزنك والحصول على المزيد من النوم

لا بد بأن معظمنا أصبح يعلم بأن الحصول على قسط كافي من النوم يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في التخلص من الكيلوجرامات غير المرغوب فيها، فالكثير من الأبحاث ربطت بين قلة النوم وزيادة الوزن، وعلى العكس، فقد أظهرت الأبحاث أيضاً بأن النوم الجيد يساعد عادة على فقدان الوزن.

لكن دراسة جديدة صدرت مؤخراً قلبت هذا الاعتقاد رأساً على عقب، حيث وجدت بأنه إذا كنت تحاول فقدان بعض الوزن من خلال اتباع نظام غذائي، فإن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من البروتين قد يكون هو الأنسب لأنه يمكن أيضاً أن يحسن من نوعية نومك.

تبعاً لـ(واين دبليو كامبل)، أستاذ علم التغذية في جامعة بوردو، والمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن الأبحاث تشير إلى أن ما تأكله أثناء محاولتك لفقدان الوزن يمكن أن يؤثر على تحسن نومك أو إقلاقه، واتباع نظام غذائي غني بالبروتين يمكن أن يحسن من النوم.

أجرى (كامبل) وفريقه دراستين لتحديد إذا ما كان اتباع نظام غذائي عالي البروتين يمكن أن يحسن من النوم، وجدت إحدى الدراسات التي قاموا بإجرائها بأن مصدر البروتين، سواء أكان نباتياً أو حيوانياً، لم يؤثر على النوم بالقدر الذي أثر عليه نسبة السعرات الحرارية التي تأتي من البروتين المستهلك، أما الدراسة الثانية، والتي كانت واحدة من أطول الدراسات من نوعها للبحث في تأثير البروتين على النوم، فقد أظهرت بأن معدلات تحسن النوم لدى الأفراد الذين كانوا يتبعون نظاماً غذائياً عالي البروتين كانت أكبر مقارنة مع أولئك الذين كانوا يستهلكون كميات قليلة من البروتين.

لا يهم مصدر البروتين، ولكن مقداره هو المهم

شملت الدراسة الأولى 34 شخصاً بالغاً يعاني من زيادة الوزن أو السمنة من الذين يتناولون الوجبات الغذائية التي تعتمد في مصدرها البروتيني إما على لحم البقر أوعلى فول الصويا والبقوليات، وتم تقسيم المجموعتين إلى ثلاث مجموعات أخرى، تتناول إحداها وجبات الغذائية تحتوي على 10% بروتين، والثانية20% من بروتين، والثالثة 30% من البروتين.

قام الباحثون بقياس نوعية النوم لدى المشاركين على أساس مقدار النوم العالمي المتفق عليه، والذي يشمل، بالإضافة لقياسه لفترة النوم، مجموعة من العوامل الأخرى لقياس نوعية النوم مثل ما إذا كان الشخص يستخدم وسائل النوم أم لا، وعدد المرات التي يستيقظ فيها أثناء الليل، ومدى عمق نومه، والفترة الزمنية التي يستغرقها حتى يغفو.

في حين أن مصدر البروتين لم يكن له أي تأثير على نوعية النوم – حيث كانت نتائج الأشخاص الذين تناولوا البروتين النباتي مماثلة لأولئك الذين تناولوا البروتين الحيواني- فقد وجد الباحثون بأن نوم أولئك الذين كانت وجباتهم الغذائية مكونة من 20% من البروتين تحسن بالمقارنة مع الأشخاص الذين كانت نسبة تناولهم للبروتين 10%، (ولكن لم يواصل النوم تحسنه بالنسبة لأولئك الذين تتألف وجباتهم الغذائية من 30% من البروتين).

زيادة نسبة البروتين تعني نوماً أفضل

أظهرت الأبحاث المعمقة كيف أثرت كمية البروتين على نوم المشاركين، حيث قام الباحثون بإجراء دراسة ثانية قامت فقط بمقارنة نوعية النوم لدى الأشخاص الذين تناولوا نسبة عالية من البروتين مقابل الأشخاص الذين تناولوا نسبة عادية من البروتين.

شملت الدراسة الثانية 44 شخص بالغاً يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وتم اختيارهم بصورة عشوائية ليتبعوا إما نظاماً غذائياً عالي البروتين أو اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب طبيعية من البروتين لمدة أربعة أشهر، وكانت الأطعمة في كلا النظامين الغذائيين متسقة لكلا المجموعتين، إلّا أن الأشخاص الذين اتبعوا النظام الغذائي عالي البروتين شملت حصصهم إضافة مسحوق بروتين الحليب، في حين حصل متبعوا النظام الغذائي العادي من البروتين على مسحوق الكربوهيدرات، وكان يتم تقدير كمية البروتين المتناولة لكل شخص على أساس وزن جسمه، وقد حصل متبعو الحميات عالية البروتين على حوالي ضعف كمية البروتين التي حصل عليها متبعوا الحمية العادي من البروتين.

قام الباحثون مرة أخرى باستخدام مقياس النوم العالمي على المشاركين، ولكن هذه المرة جعلوا المشاركين يبلغون عن تحديثات نتائجهم على أساس شهري، وأظهت النتائج أن نسبة قلة النوم لدى متبعي الحمية الغذائية عالية البروتين قد انخفضت مع تقدم الدراسة نحو النهاية، لدرجة أن عدد المشاركين الذين أبلغوا عن معاناتهم مع قلة النوم في نهاية أربعة أشهر وصل إلى النصف، في حين أن متبعي النظام الغذائي الذي يحتوي على نسب عادية من البروتين أفادوا بأن قلة نومهم زادت على مدى فترة الدراسة.

لماذا يحب النوم البروتين؟

إذاً لماذا يزيد اتباع نظام غذائي عالي البروتين من فرص الحصول على نوم أفضل؟ تشير الأبحاث السابقة إلى أن الناقلات العصبية في الدماغ أو غيرها من المؤشرات الحيوية المرتبطة بدورة النوم واليقظة قد تتأثر بما نأكله، وبشكل أكثر تحديداً، فقد لمّحت النتائج أيضاً إلى أن ارتفاع كمية استهلاك البروتين قد يغيير من كمية إفراز الأنسولين في الجسم ومن انتشار الأحماض الأمينية، وكلاهما يؤثر في مستويات السيروتونين والميلاتونين، والتي بدورها تؤثر على النوم، وعلى الرغم من أن أبحاث (كامبل) لم تقس تلك المؤشرات الحيوية، فإنه يشير بأن هذا قد يكون التفسير وراء نتائج دراسته أيضاً.

في النهاية، سنترك الأمر للخبراء لتحديد السبب الذي يجعل النوم والبروتين يختلطان بشكل جيد، ولكن البيانات التي توجد أمامنا حتى الآن يمكن أن تكون مقنعة بما فيه الكفاية  لجعل البروتين جزءاً أساسياً من نظامك الغذائي إذا كنت تحاول فقدان الوزن، وذلك للتحسين من نوعية النوم والتخلص من الوزن الزائد.