التصنيفات: أخبار العلوم

إرتفاع مستوى سطح البحر .. ضيف غير متوقع في شواطئنا

من منّا يُنكر جمال البحر حين يتأمله ويتفكر بغموض ما يحتضنه من كائنات بحرية لم تكتشف بعد، وأحياناً تطري في الذهن فكرة العيش في الشاليه بالقرب من البحر، لكن هناك حقيقة مُرة لابد أن ندركها قبل أن يفوت الأوان ألا وهي تغير المناخ!

    المقصود بتغير المناخ بأن نظام الايكولوجي لكوكب الأرض يتغير بشكل جذري مقارنة التغيرات التي حدثت منذ نشأته، فالسبب الرئيسي في تغيره هو أفعال البشر منها دخان المصانع والسيارات، قطع الغابات، صيد الحيوانات والأسماك، وغيرها من الجرائم البيئية، لذلك تلك الأفعال جديدة ومغايرة لنظام الايكولوجي للكوكب بالتالي الآثار المدمرة تكون متتابعة كالتالي:

 ١- بعد الثورة الصناعية ارتفع مستوى غاز ثاني اكسيد الكربون (CO2) إلى الضعف من ذي قبل، بالتالي أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة ٤-٦ درجات سيليزية بفعل دخان المصانع والسيارات، بحيث وضحت آثارها في انقراض حاد في الحيوانات، الجفاف، والفشل الزراعي، ومن جهة أخرى يمتص المحيط غاز CO2 المنبعث من الجو فيتولد حمض الكربونيك الذي يؤدي إلى ابيضاض الشعاب المرجانية المؤدية إلى اضمحلال نسبة الاكسجين المسبب لموت الكائنات البحرية.

٢-   حدوث ذوبان الأقطاب الجليدية بفعل ارتفاع الحرارة، لكن الذوبان حتى لو في جزء صغير ستكون له نتائج مدمرة!

٣- إذا ذابت كل الثلاجات الجليدية المقصود فيها الأنهار المتجمدة في قمم الجبال حول القارات ماعدا استراليا يسبب فيضانات كارثية، وتآكل التربة وتلف المحاصيل وجفاف شديد.

٤- تزايد تساقط الثلوج في الدول ذات المناخ المعتدل، إذ لاحظنا سقوطه في منطقتي “عرعر” و”الباحة” في المملكة العربية السعودية. وفي الواقع عندما تسقط الأمطار بغزارة لا تعني بأن العالم يزداد برودة، بل يزداد حرارة ورطوبة منبعثة من المحيطات الدافئة، ومن جهة أخرى هناك مناطق تعاني من جفاف أكثر شدة من ذي قبل.

٥- فالمقصد من الضيف الغير متوقع هو ارتفاع في مستوى سطح البحر! ففي قرن العشرين ارتفع نحو ١٩ سم! ومن ثم المتوقع أن يكون هناك دمار في العقارات الساحلية بالتالي نزوح الملايين في نهاية هذا القرن، فالسبب ارتفاعه يعود إلى ذوبان القطب الشمالي والجنوبي، فبعد عدة قرون إذا استمرت انبعاثات الغازات السامة سيذوب كل جليد القطبي، فالمتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر ١٨٧ متر تقريبا طول عمارة ٤٧ طابق أي ارتفاع مبنى من ناطحات السحاب!

٦- هناك علاقة طردية ما بين ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة نشاط الأعاصير القوية، إذ تتكون الأعاصير في مواقع شديدة الدفء في المحيط، مما يكون هناك خطر على الملايين من أرواح الناس!

لحسن الحظ هناك بعض الاستراتيجيات حين يقومون السياسيون في شتى بقاع العالم بأخذها في عين الاعتبار حيث نستطيع أن نتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر منها:

١- إقامة سدود ذكية وحواجز لصد العواصف.

٢- نقلل من الوقود الأحفوري من خلال :

أ- استغلال الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ب- يمكن استغلال الطحالب لصنع الوقود.

ج- هناك تقنية جديدة لاستخدام الفحم دون انتاج انبعاثات ضارة.

٣-  تم صنع أشجار صناعية لامتصاص ثاني اكسيد الكربون.

٤-  استمطار الغيوم أي التأثير على بعض الغيوم المناسبة لانزال المطر بفعل الانسان من خلال إلقاء نويات يوديد الفضة المتجمدة فوق الغيوم، حيث تتراوح مسبة الزيادة مابين ٥-٢٥٠٪‏ أو أكثر، هذه التجربة قد تمت بالفعل على معظم دول العالم ومنهم دول عربية.

٥- هناك تقنية قيد الدراسة وهي رش الغيوم بمياه البحر لجعلها تعكس قدراً أكبر من أشعة الشمس، بالتالي خفض درجة الحرارة.

٦- الخطوة الأخيرة هجرة السكان من الساحل إلى مناطق أكثر ارتفاعاً.

    وفي نهاية المقال آمل بأن نخفف من ضرر كوكبنا الأرض البهي بكافة الطرق والمصادر النظيفة الممكنة.

 

 

المصدر:

جون إنغلاندر)، ترجمة د.ليلى الموسوي، المد العالي على شارع الرئيس، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ٢٠١٧م، الطبعة الأولى
شارك
نشر المقال:
آمنة خالد السنافي