التصنيفات: الصحة الجيدة

لماذا نصاب بالحساسية؟

كلما فكرنا أكثر في معنى المرض والصحة، زادت صعوبة رسم خط واضح بينهما، فنحن نميل للتفكير بأننا مهيؤون بطبيعتنا للحصول على حياة جيدة إذا ما استطعنا فقط البقاء بعيداً عن البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تقتلنا، وتجنب السلوك الذي يؤدي إلى المرض، وإننا بهذا سوف نضمن الحصول على حياة طويلة وصحية، ولكننا في الحقيقة نحن نتاج للتطور، والتطور لا يمكن أن يعطينا الصحة المثالية، فعلى الرغم من أنه قد وهب لنا جهاز مناعة قوي، وردود فعل سريعة يمكن -في بعض الحالات- أن تبقينا بعيدين عن المخاطرـ إلّا أن التطور لا يرقى تلقائياً إلى الكمال، فهو يسير بخطوات صغيرة، ويتركنا مع الكثير من العيوب الخطيرة.

يمتلك الجنس البشري الكثير من الدفاعات ضد السرطان، على سبيل المثال، لكن هذه الدفاعات تضعف كلما تقدمنا في السن، وعلى الرغم من أن هذا الأمر سبب الكثير من الألم والحزن لكثير من العائلات، إلّا أنه التوليفة الرابحة بالنسبة للتطور، حيث أن الصفة الانتقائية للطبيعة تفضل الأشخاص الذين يمتلكون الدفاعات ضد السرطان الذي تهدد قدرتنا على البقاء على قيد الحياة والوصول إلى مرحلة البلوغ وإنجاب الأطفال، ولكن إذا مات الشخص بسبب السرطان في سن الستين، فإن أطفاله سيكونون في طريقهم للإصابة به أيضاً، وهم بدورهم سيقومون بنقل الجينات إلى الجيل القادم.

إن المنظور التطوري يمكن أن يغير من الطريقة التي نفكر بها حول صحتنا بالعديد من الطرق، خذ الحساسية على سبيل المثال، إنها تؤثر على الملايين من الأشخاص، وتسبب الكثير من المشاكل، ابتداءاً من الحمى وانتهاءاً بالصدمات التحسسية، ولكن أحد العلماء الرائدين في مجال المناعة يشير إلى أن الحساسية هي في الواقع تعديلات نستخدمها للدفاع عن أنفسنا ضد المواد الكيميائية الضارة، وبالرغم من أن الحساسية قد تصل إلى مراحل يصعب احتمالها، إلّا أننا لا يمكننا العيش بدونها، بالمختصر هي نتاج طبيعي عن تطورنا.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير