أخبار العلوم

ثلاثة طرق فعالة تحمي من التشتت الرقمي … اعتمدتها ونجحت

التسارع الكبير في قطاع الاتصالات صحب معه بالضرورة تحدياته الخاصة التي نشكو منها جميعا، أفراداً ومؤسسات، وقد تطور أثرها ليشمل صحتنا النفسية الجسدية، كما بات يشكل عبئا حقيقيا على مناحي حياتنا المختلفة.

شكل التشتت بالنسبة لي رأس الهرم في ما يتعلق بما صحبته التقنية من تحديات حيث فقدت القدرة على التركيز وسط سيل الرسائل التي تصل يوميا من العمل والأصدقاء وسط التفاعل اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي التي صممت لتجعلنا متعلقين بها أكثر كلما استخدمناها أكثر.

الصيام غير ذي جدوى

وفي محاولة للخروج من هذه الحالة غير المريحة، يتحدث الكثيرون عن مقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كلي، يغلق حساباته جميعاً ويدير ظهره لهذا العالم بأسره، غير آبه بأي تحديثات أو أي مواضيع تطرح عليه. ويحدثك الكثيرون ممن مارسوا هذه المقاطعة عن وفرة الوقت التي تحدث بعد أن يبدأ في برنامج المقاطعة هذا.

البعض الاخر كان أكثر عقلانية، فألزم نفسه بأيام من الصيام، تستمر لفترات متقطعة عن جميع منصات التواصل الاجتماعي، وهؤلاء أيضا يبشرون بساعات طويلة من الصفاء الذهني والروحي ووقت أطول لقضائها في القراءة أو التعلم أو غيرها.

مشكلة هذا النوع هو الانقطاع الكامل، وبالتالي فقدان المعلومات غثها وسمينها، وهو ما يجعلنا معزولين عن العالم كلياً.

بالنسبة لي قررت منذ فترة اعتماد أسلوب مختلف، وقد قسمت المشكلة الى شقين، سيل المعلومات غير المتناهية وغير المفيدة بالضرورة من جهة، ومن جهة أخرى الاتصال الدائم بالإنترنت وهو ما يسبب التشتت بشكل أساسي وعليه فقد اعتمدت عدة أساليب.

الخلوة لأجل العمل

فحين يكون لدي ما أنجزه كقراءة كتاب على سبيل المثال، فإن الشيء الأساسي الذي يجب أن يتم هو الخلوة لبضع ساعات أو بضعة أيام في سبيل القراءة أو الكتابة أو غيرها من الأعمال.

تكون لدي أهداف واضحة، ثم أختفي عن جميع وسائل التواصل الإعلامي لفترة محددة، هي في الغالب لا تتجاوز الساعات الثمانية التي يحتاجها أي عمل.

قررت قبل فترة وجيزة أن أقرأ كتابا من ٨٠٠ صفحة، أفردت له ساعتان يوميا، وعليه فقد كنت أغلق هاتفي خلال هذه المدة فقط، ثم أعود لمنصات التواصل كما العادة.

الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي في الواقع يعانون منه حتى على وسائل التواصل الاجتماعي

الهدف المعرفي العام

غالباً سيصيبنا الإحباط من كثرة المعلومات وقلة الاستفادة منها حين لا نحدد لأنفسنا هدفا نسعى له، فتبدو جميع المعلومات متشابهة ولا قيمة حقيقية لها، لكن وضع مواضيع عامة للتعلم عنها سيكون مفيدا جدا في عملية فلترة جميع المعلومات.

على سبيل المثال، قررت خلال الفترة الماضية أن أتعلم أكثر عن خطر السكر الخفي على جسم الإنسان، والصحة بين الرياضة والطعام، وحولت اهتمامي لهذه المواضيع، وبالتالي أصبح الوقت الذي أقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن هذا الإطار وباتت المعلومات الواردة تشكل خارطة ذهنية أفضل.

الكتابة المستمرة

مع السرعة التي نعيش فيها تصبح الأفكار عائمة للغاية، وتخصيص وقت يومي، ولو ثلث ساعة في اليوم لكتابة بعض الأفكار على ورقة أو ضمن ملف على الحاسب الآلي يساعد بشكل كبير في تصفية الذهن من التشتت الرقمي المزعج. ويمكن ربط هذه الكتابة بما نتعلمه من الخلوة، أو بالهدف المعرفي العام.

كتابة ما يجول في بالي حول ما تعلمته عن السكر الخفي أو الصحة العامة وعلاقتها بالرياضة والغذاء رتب الخارطة الذهنية بشكل أفضل، وربط الأفكار بعضها ببعض. وهذا المقال جزء من العلاج بالكتابة الذي أخضع نفسي له ( قطعني الهاتف ٣ مرات خلال كتابته ) مما يعني ان أمامي الكثير من العمل للتخلص من التشتت الالكتروني.

التَنمّر ينتقلُ إلى الإنترنت و يَلحَقُ بالأطفالِ إلى منازلهم

شارك
نشر المقال:
عبد الكريم عوير